المراجعة الأسبوعية 16 – 20 نوفمبر: ما أهم توقعات الذهب؟ وماذا ينتظر النفط؟

المراجعة الأسبوعية 16 – 20 نوفمبر: ما أهم توقعات الذهب؟ وماذا ينتظر النفط؟

بقلم باراني كريشنان

 اربطوا أحزمة الأمان: يمكن أن تتسبب حركات الكر والفر لـ "التداولات الآمنة" المرتبطة بوباء كورونا، في مقابل "تداولات إجراءات الإغلاق"، في تقلبات مؤلمة لأسعار النفط والذهب في الأسابيع القليلة المقبلة، حيث أصبح هنالك مواجهة بين الآمال بشأن اللقاحات والعلاجات، وأوامر السلطات بالبقاء في المنزل، مع وصول عدد حالات الإصابة الموجودة في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات ICUs إلى الحدود القصوى للإمكانيات الاستيعابية لهذه الوحدات.

لقد أعطانا الأسبوع المنتهي للتو نظرة عامة على ما يمكن أن يكون عليه "الوضع الطبيعي الجديد".

أدى إفراط المستثمرين في التفاؤل بشأن إعلان فايزر (NYSE:PFE) حول النتائج المثيرة التي أظهرتها الاختبارات على لقاحها المخصص لمواجهة فايروس كورونا، إلى ارتفاع أسعار الأصول الخطرة بشكل كبير يوم الاثنين. ففي جلسة واحدة، قفز مؤشر {{169|داو جونز}} في وول ستريت بنسبة 3٪، ليسجل أفضل يوم له منذ يونيو. بينما قفز النفط بأكثر من 8٪، ليحقق أكبر مكاسب يوميه له منذ مايو.

ولكن مع تقدم الأسبوع، أصبح من الواضح أن الأمور ليست بهذه السهولة. فظروف التخزين الضرورية للقاح صعبة للغاية، وبحاجة إلى تكنولوجيا متطورة، وغير متوفرة في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية. وبالإضافة إلى ذلك، هنالك المصاعب المتوقعة في التفاصيل اللوجستية أثناء انتاج وتوزيع أكثر من بليون جرعة لقاح. وهذه الأمور تسببت في تقليل هذه المكاسب في الجزء التالي من الأسبوع.

بالنسبة للذهب، تبين أن التواجد على الجانب الآخر من تداولات المخاطرة، كان أمراً مكلفاً للغاية لمالكي المعدن اللامع. فبعد إعلان فايزر، تراجعت العقود الآجلة للذهب بأكثر من 100 دولار للأونصة في ساعات معدودة. وبذلك، سقطت هذه العقود بنسبة 4.5٪، ليكون يوم الاثنين هو اليوم الأسوأ للمعدن الثمين منذ أغسطس.

ولكن بحلول يوم الجمعة، كان الملاذ الآمن قد استعاد بعضاً من خسائره، بعد أن عادت الأسواق إلى النظر إليه على أنه أداة للتحوط ضد ارتفاع عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا.

وقد يكون فرض إغلاق كبير في الولايات المتحدة، على غرار ما حصل بين شهري مارس ومايو، أمراً لا مفر منه إذا قرر عدد كاف من حكام الولايات إغلاق المناطق الخاضعة لسيطرتهم للحد من انتشار الفيروس، حتى إذا رفضت إدارة الرئيس ترامب الشروع في مثل هذه الخطوة الصعبة جداً على الاقتصاد.

كما عاد الخوف من ازدحام وحدات العناية المركزة في المستشفيات للظهور هذا الأسبوع، حيث سجلت الإصابات بالفايروس مستويات قياسية جديدة، وتجاوزت 150 ألف حالة يوم الخميس. ووفقاً لجامعة جونز هوبكنز، وصل عدد الإصابات في البلاد إلى 10.8 مليون إصابة، بينما وصل عدد الوفيات المرتبطة بالفايروس إلى 245 ألف وفاة.

إن إمكانية فرض إغلاق ثاني على المستوى الوطني قد أصبحت أمراً حقيقياً تماماً، بعد أن قال مستشار فريق عمل الوباء للرئيس المنتخب جو بايدن، الدكتور مايكل أوسترهولم، أن إغلاق الشركات لمدة أربعة إلى ستة أسابيع يمكن أن يساعد في كسر الوباء.

وليست الولايات المتحدة وحدها هي التي تواجه قيوداً تدمر الاقتصاد. ففي أوروبا، أعلنت شركة فينشي الفرنسية المشغلة للطرق السريعة في البلاد، أن حركة المرور انخفضت بنسبة 48٪ في أول أسبوع كامل من شهر نوفمبر، وذلك في نتيجة متوقعة لإجراءات الصحة العامة الأخيرة التي اتخذتها الحكومة. ومن المقرر أن تبقى الإجراءات المفروضة على ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا سارية المفعول حتى 1 ديسمبر على الأقل. وبينما أصبحت إنجلترا في حالة شبه اغلاق في الوقت الحالي، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة من أن القيود التي فرضتها حكومتها مؤخراً على النشاطات الاجتماعية قد تستمر إلى ما بعد نهاية العالم الحالي.

كل هذا قد يعني تقلبات غير متكافئة في أسعار النفط والذهب.

يقول ألكسندر تورو، محلل شركة (أر جاي أو فيوشرز) التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها: "استأنف النفط التحرك الهبوطي بعد الارتفاع الحاد الذي شهدته الأسعار في وقت مبكر من الأسبوع، وذلك مع تقيم المستثمرين للدمار المستمر في الطلب، حيث تستمر حالات الإصابة بفايروس كورونا في الارتفاع في الولايات المتحدة وأوروبا، ويستمر فرض القيود إضافية".

ولاحظ تورو أنه بعد الاختراق الصعودي للخام الأمريكي، ووصوله إلى أعلى مستوياته في 10 أسابيع فوق حاجز الـ 43 دولار يوم الأربعاء، عاد إلى التصحيح والهبوط إلى نطاق بين 38.21 و 42.89 دولار "مع استمرار الاستهلاك العالمي (المصاب بفقر الدم) والطلب الضعيف على الوقود في تصدر الأسباب التي تقود حركة السوق".

وفي حالة الذهب، يمكن أن يصبح التأرجح بين مستوى 1,850 ومستوى 1,900 دولار للأونصة عنصراً شبه دائم في المستقبل المنظور ما لم يتم إقرار حزمة تحفيز اقتصادية أمريكية جديدة في وقت مبكر من العام الجديد، كرد فعل على ما يفعله الوباء بالاقتصاد الأكبر في العالم. مثل هذه الحزمة ستكون بمثابة العلاج الشافي للذهب.

أما إيلي تيسفاي، كبير محللي السوق في (أر جاي أو فيوشرز)، فيقول: "هنالك خوف من موجة ثانية مع عمليات الإغلاق والقيود، ويجب على السوق العمل على أساس (بعض) التحفيز للاقتصاد الأمريكي. لذلك، على السوق في مرحلة ما أن يتوقع تلك السيولة وأن يأخذ في اعتباره التضخم المحتمل".

مراجعة الطاقة الأسبوعية

حقق كل من خام غرب تكساس الوسيط، المتداول في نيويورك، والذي يُعتبر المؤشر الرئيسي لأسعار النفط الخام الأمريكي، وخام برنت، المتداول في لندن، والذي يعتبر المعيار العالمي لأسعار النفط، مكاسب تجاوزت الـ 8٪ خلال الأسبوع الماضي.

أغلقت عقود خام {{8849|غرب تكساس}} الوسيط، تداولات الجمعة رسمياً عند 40.13 دولار للبرميل، بينما تمت أخر صفقة فعلياً على 40.12 دولار. وبذلك انخفضت هذه العقود بـ 99 سنتاً، وهو ما يعادل 2.4٪ خلال اليوم. وبالنسبة لعقود خام {{8833|برنت}} ، فلقد أغلقت الجلسة رسمياً عند 42.78 دولار للبرميل، بتراجع قدره 75 سنتاً، أو ما يعادل 1.7٪.

وبالإضافة إلى أخبار لقاح فايزر، ساعدت الانخفاضات الكبيرة في مخزونات البنزين، ومخزونات نواتج التقطير (والتي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء) في وضع حد أدنى لخام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى الـ 40 دولار.

ولكن معنويات المستثمرين تجاه النفط ضعفت من جديد بسبب التوقعات السلبية للطلب، والتي تضمنها التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية، والتي تتخذ من باريس مقراً لها. كما أن تردد أوبك بشأن الاستمرار في خفض الإنتاج، صاحبه أيضاً خفض من المنظمة النفطية لتوقعات الطلب العالمي على الوقود، لما تبقى من 2020 ولكامل عام 2021.

وفي الساعات الأخيرة من الأسبوع، انضمت بيانات بيكر هيوز (NYSE:BKR) إلى المؤثرات التي ساهمت في حركة أسعار النفط. فلقد أعلنت شركة الخدمات النفطية الامريكية أن عدد منصات الحفر العاملة في البلاد (والذي هو برأي الكثيرين مؤشر مهم على مستوى الطلب المستقبلي) قد ارتفع للأسبوع الثامن على التوالي.

وبينما انخفض إنتاج الخام الأمريكي من المستويات القياسية التي سجلها قبل الوباء، عند 13.1 مليون برميل يومياً في منتصف مارس، إلى 10.5 مليون برميل في الوقت الحالي، فإن استمرار زحف عدد المنصات إلى الأعلى يثير المخاوف من أن الإنتاج قد يرتفع في الوقت الخطأ، مع توجه العالم بأسره نحو المزيد من القيود التي يتسبب بها الوباء.

أجندة الطاقة الأسبوعية

الإثنين 16 نوفمبر

ستصدر جينسكيب تقديراتها الخاصة (غير الرسمية) لمخزونات النفط في نقطة تسليم كوشينغ

الثلاثاء 17 نوفمبر

سيصدر {{ecl-656||معهد النفط الأمريكي}} تقريره الأسبوعي المعتاد عن مخزونات النفط الخام (غير رسمي)

الأربعاء 18 نوفمبر

ستصدر إدارة معلومات الطاقة التقرير الأسبوعي الرسمي لمخزونات النفط {{ecl-75||الخام}}

ستصدر إدارة معلومات الطاقة التقرير الأسبوعي الرسمي لمخزونات {{ecl-485||البنزين}}

ستصدر إدارة معلومات الطاقة التقرير الأسبوعي الرسمي لمخزونات {{ecl-917||نواتج التقطير}}

ستصدر إدارة معلومات الطاقة التقرير الأسبوعي الرسمي لمخزونات النفط الخام في نقطة تسليم {{ecl-1657||كوشينغ}} بولاية أوكلاهوما

الخميس 19 نوفمبر

ستصدر إدارة معلومات الطاقة التقرير الأسبوعي الرسمي لمخزونات {{ecl-386||الغاز الطبيعي}}

الجمعة 20 نوفمبر

ستصدر شركة بيكر هيوز تقريرها الأسبوعي حول عدد {{ecl-1652||منصات الحفر}} العاملة في الولايات المتحدة

مراجعة المعادن الثمينة

استقرت أسعار الذهب يوم الجمعة، بعد أن وجد المعدن الثمين الطلب كتحوط ضد الارتفاع المقلق والمستمر في أعداد حالات كورونا، واحتمال فرض إجراءات اغلاق على المستوى الوطني في الولايات المتحدة للمرة الثانية، في وقت ما من المستقبل القريب.

ولكن الارتفاع الذي شهده الجمعة لم يكن كافياً لإنقاذ المعدن اللامع من أسوأ خسارة أسبوعية له منذ سبتمبر، وذلك بسبب السقوط المدوي الذي شهده يوم الإثنين، ضمن "زلزال فايزر".

ففي بورصة كومكس التجارية في نيويورك، تداول عقد {{8830|ديسمبر}} الآجل لأخر مرة عند مستوى 1,888.35 دولار للأونصة، بعد أن كان قد أغلق تداولات الجمعة رسمياً عند 1,886.20 دولار للأونصة، لترتفع هذه العقود بـ 0.7٪ خلال اليوم. أما على أساس أسبوعي، فلقد سقطت هذه العقود بنسبة 3.4٪، وهو، كما ذكرنا، أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبتمبر.

وقال إد مويا، المحلل في شركة التداول (أواندا) ومقرها نيويورك: "إذا تمكن الذهب من التمسك بمستوى الـ 1,890 دولار على المدى القصير، فمن المُتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع إلى الأعلى. الطريق نحو المناطق المرتفعة سيكون طريقاً وعرًا للذهب، ولكن لا يزال هذا الطريق الوعر موجوداً، لأن تداولات التحفيز لن تختفي قريباً".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image