تقرير: النفط الخام يسجل مكاسبه الأسبوعية الثانية على التوالي

شهدت أسعار النفط الصعود القوي خلال الأسبوع الجاري وعلى الرغم من تراجع سعر النفط الخام بشكل طفيف اليوم الجمعة متأثرا بالمخاوف بشأن الانتعاش الهش في الاقتصاد العالمي والطلب على النفط بسبب الارتفاع المستمر في الإصابات بفيروس كورونا عالميا، إلا أن سعر النفط الخام ما زال في مساره نحو تسجيل مكاسبه الأسبوعية الثانية على التوالي بدعم من الآمال حول الحصول على لقاح كورونا على المدى القريب. ومن خلال التقرير الأسبوعي سنتعرف على أهم ما شهدته أسعار النفط وتداولاته خلال الأسبوع المنتهي في 13 نوفمبر.

أنباء لقاح كورونا تدعم أسعار النفط بقوة

ارتفعت أسعار النفط الخام بحدة خلال تداولات يوم الإثنين الماضي في أعقاب إعلان شركة فايزر عن لقاح محتمل لفيروس كورونا. لذا قد انتعشت أسعار النفط بعد الأنباء عن أن اللقاح، الذي طورته شركتا فايزر Pfizer وبيونتيك BioNTech فعال بنسبة تزيد عن 90% في الوقاية من عدوى فيروس كورونا. وفي هذا السياق، قد ارتفعت أسعار الخام الأمريكي بنسبة 10.37% وكذلك ارتفع خام برنت بنسبة 9.02%. فقد جاءت تلك الارتفاعات في أعقاب إعلان من شركة فايزر Pfizer الأمريكية وشريكتها الألمانية بيونتيك Biontech حول دواءهما التجريبي لعلاج فيروس كورونا، وتقدر الشركات أنه يمكنها توزيع 1.3 مليار جرعة من اللقاح بحلول نهاية العام المقبل، بانتظار الموافقة التنظيمية.

تصريحات وتوقعات وكالة الطاقة الدولية

رأت وكالة الطاقة الدولية أن أزمة فيروس كورونا الراهنة تهدد تعافي الطلب العالمي على الطاقة حتى عام 2025، وقد يدفع وجود لقاح كورونا وتوفر العلاج الاقتصاد العالمي إلى الانتعاش خلال عام 2021 فقط وبالتالي، سيتعافى الطلب على الطاقة بحلول عام 2023 على الأقل. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 5% خلال العام الجاري، وتشير التوقعات إلى انخفاض الطلب على النفط الخام بنسبة 8% خلال 2020.

وقد قامت وكالة الطاقة الدولية بخفض توقعات الطلب العالمي على النفط للربع الأخير من عام 2020 بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا. وتستمر هذه التوقعات طالما لم تتغير الأوضاع أساسيا. خاصة مع سعى منظمة أوبك وحلفاؤها لرفع إنتاج النفط بواقع 2 مليون برميل يوميل خلال يناير المقبل، الأمر الذي يضغط على مخزونات النفط الخام خلال الربع الأول من عام 2021.

هذا وقد صرحت وكالة الطاقة الدولية EIA يأن إجراءات الإغلاق المتجددة في أوروبا بهدف احتواء ارتفاع حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا من شأنها خفض توقعات الطلب العالمي على النفط. ولكن التأثير سيكون على الأرجح أقل حدة مما كان عليه في ظل عمليات الإغلاق الأولى في وقت سابق من العام. ولكن من المؤكد أن عمليات الإغلاق الجديدة ستؤثر على معدلات الطلب على النفط بشكل سلبي.

أوبك+ واحتمالية تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الخام

ومن جانب العرض، من المرجح أن تتوصل أوبك وحلفائها إلى اتفاق حول تأجيل زيادة حجم إنتاج النفط الخام لفترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، حيث أن أوبك وحلفائها يركزون في الوقت الحالي بصورة متزايدة على الحفاظ على اتفاق خفض الإنتاج الحالي حتى أوائل العام القادم 2021. وتجدر الإشارة إلى اتفاق أوبك+ الحالي ينص على خفض إنتاج النفط الخام في الوقت الحالي بنحو 7.7 مليون برميل يوميا، بما يعادل حوالي 8% من الإنتاج العالمي. هذا ويجب على منظمة أوبك وحلفائها التعامل مع عودة الإمدادات من قبل الأعضاء المعفيين من خفض الإنتاج. وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قد صرح في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري أن أوبك+ على استعداد لتعديل الاتفاق الخاص بخفض اللإنتاج بهدف دعم سعر النفط الخام في الأسواق.