النفط يعود للتراجع مع عودة نفس مخاوف الوباء والإغلاقات

النفط يعود للتراجع مع عودة نفس مخاوف الوباء والإغلاقات

تراجع النفط صباح اليوم الجمعة في آسيا، في ظل عودة نفس المجموعة من المخاوف التي أثرت على الأسعار في الأسابيع الأخيرة، بعد أن كان النفط قد أستمتع بمكاسب مثيرة منذ إعلان فايزر يوم الاثنين.

فعند الساعة 11:37 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:37 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 1.59٪ لتتداول عند 42.84 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، العقد الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، فلقد سقطت بنسبة 1.97٪، لتتداول عند 40.31 دولار للبرميل. وبذلك، تتمسك جميع عقود النفط الرئيسية بالتداول فوق مستوى الـ 40 دولار للبرميل.

وعادت المخاوف بشأن الطلب، في أواخر أسبوع من المكاسب الرائعة للنفط، وذلك تحت ضغط الموجة الثانية من الوباء، والتي تضرب الولايات المتحدة في الوقت الحالي، بالإضافة إلى مختلف أنحاء وأوروبا، مما يهدد بتوجيه ضربة قاسية للنشاط الاقتصادي خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ففي الولايات المتحدة، وصل عدد حالات الإصابة بالفايروس إلى أعلى مستوى على الإطلاق يوم أمس، عندما سجل من 144,133 حالة وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، وأن تبقى الأرقام في ارتفاع مضطرد مع استمرار درجات الحرارة في الانخفاض.

وفي حديث لـ رويترز، قال كازوهيكو سايتو، كبير المحللين في فوجيتومي: "إن تزايد عدد الإصابات بفايروس كورونا في جميع أنحاء العالم، قد أثار المخاوف بشأن تراجع الطلب على الوقود".

وكما يعلم الجميع، أعلنت فايزر (NYSE:PFE) يوم الاثنين عن أخبار مثيرة، عندما ذكرت أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.

ولكن هذه الإثارة هدأت، وحل الشك محلها، بعد أن أدرك المستثمرون أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن يلبي اللقاح جميع المتطلبات الضرورية ليتم استخدامه على نطاق واسع. ومن بين ذلك، هنالك متطلبات تنظيمية، وأخرى لوجستية تتعلق بإنتاج وتوزيع مئات الملايين، أو حتى بلايين من الجرعات. هذا بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالتخزين الذي يجب أن يكون عند درجة منخفضة للغاية تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر (-94 فهرنهايت) أو أقل، وهو ما يتطلب أجهزة تبريد (DU:TABR) متطورة وإمكانيات كبيرة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية، حتى في أكبر المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى العالم.

وأضاف سايتو: "الرأي القائل بأن الأمر سيستغرق الوقت قبل رؤية أي نتائج ملموسة لهذا اللقاح هو الذي دفع المستثمرين إلى التراجع عن مراكز الشراء الخاصة بهم". وبرأي محللنا، فإن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تتجه نحو مستوى 39.50 دولار للبرميل.

وفي استجابة للظروف العالمية، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في المجموعة الأوسع (أوبك+) تدرس تمديد القيود المفروضة على الانتاج حالياً، حتى عام 2021، في حال وافقت الدول الأعضاء على ذلك.

وعلى صعيد البيانات، أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الأسبوعي الرسمي، لمخزون النفط في البلاد، يوم أمس الخميس. وأظهرت البيانات مفاجأة كبرى، حيث ارتفعت مخزونات النفط {{ecl-75||الخام}} بواقع 4.278 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 6 نوفمبر، وهو ما جاء على عكس توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 913 ألف برميل. وبذلك، تكون المخزونات قد انقسمت بالتساوي في أخر 6 أسابيع، بين الارتفاع والانخفاض، فارتفعت في 3 وانخفضت في 3. 

ونبقى مع البيانات، حيث تترقب أسواق النفط التقرير الأسبوعي لشركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز (NYSE:BKR))، والذي يُظهر التغيير في عدد {{ecl-1652||منصات الحفر}} العاملة في الولايات المتحدة، والذي يعتبره الكثيرون مؤشراً رئيسياً للطلب على النفط. وسيصدر التقرير في موعده المعتاد عند الساعة 1:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:00 مساءاً بتوقيت جرينيتش). وكان تقرير الأسبوع الماضي قد أظهر ارتفاع عدد المنصات العاملة بـ 5، إلى ما مجموعه 226 منصة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image