ماذا يحرك أسعار "الذهب" عالميًا للأعلى، هل تفوقت المخاوف على الآمال؟

ماذا يحرك أسعار "الذهب" عالميًا للأعلى، هل تفوقت المخاوف على الآمال؟

ارتفع الذهب خلال التداولات الآسيوية لليوم الخميس، ليستمر في التعافي لليوم الثالث على التوالي، بعد سقوطه المدوي بأكثر من 5٪ في جلسة الاثنين. ورغم أن آمال اللقاح تعمل ضد تقدم الذهب، إلا أن ضعف المنافس الأول للمعدن الثمين، {{8827|الدولار}}، قد ساعد على ارتفاع الأسعار.

فعند الساعة 12:26 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:26 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.37٪ لتتداول عند 1,868.60 دولار للأونصة.

وكان الذهب قد شهد سقوطاً مرعباً يوم الإثنين، حيث فقدت الأونصة 100 دولار كاملة من قيمتها خلال بضع ساعات، بعد أن أعلنت فايزر (NYSE:PFE) أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.

ولكن المعدن الثمين تماسك وحاول التعافي في كل جلسة منذ ذلك الحين، بعد أن أدرك المستثمرون أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن يلبي اللقاح جميع المتطلبات الضرورية ليتم استخدامه على نطاق واسع. ومن بين ذلك، هنالك متطلبات تنظيمية، وأخرى لوجستية تتعلق بإنتاج وتوزيع مئات الملايين، أو حتى بلايين من الجرعات، بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالتخزين الذي يجب أن يكون عند درجة 70 درجة مئوية تحت الصفر (-94 فهرنهايت) أو أقل، وهو ما يتطلب أجهزة تبريد (DU:TABR) متطورة وإمكانيات كبيرة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية، حتى في المدن الكبرى.

وكان السقوط المدوي للذهب، والذي بلغ 5٪ بعد إعلان فايزر يوم الاثنين، هو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ سبع سنوات. وشكّل هذا الانخفاض الحاد جزءاً واحداً من عملية شاملة استبدلت تماماً موقف الأسواق تجاه المخاطرة، فتراجعت أصول الملاذ الآمن على نطاق واسع، وارتفعت أصول المخاطر بنفس الطريقة. وأدى ذلك إلى خسائر في الذهب، ومكاسب حادة في النفط، والأسهم. ولكن الحذر ما زال موجوداً، مع تفكير الأسواق في الفترة الزمنية التي سيحتاجها اللقاح لكي يتم انتاجه وتوزيعه لمليارات من البشر، وهو ما أعاد جزءاً من رغبة المستثمرين في الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.

وعلى جبهة الوباء، تستمر الأرقام العالمية في الارتفاع، مما يضع العقبات أمام أي محاولات لتحقيق تعافي اقتصادي عالمي على المدى القصير والمتوسط، وهو أمر من مصلحة الذهب. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فلقد تجاوز عدد الإصابات في العالم حتى الآن مستوى الـ 52 مليون إصابة، بينما بلغت الوفيات 1.28 مليون وفاة.

وعلى الصعيد السياسي، تتزايد المخاوف بشأن انتقال السلطة من الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى الرئيس المنتخب جو بايدن. وما زالت حملة الرئيس ترامب الانتخابية ترفض الاعتراف بالهزيمة، ولم توافق حتى الآن على تقديم المعلومات التي تحتفظ بها الإدارات الفيدرالية إلى فريق جو بايدن الانتقالي.

وأخيراً، أعلنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم أمس عن أن البنك يخطط للتركيز على المشتريات الطارئة للسندات، وتقديم القروض الرخيصة للبنوك، كإجراءات أساسية في جهوده لمساعدة اقتصادات منطقة اليورو. وستنضم لاغارد إلى محافظي البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسهم سيد السياسة النقدية الأمريكية جيروم باول، ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي، في اليوم الثاني والأخير من منتدى البنك المركزي الأوروبي السنوي، والذي يجري هذا العام باستخدام تكنولوجيا الاتصال عن بعد بسبب الوباء، وتحت عنوان "البنوك المركزية في عالم متغير".

ومن المقرر أيضاً أن يجتمع محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية من مجموعة العشرين يوم غد الجمعة، في اجتماع استثنائي لمناقشة الإجراءات الممكن اتخاذها لمساعدة الدول التي تكافح لسداد ديونها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image