لماذا يحفز فوز بايدن سوق النفط العالمي؟

ارتفع النفط بقوة في أولى الجلسة الآسيوية لهذا الأسبوع، بعد أن أصبحت نتيجة الانتخابات الأمريكية واضحة. وخلال الساعات الأولى من تداولات الأسبوع، ارتفعت العقود الآجلة لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2٪. ورغم ذلك، فإن تفاقم وباء كورونا، والمخاوف من وفرة العرض لا تزال هي الأمور الرئيسية في أذهان المستثمرين.

فعند الساعة 11:51 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:51 صباحاً بتوقيت جرينتش)، قفزت العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 2.64٪ لتتداول عند 40.49 دولار للبرميل. أما عقود غرب تكساس الوسيط الآجلة، فلقد ارتفعت بنسبة 2.83٪ لتتداول عند 38.19 دولار للبرميل. 

وفور افتتاح الجلسة الآسيوية، بدأ النفط في تعويض بعض الخسائر الثقيلة التي مُني بها يوم الجمعة، والتي وصلت إلى 4٪. وتقدمت الأسعار بعد أن فاز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من أن نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي يبدو وكأنها وصلت بالمجلس إلى الانقسام بين الحزبين. ولا تمنح هذه النتائج أي من الطرفين القوة الكافية لإجراء تغييرات جذرية على السياسة الحالية، ويُنظر إليها على أنه سيكون لها تأثير معتدل فحسب.

كما يُنظر أيضاً إلى هذه النتائج من زاوية أن بايدن، على الأرجح، سيتبع سياسات فيدرالية مفيدة فيما يتعلق بحزم الصحة العامة والتحفيز الخاص بوباء كورونا، مما يعطي بعض التفاؤل بشأن سرعة التعافي من وباء فايروس كورونا الذي لا يزال ينمو في البلاد. ويقال إن الرئيس المنتخب وفريقه قد بدأوا العمل بالفعل على حزمة تحفيز لمواجهة الآثار الاقتصادية لوباء كورونا المنتشر في البلاد. وأصبحت الولايات المتحدة أول دولة في العالم تسجل أكثر من 10 ملايين حالة إصابة. وفقاً لإحصاء أجرته رويترز، وصل المعدل اليومي خلال الاسبوع الحالي إلى أكثر من 100 ألف حالة جديدة يومياً. كما تجاوزت الوفيات المرتبطة بالفايروس 237 ألف وفاة، وأصبحت واحدة من كل 11 وفاة في العالم من نصيب الولايات المتحدة. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، تجاوز عدد حالات الإصابة العالمية حتى اليوم حاجز الـ 50 مليون إصابة. 

وفي حديث له مع رويترز، قال كبير استراتيجيي السوق في (سي إم سي ماركتس)، مايكل مكارثي: "التداول هذا الصباح له نكهة المخاطرة، ويعكس الثقة المتزايدة بأن جو بايدن سيحكم من البيت الأبيض، إلا أن الحزب الجمهوري سيحتفظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ ... هذه النتيجة مثالية من وجهة نظر السوق، فلن يتحكم أي من الحزبين بالكونغرس. الحروب التجارية (التي يفضلها الجمهوريون) والضرائب المرتفعة (التي يفضلها الديمقراطيون)، أصبحت خارج جدول الأعمال إلى حد كبير".

كما تعافى إنتاج النفط الليبي في الأسابيع القليلة الماضية، ليصل إلى نحو مليون برميل يومياً. ولكن شركة النفط الوطنية الليبية ذكرت أنه من غير المرجح أن يستمر الإنتاج عند هذا المستوى بسبب عرقلة من كيانات لم تذكر اسمها.

وكالعادة سيترقب المستثمرون في أسواق النفط خلال الاسبوع الحالي، تقارير معهد النفط الأمريكي يوم غد الثلاثاء، وتقرير إدارة معلومات الطاقة EIA الرسمي لمخزونات النفط الخام يوم الأربعاء، وتقرير شركة بيكر هيوز (NYSE:BKR) حول عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة يوم الجمعة. ومن المقرر أن تجتمع مجموعة أوبك+، وهي مجموعة تضم أوبك ودول أخرى من منتجي النفط من خارج المنظمة، يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر لمناقشة السياسة المستقبلية.