بينما يحيط الهدوء الحذر الأسواق، سوق "النفط" الأكثر صخبًا

بينما يحيط الهدوء الحذر الأسواق، سوق "النفط" الأكثر صخبًا

بقلم آدم كلارينجبول

لم تهدر دببة النفط الوقت مطلقاً بعد افتتاح الأسواق، وقامت بدفع النفط إلى هبوط قوي أخر، وذلك للجلسة الرابعة على التوالي. فعند افتتاح أول جلسة آسيوية لهذا الأسبوع، سقطت عقود الذهب بسرعة وبأكثر من 4٪ قبل أن تتعافى من جزء من خسائرها. واستحوذت أخبار إجراءات الإغلاق في أوروبا على اهتمام المستثمرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، في الوقت الذي ما زالت الأسواق تتطلع فيه إلى المخاوف بشأن الانتخابات الأمريكية التي يُتوقع أن تكون مليئة بالتوتر، والمقررة يوم غد الثلاثاء.

فعند الساعة 10:38 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:38 صباحاً بتوقيت جرينتش)، سقطت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 3.27٪ لتتداول عند 34.62 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد ارتفعت بنسبة 2.80٪ لتتداول عند 36.83 دولار للبرميل.

ورغم أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والذي ظهر فوراً عندما بدأت الأسواق عملها بعد عطلة نهاية الأسبوع، كان متبوعاً ببعض التعافي في الأسعار، إلا أنها بقيت منخفضة بشكل كبير عن أسعار إغلاق الأسبوع الماضي.

وبعد أن كانت تتداول فوق أو قرب مستوى الـ 40 دولار لعدة أشهر، أصبحت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تتداول الآن عند مستويات أقل بكثير من مستوى الـ 40 دولار، مع تعمق الركود الناجم عن وباء كورونا. فلقد انضمت بريطانيا وإيطاليا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى قائمة الدول الأوروبية التي قامت بفرض إجراءات مشددة. وكانت فرنسا وألمانيا قد فرضت مثل هذه التدابير خلال الأسبوع الماضي. كما أن الارتفاع السريع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ما زال يرفع من درجة القلق بشأن ركود اقتصادي عالمي واسيع النطاق.

وفي حديث لـ رويترز، قال مايكل مكارثي كبير محللي السوق في (سي إم سي ماركتس): "إن إجراءات الإغلاق التي أعلنتها بريطانيا وإيطاليا تضيف إلى الوضع الأوروبي المتدهور أصلاً. ينظر الكثير من المتداولين الآن إلى الولايات المتحدة ومعدلات الإصابة المتزايدة ويتساءلون عما إذا كانت أوروبا تقدم النموذج لما سيحدث في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة".

كما تتابع الأسواق أيضاً تطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بقلق من حصول اضطرابات. وتسبب وباء كورونا في تغيير في ممارسات التصويت، سيتسبب على الأغلب في تأخير عملية فرز الأصوات، وقد يؤدي إلى إعلان أحد الأطراف للنصر قبل أوانه، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى معركة قانونية مريرة وطويلة الأمد حول النتيجة النهائية.

وإلى جانب انخفاض الطلب، هناك المخاوف المستمرة من ارتفاع العرض. فلقد أعلنت كل من ليبيا والعراق عن رفع إنتاجهما مؤخراً، مما تسبب في زيادة الإمدادات الإجمالية لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، على الرغم من أن المنظمة تلزم أعضائها الآخرين بقيود للإنتاج.

ومن المقرر أن تجتمع مجموعة أوبك+ الأوسع، وهي مجموعة تضم أوبك ودول أخرى من منتجي النفط من خارج المنظمة، يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر لمناقشة السياسة المستقبلية. ولكن ومع تخفيض إنتاج المجموعة حالياً بـ 7.7 مليون برميل يومياً، سيكون من الصعب إقرار المزيد من التخفيضات لإنقاذ الأسعار.

كما تتطلع النرويج أيضاً إلى رفع الإنتاج في حقل نفط (يوهان سفيردوب)، الحقل الأكبر في البلاد، إلى مستوياته السابقة، بعد ان عانى من تراجع الإنتاج خلال الربع الثالث من العام، بسبب الصيانة ومشاكل فنية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image