التقرير الأسبوعي: سعر النفط الخام يختتم الأسبوع داخل المنطقة الحمراء

كان الأسبوع الجاري شاهدا على تراجع سعر النفط الخام بصورة ملحوظة اقتربت من 10% ليتخلي بذلك عن الارتفاعات التي سجلها في بداية شهر أكتوبر. وجاء ذلك نتيجة لعدة عوامل كان أهمها تطورات فيروس كورونا والعودة إلى حالة الإغلاق في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة والمخاوف حول ضعف الطلب العالمي على النفط الخام، بجانب ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية.

هذا، وقد سجلت العقود الفورية للخام الأمريكي تراجعا قويا بنحو 10.79% خلال تداولات هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي, ولم يكن خام برنت في حالة أفضل، فقد انخفضت العقود الفورية لخام برنت بحوالي 9.60% مقارنة بالأسبوع الماضي.

وكانت تطورات فيروس كورونا هي أبرز المؤثرات على تحركات سعر النفط الخام خلال هذا الأسبوع. فقد تجاوزت أعداد المصابين بفيروس كورونا في العالم حاجز 45.5 مليون شخص، صاحب ذلك ارتفاع قياسي في أعداد المصابين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية يتصدرهم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وروسيا.

وبالتالي، دفعت تلك المعدلات حكومات تلك الدول إلى فرض قيود إغلاق جديدة أو تأجيل رفع القيود المفروضة في حالة الولايات الأمريكية. وكانت فرنسا أحدث الدول التي أعلنت عن إجراءات الإغلاق، والتي تضمنت منع التنقل بين المدن وإغلاق المطاعم والحانات وإغلاق الحدود الخارجية، وأثر ذلك بصورة سلبية للغاية على تحركات سعر النفط الخام ، حيث ضاعف ذلك مخاوف ضعف الطلب العالمي على النفط الخام .

وفي سياق متصل، أدى التزايد القوي في مخزونات النفط الأمريكية خلال الأسبوع الأخير في تعزيز حالة عدم اليقين بشأن تعافي الطلب على النفط الخام . فقد كشفت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بنحو 4.8 مليون برميل، في مقابل توقعات بارتفاع المخزونات بنحو 1.5 مليون برميل فقط.  

على الجانب الآخر، كانت الأنباء الواردة في مطلع الأسبوع الجاري والمتعلقة بإعصار زيتا سببا في دعم صعود النفط الخام في بداية الأسبوع، لكنه سرعان ما تخلى عن تلك المكاسب. فقد دعمت التوقعات بتراجع الإنتاج الأمريكي من النفط الخام بسبب إغلاق منصات الإنتاج في منطقة خليج المكسيك من ارتفاع سعر النفط الخام ، لكن تأثير المخاوف كان أقوى من تلك الأنباء.

ونظرا لتلك التطورات، فمن المحتمل أن يواصل سعر النفط الخام التراجع خلال تداولات الأسبوع القادم، مع استمرار تزايد وتيرة الإصابات بفيروس كورونا وإعلان المزيد من الدول عن فرض قيود الإغلاق. من ناحية أخرى، سيكون لأي تصريحات أو تقارير واردة عن أعضاء اوبك+ تأثير ملحوظ، خاصة عقب صدور بعض التقارير عن اعتزام عدد من الدول في الأعضاء في أوبك عن تمديد خفض الإنتاج بنحو 7.7 مليون برميل حتى العام المقبل.