أسعار "الذهب" ترتفع عالميًا، ولكنها تتجه صوب خسارة أسبوعية

أسعار "الذهب" ترتفع عالميًا، ولكنها تتجه صوب خسارة أسبوعية

تقدم الذهب خلال الجلسة الآسيوية لليوم الجمعة، بعد أن كان قد سجل أدنى مستوى له في شهر واحد خلال الجلسة السابقة، مستفيداً من ضعف الدولار خلال ذات الجلسة، على الرغم من أن العملة الأمريكية ما زالت تحقق المكاسب على أساس أسبوعي.

فعند الساعة 12:54 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:54 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.35٪ لتتداول عند 1,874.55 دولار للأونصة. وكانت هذه العقود قد سقطت أخيراً عن حاجز الـ 1,900 دولار الذي تمسكت به في الفترة الأخيرة، بعد أن حقق مؤشر {{8827|الدولار}} مكاسب ملحوظة هذا الأسبوع، وأصبح في طريقه نحو تحقيق أفضل أسبوع له منذ أواخر شهر سبتمبر.

ولو كان هنالك أي أمل بالحصول على حزمة تحفيز قبل موعد الإنتخابات الرئاسية المقررة يوم الثلاثاء، لكان تلاشى هذا الأمل يوم أمس الخميس. فلقد قال كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، لاري كودلو، إن أي اتفاق بشأن هذه الإجراءات يجب أن ينتظر الآن. كما اتهم كودلو رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بـ "تضليلنا بشكل متعمد"، وأضاف أن الديمقراطيين "لم يظهروا أي دليل على المساومة في القضايا الرئيسية. لذلك، ربما يتعين علينا الانتظار".

ولا يزال الغموض يكتنف نتيجة الانتخابات، حتى مع احتفاظ المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن بتفوقه في استطلاعات الأراء، على الرئيس الحالي ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

وعلى جبهة البيانات، حقق الاقتصاد الأمريكي النمو الأكبر له منذ أن بدء الاحتفاظ بالسجلات، خلال الربع الثالث من العام الحالي، مما عوض كثيراً (ولكن ليس كل) النشاط الاقتصادي المفقود في الربع الثاني تحت تأثير وباء كورونا.

فلقد قالت وزارة التجارة يوم أمس الخميس إن {{ecl-375||الناتج المحلي الإجمالي}} قد نما بمعدل سنوي يبلغ 33.1٪ خلال الربع المذكور، بعد سقوطه بأكبر نسبة في تاريخ السجلات، والبالغة 31٪، خلال الربع الثاني. وتفوق الرقم المعلن على توقعات المحللين، الذين كانوا يتوقعون نمواً بنسبة 31.9٪.

أما {{ecl-294||مطالبات البطالة الأولية}} فلقد تراجعت إلى 751 ألف مطالبة، لتسجل الأسبوع الثاني على التوالي تحت حاجز الـ 800 ألف مطالبة، وذلك لأول مرة منذ بدء انتشار الوباء في البلاد. كما ذكر التقرير كذلك أن {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت بقوة وبحوالي 617 ألف مطالبة إلى 7.756 مليون. 

ولم تكن كل البيانات الأمريكية التي صدرت في الجلسة السابقة بهذه الإيجابية، حيث أكدت أرقام {{ecl-232||مبيعات المنازل المعلقة}} ضعف سوق الإسكان في سبتمبر. فلقد أظهرت البيانات انخفاض المبيعات بنسبة 2.2٪ خلال الشهر المذكور، لتؤكد ما أظهرته مبيعات المنازل الجديدة، والتي تراجعت هي الأخرى في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ورغم هذه البيانات الطيبة للغاية على صعيد النمو الاقتصادي ومطالبات البطالة، يبقى من المنطقي الشعور بالقلق تجاه توقعات الاقتصاد الأكبر في العالم، في ظل الوضع الوبائي المتفاقم في البلاد. فلقد اعلنت 41 ولاية من أصل الولايات الـ 50 اتي تشكل الإتحاد، عن ارتفاع بنسبة 10٪ أو أكثر في حالات الإصابة بالفايروس، لتسجل البلاد ككل، من جديد، أعلى رقم يومي للإصابات منذ بدء إنتشار الوباء في البلاد قبل نحو 8 أشهر.

ولم يكن وضع أوروبا أفضل من ذلك. فالقارة العجوز في وضع صعب للغاية بسبب الموجة الثانية من الوباء. وتستعد ألمانيا وفرنسا لتطبيق قيود واسعة على التنقل والنشاطات الإجتماعية والاعمال، حيث ستدخل إجراءات مشددة حيز التنفيذ في فرنسا اليوم الجمعة، وستتبعها ألمانيا يوم الاثنين. وما زالت أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا في ارتفاع مستمر في جميع أنحاء أوروبا، ويبدو أن الآمال بأي انتعاش اقتصادي في المنطقة، عليها أن تنتظر لبعض الوقت.

 وعلى صعيد السياسة النقدية في القارة، أنهى البنك المركزي الأوروبي ECB إجتماعه يوم أمس الخميس، وعبر عن التزامه باتخاذ إجراءات جديدة في ديسمبر لتخفيف الأثر الاقتصادي للوباء. وقد تشمل الإجراءات في ذلك الحين، المزيد من عمليات شراء السندات، وتقديم الائتمان غير المُكلف للبنوك.

وفي آسيا، من المتوقع أن يتقلص الخصم الصيني على أسعار الذهب العالمية خلال الربع الأخير، في ظل تحسن الطلب من خلال الانتعاش في قطاع الاستثمار وارتفاع الطلب من المقبلين على الزواج.

وقال وانغ ليكسين، المدير التنفيذي لمجلس الذهب العالمي في الصين، أن ما جعل هذا الخصم يحدث هو أن "الطلب في السوق المحلي قد تراجع بشكل كبير في الربعين الأول والثاني ... ولكننا شهدنا تحسناً واضحاً في سد هذه الفجوة خلال الربع الماضي. لا يزال هناك خصم ضئيل، لكنه أصغر بكثير ... وستستمر هذه الفجوة في التقلص إذا استمر الطلب في الاستقرار".

وأضاف ليكسين: "طالما أن الوباء يستقر، ولا توجد موجة ثانية في الصين، فأنا متأكد من أن هذا الاتجاه سيستمر في الربع الرابع".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image