النفط يرتفع بعد السقوط إلى أدنى المستويات في أكثر من 4 أشهر

النفط يرتفع بعد السقوط إلى أدنى المستويات في أكثر من 4 أشهر

ارتفع النفط في الجلسة الآسيوية الأخيرة لهذا الاسبوع، بعد أن كانت مختلف العقود الرئيسية للسائل الأسود قد تراجعت بشكل حاد جداً في أخر جلستين، ليصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من 4 أشهر، وسط حالة من الرعب اجتاحت أسواق الطاقة، بعد الإجراءات الأخيرة في أوروبا. وأجتمعت المخاوف من جانبي العرض والطلب لتضغط الأسعار بشكل كبير حتى وصلت إلى مستويات لم يتم التداول عندها منذ أشهر.

فعند الساعة 12:22 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:22 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.53٪ لتتداول عند 36.36 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تقدمت بنسبة 0.47٪ لتتداول عند 38.44 دولار للبرميل.

وبقيت كل من العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط دون حاجزالـ 40 دولار التي سقطت عنه مؤخراً. ويتوقع الكثيرون المزيد من الانخفاضات، فالنفط الآن عند أدنى مستوى له منذ شهر مايو. ومع الوضع الوبائي في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، من المتوقع أن يبقى الطلب ضعيفاً في المستقبل المنظور.

ففي أوروبا، تستعد ألمانيا وفرنسا لتطبيق قيود واسعة على التنقل والنشاطات الإجتماعية والاعمال، حيث ستدخل إجراءات مشددة حيز التنفيذ في فرنسا اليوم الجمعة، وستتبعها ألمانيا يوم الاثنين. وما زالت أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا في ارتفاع مستمر في جميع أنحاء أوروبا، ويبدو أن الآمال بأي انتعاش اقتصادي في المنطقة، عليها أن تنتظر لبعض الوقت.

أما في الولايات المتحدة، فلقد اعلنت 41 ولاية من أصل الولايات الـ 50 اتي تشكل الإتحاد، عن ارتفاع بنسبة 10٪ أو أكثر في حالات الإصابة بالفايروس، لتسجل البلاد ككل، من جديد، أعلى رقم يومي للإصابات منذ بدء إنتشار الوباء في البلاد قبل نحو 8 أشهر.

وتسببت هذه المخاوف في إدخال أسواق النفط في حالة قلق متوترة للغاية في أخر يومين، ولكن هذه ليست كل المخاوف التي تعصف بالأسواق حالياً.

فبالإضافة إلى ذلك، هنالك حالة عدم اليقين بشأن كيفية سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة يوم الثلاثاء. وهنالك أيضاً المشاكل المتعلقة بفائض العرض، والتي تزعج الأسواق حالياً، بعد عودة ليبيا إلى الأسواق العالمية. فبعد توقيع اتفاق سلام دائم في البلاد التي كانت تعاني من حرب أهلية، عادت الصادرات الليبية إلى الأسواق بعد أشهر طويلة من التوقف. وتنتج البلاد حالياً 680 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن يصل الانتاج إلى مليون برميل يومياً في غضون أسابيع قليلة.

وبالإضافة إلى ذلك، تفكر منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها في مجموعة أوبك+ الموسعة، في استمرار تطبيق قيود الأنتاج المفروضة حالياً، حيث قللت هذه الدول إنتاجها بواقع 7.7 مليون برميل يومياً، في وقت سابق من العام الحالي. وكانت المجموعة قد أعلنت مؤخراً أنها ستخفف هذه القيود بواقع 2 مليون برميل يومياً، لتصبح 5.7 مليون برميل، بدءً من أول أيام العام القادم، الذي يفصلنا عنه نحو 60 يوماً. ولكن يُتوقع على نطاق واسع أن تقوم المجموعة بتأجيل تنفيذ هذه المخططات، حتى تسمح ظروف السوق بذلك.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image