النفط يتقدم واستمرار المخاوف يحد المكاسب

النفط يتقدم واستمرار المخاوف يحد المكاسب

تقدم النفط خلال الجلسة الآسيوية لليوم الثلاثاء، بعد السقوط القوي الذي عانى منه يوم أمس الإثنين، مع استمرار المخاوف من أن تتسبب الموجة الثانية من وباء كورونا، والتي تضرب عدة مناطق في العالم حالياً، في تدمير الطلب على النفط من جديد.  

فعند الساعة 12:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:05 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.51٪ لتتداول عند 38.73 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد ارتفعت بنسبة 0.44٪ لتتداول عند 41.02 دولار للبرميل.

وارتفع النفط في آسيا هذا الصباح، بعد أن أصبح الإعصار الحادي عشر، وهو رقم قياسي، في طريقه إلى منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط. وتتوقع خدمات الأرصاد الجوية أن يصل الإعصار (زيتا) إلى الأراضي الأمريكية يوم غد الأربعاء، وهو ما تسبب في إغلاق منصات الحفر ومصافي النفط في المنطقة استعداداً لوصوله.

ولكن ما هو أهم من ذلك، هو أن الارتفاع العالمي في حالات الإصابة بفايروس كورونا، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، قد قلل من حماس المستثمرين تجاه النفط، مع نُدرة المؤشرات على حدوث انتعاش اقتصادي عالمي في أي وقت قريب. وارتفعت الحالات في الولايات المتحدة بشكل خاص، خصوصاً الولايات الواقعة في منطقتي الحزام الشمسي والغرب الأوسط.

ولكن التوقعات الكئيبة للطلب ليست هي العامل الوحيد الذي يثقل كاهل الأسعار. فلقد عاد النفط الليبي إلى الأسواق العالمية بسرعة أكبر بكثير مما كان متوقعاً، حيث أصبحت البلاد تنتج ما يقرب من مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من أقل من 100 ألف برميل يومياً في شهر يوليو.

كما أن عدم إقرار حزمة التحفيز التي طال انتظارها، كان من الأمور الأخرى التي تضيف للمعنويات السلبية للمستثمرين. فلقد أصبحت احتمالات إقرار حزمة مساعدات من أي نوع قبل الانتخابات، قريبة من الصفر. وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قد قالت إنها تأمل في التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض قبل تاريخ الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر، ولكن من غير المرجح أن يوافق مجلس الشيوخ على أي حزمة من الحجم الضخم الذي ترغب به بيلوسي.

وفي حديث له مع رويترز، قال المحلل بوب ياوجر، مدير تداول العقود الآجلة للطاقة في شركة ميزوهو للأوراق المالية: " يتعرض السوق للضغط بسبب خليط سام من عدم الحصول على حزمة تحفيز، والزيادة السريعة في حالات الإصابة بفايروس كورونا، والزيادة المفاجئة في إنتاج النفط في ليبيا".

وكانت مجموعة أوبك+ الكبرى تخطط لرفع إنتاجها بدءاً من أول أيام العام القادم، وذلك عن طريق تخفيض القيود المفروضة على الإنتاج من 7.7 مليون برميل يومياً، إلى 5.7 مليون برميل. ولكن يرى الكثيرون أن المجموعة قد تقرر تأجيل هكذا إجراء في ظل ظروف السوق الحالية. وكان الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، قد لمح يوم أمس، ضمن فعاليات مؤتمر "ذكاء الطاقة" الهندي، والذي جرى عن بُعد، أن كتلة أوبك+ ترى أن تأجيل الزيادة المقررة في الإنتاج مع بداية العام القادم، لا يزال ممكناً، وأكد أن المجموعة "سوف تتكيف مع الواقع المتغير". وأضاف الأمين العام: "ليس لدينا أوهام، هذا التعافي سيستغرق وقتاً طويلاً".

وعلى جبهة البيانات، يترقب المستثمرون أرقام {{ecl-656||المخزون}} التقديرية التي يتضمنها التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأمريكي الشرقي. أما للحصول على أرقام المخزون الرسمية، فيجب على الأسواق انتظار تقرير إدارة معلومات الطاقة EIA، والمقرر صدوره، كالعادة، يوم غد الأربعاء.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image