النفط ضعيف بسبب توقعات فائض المعروض من أوبك +

النفط ضعيف بسبب توقعات فائض المعروض من أوبك +

بقلم جينا لي

ارتفع النفط في التداولات الآسيوية لليوم الخميس، وذلك في أعقاب صدور تقرير معهد البترول في ساعة متأخرة من ليلة أمس، والذي أظهر تراجعاً كبيراً في المخزونات. كما استفاد النفط من الأنباء التي تفيد بأن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ملتزمون تماماً بخفض الإنتاج الذي تعهدوا به سبتمبر.

فعند الساعة 11:42 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:42 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 0.17٪ لتتداول عند 41.11 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تقدمت بنسبة 0.16٪ لتتداول عند 43.39 دولار للبرميل.

وبذلك، يستمر كلا العقدين الرئيسين (خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط) بالتداول فوق حاجز الـ 40 دولار، بعد ارتفاعهما لليوم الثالث على التوالي. وتأتي مكاسب النفط هذا الأسبوع، على الرغم من تزايد عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا، مما يرفع من درجة القلق بشأن مستويات الطلب على الوقود. وفي تطورات الوباء، أصبحت فرنسا هي أحدث دولة تفرض حظر التجول بين الدول الأوروبية.

وفي حديث لـ رويترز، قال مايكل مكارثي، كبير محللي السوق في كل من (سي إم سي ماركتس) و(ستوكبروكنغ): "ترقص أسواق الطاقة في الوقت الحالي على أنغامها الخاصة بكل تأكيد"، وأضاف أن التقلبات الأخيرة ربما اجتذبت المزيد من صفقات التداول التي تسببت في ارتفاع الأسعار.

وعلى جبهة البيانات، تراجعت مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في المحافظة على مكاسب الأسعار، بعد ان هدأت هذه البيانات من المخاوف بشأن توقعات الطلب في ظل استمرار انتشار فايروس كورونا في البلاد، والتوقعات بأن تتسبب عمليات الإغلاق والحد من التنقل والنشاطات والعمل في خنق الطلب على النفط. 

وكان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء. وأظهر التقرير تراجعاً كبيراً في المخزونات بلغ 5.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل ارتفاع المخزونات بـ 951 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه. وجاءت هذه البيانات أقوى بكثير من توقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع واللذين كانوا يتوقعون انخفاض المخزونات بـ 2.3 مليون برميل.

كما أظهرت بيانات التقرير الأخرى تراجع كل من مخزونات البنزين ومخزونات نواتج التقطير، بما يصل إلى ضعف توقعات المحللين.

ورغم أنه يحظى بمتابعة كبيرة بين أوساط مستثمر ومتداولي النفط، إلا أن تقرير معهد البترول لا يُعد من بين البيانات الرسمية، بل هو تقرير تقديري يصدره المعهد بناءً على اطلاعه على تطورات قطاع النفط في البلاد. أما البيانات الرسمية فستصدر اليوم، حيث يترقب المتداولون في أسواق النفط التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر عند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:00 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 2.835 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. ويصدر التقرير متأخراً بيوم واحد عن موعده التقليدي بسبب عطلة يوم كولومبوس التي صادفت الإثنين.

كما استفاد السائل الأسود من "إثارة" أوبك+ بعد أن زعمت المجموعة أن نسبة الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج، الذي تم الاتفاق على الاستمرار فيه في اجتماع سبتمبر، قد بلغت 102٪. ويأتي اعلان أوبك+ هذا قبل ساعات من اجتماع اللجنة الفنية المشتركة المقرر في وقت لاحق اليوم. أما لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة للمجموعة، فمن المقرر أن تجتمع يوم الأحد.

وفي آسيا، أشار تقرير لبنك (أيه إن زي) إلى ارتفاع كبير في واردات الصين من النفط الخام، وارتفاع كبير أيضاً في شراء الخام من طرف مصافي التكرير الهندية. وذكر البنك أن هذه الارتفاعات التي شهدها شهر سبتمبر جاءت قبل المهرجانات الكبيرة في كلا البلدين، وهو ما قدم الدعم للسوق.

وأضاف البنك في تقريره: "إن التوقعات الخاصة بالطلب على النفط في آسيا قد تكون هي السبب في أن مجموعة أوبك+ لا تزال واثقة من قدرة السوق على تحمل 2 مليون برميل أخرى يومياً".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image