ارتفاع أسعار "الذهب" عالميًا، فمن ينتصر الذهب أم الدولار؟

ارتفاع أسعار "الذهب" عالميًا، فمن ينتصر الذهب أم الدولار؟

بقلم جينا لي 

 انخفض الذهب في التداولات الآسيوية لليوم الجمعة، حتى مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا، والجمود المستمر على الساحة السياسية الأمريكية بشأن حزمة التحفيز التي طال انتظارها. 

ولكن مع بداية التداولات الأوروبية استعاد الذهب قوته وسط ضعف لمؤشر الدولار الأمريكي. 

فعند الساعة 12:36 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:36 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.3٪ لتتداول عند 1,908.30 دولار للأونصة. 

لكن ضعف الدولار، الذي انخفض خلال الجلسة، أبقى على خسائر الذهب عند مستويات محدودة. 

وتستمر حالة عدم التأكد المرتبطة بالوباء في الضغط على الأسواق العالمية، حيث يتسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا في قيام بعض الدول الأوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا، بفرض إجراءات تقييدية مثل عمليات إغلاق الأعمال ومنع النشاطات الاجتماعية، وحظر التجول، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الجمعة. أما في الولايات المتحدة، فلقد سجلت ولايات الغرب الأوسط ارتفاعاً في أعداد حالات الإصابة مع بدء انخفاض درجات الحرارة. 

وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز حتى اليوم، فلقد وصل عدد الحالات في الولايات المتحدة إلى أكثر من 7.9 مليون حالة، وفي العالم إلى أكثر من 38.8 مليون حالة. 

وعلى جبهة التحفيز الدرامية، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الخميس رفع حجم الحزمة البالغة 1.8 تريليون دولار، والتي كان قد اقترحها قبل نحو أسبوع. ولكن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، العضو الجمهوري ميتش ماكونيل رفض عرض الرئيس، بسبب مخاوفه من ألا يوافق أعضاء حزبه في المجلس على هذه الزيادة. كما أبلغ وزير الخزينة ستيفن منوتشين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في نفس اليوم أن ترامب سيضغط شخصياً لإقناع الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ بأي اتفاق يتم التوصل إليه. 

وفي ظل هذا المد والجزر، يواصل المستثمرون التشكيك في إمكانية التوصل إلى أي اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، وهو الأمر الذي أبقى المعدن اللامع في نطاق تداول ضيق في النصف الأول من شهر أكتوبر. 

مصير مؤشر الدولار 

لا يستعد فقط متداولو سوق الأسهم لنتيجة الانتخابات الأمريكية، وما سينتج عنها من تقلبات ربما تستمر، بل متداولو سوق السلع، والعملات. 

وفق أحد مراقبي سوق العملات، اتجاه الدولار الأمريكي واحد سواء فاز بايدن أو ترامب، والاتجاه في الحالتين: للأسفل. 

كتب ستيف بارو، رئيس استراتيجية جي 10 في ستنادرد بنك، بمذكرة: "في وجهة نظرنا، فوز بايدن سيتسبب في هبوط الدولار الأمريكي، عقب النتائج، وعلى المدى الطويل." 

أمّا لو فاز ترامب، فربما يتجه الدولار الأمريكي نحو الأعلى في بداية الأمر، بسبب أجندة التخفيضات الضريبية، ومن ثم سيعاود الانخفاض بسبب مخاوف المستثمرين حيال "السياسات الدولية" التي انتهجها ترامب وإدارته. 

ولكن حتى في هذا السيناريو، لن تستمر قوة الدولار الأمريكي، وفق الخبير، وستكون العملة أكثر ضعفًا تحت إدارة ترامب. ولكن الناتج المحتمل في الحالتين هو هبوط الدولار الأمريكي. 

إذن، ما السبب في ثقته بهبوط الدولار الأمريكي مهما كان ناتج الانتخابات الأمريكية؟ 

يقول بارو إن فيروس كورونا خلق حالة من الطوارئ الدولية، أقوى كثيرًا من مسألة جمهوري أو ديموقراطي في البيت الأبيض. 

مخلفات الكارثة ستكون ضخمة بسبب عجز الميزانية الذي لن يتم تمويله داخليًا، ويتطلب عجز الميزانية تدفقات رأسمالية قوية للسندات الأمريكية، التي فقدت امتيازها (كانت السندات الأمريكية متفوقة بين سندات الدول المتقدمة (SE:2330) بسبب معدل الفائدة الأمريكي، فبينما كان المعدل الأوروبي عند الصفر، كان المعدل الأمريكي أقوى بكثير، ولكن مع تخفيض معدل الفائدة فقدت السندات الأمريكية امتيازها). 

استمر الدولار الأمريكي في الارتفاع يوم الخميس، بسبب مركزه كملاذ آمن وسط تفشي وباء فيروس كورونا، وعودة الإغلاق في الدول الأوروبية. ويتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.22% ليوم الجمعة، ولكن ما زال متجهًا صوب مكاسب أسبوعية. 

ووقع الدولار الأمريكي تحت ضغط هذا العام، مما أفقده 2.7% من قيمته من بداية العام لليوم. 

وبما أن الذهب مسعر بالدولار الأمريكي، فأي تحرك في مؤشر الدولار ينعكس بالتبيعة على سعر الذهب. فأي ارتفاع للدولار انخفاض للذهب، والعكس بالعكس. 

اقرأ المزيد عن تفاعلات الذهب في السوق العالمي: تراجع "أسعار الذهب" عالميًا، متى تبيع، ومتى تشتري؟ 

توقعات الذهب لمدى القريب وأفضل مستويات المستهدفة


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image