الدولار يسرق بريق الذهب، فما مصير حزمة التحفيز الآن؟

الدولار يسرق بريق الذهب، فما مصير حزمة التحفيز الآن؟

يبدو أن ليلة أمس لم تكن بالليلة السعيد على مؤشرات وول ستريت أو المعدن الأصفر، فيما قضاه الدولار ليلة سعيدة وسط تكالب المستثمرين على اقتناء العملة الأقوى. 

جاء ذلك وسط تحسن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العالمي وفقا لتوقعات صندوق النقد، تزامنا مع تراجع معدلات التضخم الأمريكية، وتوقعات ايجابية بشأن حزمة التحفيز. 

أمس السيء 

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات أمس الثلاثاء، وسط ترقب المستثمرون تطورات محادثات صفقة التحفيز الأمريكية التي لا تزال متعثرة حتى الآن. 

وعند الختام، تراجع "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.5 % ليصل إلى 28679 نقطة، خاسرا 157 نقطة. 

وهبط "ستاندرد آند بورز" بنسبة 0.6 % إلى 3511 نقطة، وانخفض "ناسداك" بنحو 0.1 % عند 11863 نقطة. 

تفاؤل اليوم 

وعلى النقيض من تداولات الأمس تأتي تداولات العقود الآجلة في وول ستريت اليوم. 

حيث زاد مؤشر داو جونز هامشيا بنحو 15 نقطة وصولا الى 28612 نقطة. 

وزاد ناسداك لأسهم التكنولوجيا بوتيرة أعلى مدعوما بإصدارات وتفوق آبل، وزاد المؤشر 0.38% الى 12139 نقطة. 

وارتفعت العقود المستقبلية بستاندرد آند بورز نحو 0.23% الى 3512 نقطة. 

34 دولار 

وزادت خسائر الذهب أمس لأكثر من 34 دولاراً عند تسوية التعاملات، مسجلاً أول هبوط في أربع جلسات تزامنا مع تسارع وتيرة ارتفاعات الدولار. 

وعند التسوية، انخفض سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم شهر ديسمبر بنحو 1.8% ما يعادل 34.30 دولار إلى 1894.60 دولار للأوقية. 

وارتفع مؤشر الدولار الذي يرصد أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية بأكثر من 0.5% إلى 93.558 نقطة. 

وبعد خسائر الأمس القوية استهل الذهب تعاملات اليوم على ارتفاع بنحو 3.6 دولار ليصل سعر الأوقية الى 1898 دولار بتوقيت 3:36 شرق الولايات المتحدة. 

الذهب والدولار الأمريكي بانتظار حزمة التحفيز 

وبالنسبة لحزمة التحفيز الأخيرة، أعلن المتحدث باسم مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، يوم أمس عن التصويت على حزمة تحفيزية محدودة بقيمة 500 مليار دولار -بما يقل كثيرًا عن مقترح البيت الأبيض المرفوض بـ 1.8 تريليون دولار أمريكي. 

مجلس الشيوخ يصوت اليوم على مشروع قانون حزمة التحفيز

وتسببت تلك الأنباء في زيادة قوة الدولار التي عادة ما تطغى على الذهب. 

وعلى الرغم من عجز الموازنة الأمريكية المتزايد، التضخم القياسي، وإغلاق آلاف من الأعمال، ومستويات البطالة التاريخية، وغيرها من عوارض فيروس كورونا الاقتصادية، تستمر قوة الدولار الأمريكي فوق 93، وهي منطقة دعم استمرت على مدار الشهرين الماضيين، بما يجعله أكثر الأصول ذات القيم غريبة التفاعل. 

ورفض مجلس النواب هو الآخر مقترح ترامب، ويرفض مقترح ماكونيل الآن، وأعلنت المتحدثة باسم مجلس النواب استمرار الآمال بشأن الحزمة التحفيزية، ولكن "يتعين إدخال تغييرات جذرية لعلاج القصور في مقترح ترامب." 

وأضافت أن مقترح ترامب يعجز عن مواجهة مطالب الركود العميق الذي تسبب فيه الوباء، في رسالة نشرتها لزملائها يوم الثلاثاء. 

مرر الكونجرس الأمريكي 4 حزم تحفيزية منذ بداية أزمة فيروس كورونا، منفقًا 3 تريليون دولار على هيئة مدفوعات للمواطنين، وهبات، وقروض للأعمال. 

ويود الديموقراطيون حزمة بـ 2.2 تريليون دولار أمريكي، بينما يرى الجمهوريون أن هذه الأموال مغالى فيه، وستزيد وضع الدين الأمريكي سوءًا. وأوقف ترامب الأسبوع الماضي المحادثات الجارية بين الأطراف، ومن ثم تقدم البيت الأبيض بالمقترح المرفوض بقيمة 1.8 تريليون دولار. 

ويتحتم موافقة أعضاء الحزب الديموقراطي على أي مقترح، لأنه بدون موافقة ديموقراطية سوف تستمر المناقشات، ولن يمر أي قانون. 

وتقلص الاقتصاد الأمريكي بأسرع وتيرة في التاريخ خلال الربع الثاني من 2020، ليتراجع 31.4% مع انتشار الإغلاقات. 

وكان الوضع الاقتصادي مشجعًا خلال الفترة الماضية، ما يعرف بالتعافي السريع، ولكن يعلق الاقتصاديون، ومن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، آمال التعافي السريع على حزم التحفيز التي ترفع من القدرة الاستهلاكية، وتحافظ على الوظائف، وبدونها لا يشكون في تباطؤ الوتيرة حال لم تمر الحزمة.

بتحفيز أم بدونه، الدولار يضع حداً للذهب


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image