خاص ـ هل بات الاستثمار في الذهب فريضة؟ 

خاص ـ هل بات الاستثمار في الذهب فريضة؟ 

يبدو أن زمن كوفيد 19 قد فرض العديد من المتغيرات في سوق الاستثمار العالمي، فبعد خسائر أسواق الأسهم العالمية التي جاوزت التريليونات الـ 3، وركود اقتصادي وتباطؤ معدلات النمو، تغيرت معايير لعبة الاستثمار. 

ووسط موجة الخسائر الكاسحة بزغ المعدن النفيس كعهده دائما واحدا بين أبرز الملاذات الآمنة وسط التقلبات العنيفة، والأوضاع المتأزمة اقتصاديًا. 

وكنتيجة منطقية لثمار الأزمة، سجل الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة خلال العام الجاري متخطيا عتبة الألفي دولار، إلا انه ما لبث أن غادر تلك القمة نزولا الى مستويات ما بين الـ 1800 و1900 دولار للأوقية. 

وارتفعت أسعار الذهب، الثلاثاء، مع تراجع الدولار من أعلى مستوى في شهرين، في وقت يتطلع مستثمرون لأول مناظرة رئاسية أميركية وتطورات مشروع قانون جديد لمساعدات فيروس كورونا في الولايات المتحدة. 

وزاد المعدن الأصفر بأكثر من 7 دولارات للأوقية ليصل الى مستويات 1889.6 دولار بزيادة 0.4%، بحلول الساعة 13:40 بتوقيت جرينتش. 

وفي الجلسة السابقة، ارتفع الذهب 1.1 % وهو أكبر مكسب يومي منذ أواخر أغسطس. وصعد الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.2 بالمئة إلى 1885.50 دولار للأوقية. 

وأوصى محلل في بنك "يو بي إس" المستثمرين بشراء الذهب في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنه يمثل أداء تحوط جيدة للغاية قبل أحداث هامة مثل الانتخابات الأمريكية. 

وقال كيلفن تاي كبير مسؤولي الاستثمار الإقليمي بالبنك "نحن نفضل الذهب، لأننا نعتقد أنه من المرجح أن يصل في الواقع إلى حوالي 2000 دولار للأوقية بحلول نهاية العام". 

وأضاف محلل بنك "يو بي إس" في ظل عدم اليقين بشأن الانتخابات الأمريكية ووباء كورونا، يعد الذهب وسيلة تحوط جيدة للغاية، ويمثل ضعفه الأخير نقطة دخول كبيرة للمستثمرين". 

وقال كيلفن تاي أن المعدن الثمين أيضًا جذاب بسبب بيئة معدلات الفائدة المنخفضة التي يتوقع الفيدرالي الأمريكي استمرار ذلك حتى 2023 على الأقل. 

ويتأثر سوق الذهب عالميا بأي قرارات جديدة على المستوى الاقتصادي أو حتى السياسي، وخلال هذا الشهر كان الاقتصاد الأمريكي على موعد مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وتم الإبقاء عليها. 

وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن أسعار الفائدة ستبقى عند مستوى صفر% حتى نهاية عام 2023 على الأقل، وفق ما أعلنه رئيس المجلس جيروم باول عقب اجتماع لجنة السوق الفيدرالي المفتوحة. 

وعلى النقيض من أن يدعم سوق الذهب ويزيد الطلب عليها، لكن ما حدث أن الدولار شهد ارتفاعا كبيرا خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مما عزز شهية المستثمرين على المخاطرة وتراجع الطلب على الذهب مما خفض سعره. 

وعن أسباب ارتفاع الذهب خلال 2020، فإن تدنى معدلات الفائدة عالميا ما بين الصفر والفائدة السالبة دفع المستثمرين إلى وضع أموالهم فى الذهب كملاذ آمن، وهو دفع المعدن النفيس لتسجيل أسعار تاريخية. 

وارتفعت أسعار الذهب لتتخطى حاجز الألفي دولار للمرة الأولى في التاريخ أغسطس الماضي، إذ تعزز الإقبال على المعدن الذي يعتبر ملاذا آمنا بفعل مناخ من أسعار الفائدة الشديدة التدني وآمال في مزيد من التحفيز بالولايات المتحدة لحماية الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا. 

وسجلت الاستثمارات في صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب رقمًا قياسيًا في التدفقات لها خلال النصف الأول من العام الجاري بقيمة تبلغ 39.5 مليار دولار. 

وبحسب تقرير للمجلس العالمي للذهب اليوم الثلاثاء فإن التدفقات لهذه الصناديق سجلت أعلى بكثير من أعلى مستوى سنوي حققته من حيث الحمولة أو القيمة بالدولار في 2009. 

وبلغت قيمة تدفقات الذهب 734 طنًا خلال النصف الأول لتسجل 45% من إنتاج الذهب العالمي في هذه الفترة. 

وارتفعت التدفقات في هذه الصناديق خلال شهر يونيو للشهر السابع على التوالي، بحسب بيانات المجلس العالمي للذهب. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image