النفط يتراجع على الرغم من آمال التحفيز في الولايات المتحدة 

النفط يتراجع على الرغم من آمال التحفيز في الولايات المتحدة 

تراجعت أسعار النفط الخام في آسيا اليوم الثلاثاء، بعد أن كانت قد ارتفعت خلال الجلسة الأمريكية، وسط آمال باقتراب الكونجرس من التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة تحفيز جديدة. ولكن النفط بقي تحت الضغط مع استمرار تركيز المستثمرين على تراجع الطلب العالمي.  

فعند الساعة 11:52 مساءا بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:52 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 0.54٪ لتتداول عند 40.38 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 0.44٪ لتتداول عند 42.68 دولار للبرميل.  

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في أواخر التعاملات الأمريكية، حيث وجد المضاربون على أسعار الذهب الأسود التشجيع في التطورات السياسية الأخيرة في البلاد. فلقد أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن الديمقراطيين سيمضون قدماً في حزمة مساعدات أصغر من التي اقترحوها سابقاً، قيمتها 2.4 تريليون دولار، ويمكن التصويت عليها في وقت قريب، قد يكون الأسبوع المقبل. وتشمل الحزمة إعانات البطالة، ومدفوعات مباشرة للأسر، وقروض للأعمال الصغيرة، بالإضافة إلى مساعدات لشركات الطيران. 

ومع ذلك، قد لا يتم إقرار هذه الحزمة في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، حيث لا يزال الخلاف كبيراً بين الحزبين حول حجم وأهداف هذه الحزمة. 

وقال ستيفن إينس، خبير الأسواق الاستراتيجي في أكسيكورب في حديث له مع رويترز: "إذا حدث ذلك، فإن شيكات التحفيز الأمريكية ستقطع شوطاً طويلاً على طريق دعم الطلب على النفط، وفي توقيت حرج للغاية، ويمكن أن يتسبب ذلك في إعادة أسعار النفط إلى إطارها الذي كانت فيه قبل سبتمبر." 

ولكن المخاوف من ارتفاع العرض في الأسواق العالمية قد دفعت الأسعار إلى الأسفل من جديد مع افتتاح الجلسة الآسيوية. وكانت ليبيا قد أعلنت عن رفع إنتاجها من النفط الخام هذا الأسبوع من نحو 100 ألف برميل إلى نحو 250 ألف برميل يومياً. وكان النفط الليبي خارج الأسواق تماماً لأشهر طويلة، بسبب الحرب الدائرة في البلاد، وهو ما ساعد على انخفاض الإمدادات العالمية ورفع الأسعار. كما أظهرت بيانات صدرت مؤخراً ارتفاع صادرات النفط الإيرانية، على الرغم من العقوبات المفروضة على البلاد، إلى 1.5 مليون برميل يومياً. 

كما تأثرت الأسواق بالمزيد من البيانات التي عززت من المخاوف بشأن تراجع الطلب. فلقد أظهرت بيانات يابانية رسمية أن الطلب على النفط في البلاد قد تراجع بنسبة 26٪ خلال شهر أغسطس. 

ولكن قائمة الأمور التي ترفع من درجة المخاوف بشأن الطلب لا تكتمل بدون الحديث عن وباء كورونا، السبب الأساسي لانهيار الطلب على النفط في 2020. فمع عودة أعداد الإصابات اليومية للارتفاع في أوروبا والولايات المتحدة، يستمر المستثمرون في شعورهم بأن انخفاض الطلب سيبقي على تراجع الأسعار لفترة أطول. وأظهرت البيانات أن عدد الوفيات العالمية قد تجاوز الآن حاجز المليون وفاة، بينما اخترق مجموع الإصابات العالمية مستوى الـ 33 مليون إصابة. وعاد الفايروس إلى الظهور في مناطق ودول كان يُعتقد سابقاً أنها قد تمكنت من السيطرة عليه. 

كما أدت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان إلى إثارة المخاوف بشأن استقرار إمدادات النفط والغاز في المنطقة. وبحسب التقارير الإخبارية القادمة من هناك، فإن الاشتباكات الدائرة بين البلدين هي الأعنف منذ عام 2016. 

وعلى جبهة البيانات، يترقب المستثمرون أرقام المخزون التقديرية التي يتضمنها التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأمريكي الشرقي. أما للحصول على أرقام المخزون الرسمية، فيجب على الأسواق انتظار التقرير الرسمي، والمقرر صدوره، كالعادة، يوم غد الأربعاء. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image