هل انتهى عهد قوة "الذهب" المذهلة؟

هل انتهى عهد قوة "الذهب" المذهلة؟

سقط الذهب مجدداً، وأثر ذلك على الفضة التي سقطت سقوطاً مدوياً، بعد أن كانت قد أخذت استراحة في اليوم السابق، وسط تألق كبير للدولار الأمريكي واكتساحه للمنافسين من عملات ومعادن.  

 فعند الساعة 3:12 مساءا بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:12 مساءا بتوقيت جرينتش) من ليلة أمس الأربعاء، سجلت عقود الذهب الفورية 1,860.62 دولار للأونصة، لتنخفض بنسبة كبيرة بلغت 2.1٪. وقبل ذلك، كانت هذه العقود قد سجلت أدنى سعر في الجلسة عند 1,856 دولار، وهو أدنى مستوياتها في شهرين. 

وعند أدنى مستوى له في جلسة الأربعاء، كان سعر المعدن الثمين يبتعد 61 دولار فقط عن قاع 17 يوليو 1,795.11 دولار، والذي سيكون الهدف القادم للمضاربين على الهبوط. وإذا استمر سقوط الأسعار حتى تصل إلى هناك، فإن هذا سينهي فعلياً عهد الذهب فوق مستوى الـ 1,800 دولار، والذي شهدناه منذ أواخر يوليو. 

أما على جبهة العقود الآجلة، فلقد أغلق عقد ديسمبر في بورصة كومكس التجارية في نيويورك على انخفاض بـ 39.20 دولار، أو ما يعادل 2.1٪، عند مستوى 1,868.40 دولار للأونصة، بعد أن كان قد سجل أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 1,863.80 دولار. 

وعلى الرغم من تأثر الذهب بالقوة النسبية لخصمه، الدولار، إلا أن الرسوم البيانية والتحليلات الفنية للمعدن اللامع تظهر أن كسر مستوى 1,800 دولار هو أمر مرجح، وذلك كما قال (راجان دال)، الخبير المستقل في التحليل الفني للذهب. 

وكتب دال في منشور له على موقع (إف إكس ستريت): "تشير أهداف تحليل موجات إليوت إلى منطقة 1,767 دولار." 

أما الفضة، فلقد تعرضت لانهيار أكبر، حيث سقط سعر العقود الفورية بنسبة مخيفة بلغت 6.9٪، أو ما يعادل 1.688 دولار، لتسجل 22.745 دولار، بعد أن كانت قد سجلت أدنى مستوى لها في شهرين عند 22.691 دولار للأونصة. وتظهر الرسوم البيانية أن القيعان التالية التي سيكون السعر في خطر الوصول إليها هي 22.40 دولار و21.90 دولار و19.90 دولار. 

وبعد سقوط يوم الأربعاء، فقد الذهب الفوري ما يقرب من 5٪ منذ بداية الأسبوع، و6٪ تقريباً منذ بداية الشهر، وأكثر من 10٪ من أعلى مستوياته التاريخية، عندما سجل قمته التاريخية عند 2,073.41 دولار بتاريخ 7 أغسطس. 

وتلقت قوة الدولار النارية المستمرة منذ أسابيع، والتي كانت موازية لانخفاض الذهب، المزيد من الدفع يوم أمس، مع انخفاض الجنيه الإسترليني بسبب مخاوف من إغلاق المنشآت التجارية والأعمال من جديد في المملكة المتحدة بسبب فايروس كورونا. 

وعند كتابة هذا التقرير، كان مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، يشير إلى 94.445، وهو أعلى مستوى له منذ أواسط شهر يوليو، ليستمر في تعافيه بعد أن كان قد سقط في أول أيام شهر سبتمبر الحالي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2018، عند 91.737.  

ونظراً للعجز المالي الذي تضخم في الولايات المتحدة بسبب الحزم العملاقة التي تهدف إلى مواجهة آثار فايروس كورونا على الاقتصاد، والمخاوف من أن التعافي الاقتصادي التي لا يزال يفتقد إلى القوة نوعاً ما، بعد 6 أشهر من الأضرار التي تركها وباء كورونا، فإن العديد من المضاربين على ارتفاع المعادن الثمينة قد فوجئوا بطفرة الدولار الحالية. 

ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى عوامل خارجية مثل الانتعاش الاقتصادي المخيب للآمال في أوروبا وبريطانيا مقارنةً بالولايات المتحدة. وسجلت قطاعات الإسكان والتوظيف ومبيعات السيارات وثقة المستهلك في الولايات المتحدة نمواً، حتى وإن كان بطيئاً، منذ شهر يوليو، على الرغم من عدم إقرار حزمة تحفيز جديدة. كل هذه العوامل أعطت الدولار فرصة للارتفاع، بينما لم تدعم من وضع الذهب كملاذ آمن منافس له. 

كما عززت الأحداث العالمية من قيمة العملة الأمريكية، وذلك مع تجدد التوترات بين الولايات المتحدة والصين مما زاد من قوة الدولار، الذي قدم نفسه باعتباره عملية التداول الافتراضية وسط الحرب الكلامية التي تشنها إدارة الرئيس ترامب على الصين. 

كما مدح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع التعافي الاقتصادي في بلاده، والذي بدأ بعد السقوط المدوي بنسبة 33٪ تقريباً في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني، تحت ضغط إغلاق الأعمال المتعلق بالكورونا. وأكد باول أهمية حزمة تحفيز إضافية لاستمرار التعافي، على الرغم من أنه ألمح إلى احتمال عدم الحصول عليها بسبب الخلاف في الكونجرس بين الجمهوريين المؤيدين لإدارة الرئيس دونالد ترامب، والأعضاء الديمقراطيين.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image