ما السبب في تراجع نفط برنت دون 44 دولار لليوم؟

ما السبب في تراجع نفط برنت دون 44 دولار لليوم؟

بقلم جيفري سميث 

تراجعت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها في شهر كامل اليوم الخميس، وسط إشارات على أن الطلب على الخام قد بدأ يتراجع إلى مستويات أدنى بكثير من مستويات الطلب قبل وباء كورونا، مع تجمد الانتعاش العالمي في عدد من الاقتصادات الكبرى. 

وعند الساعة 11:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:05 مساءاً بتوقيت جرينتش)، سقطت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 2.1٪ لتتداول عند 40.62 دولار للبرميل، في طريقها لاختبار الحد الأدنى لنطاق الـ 40 إلى 45 دولار للبرميل الذي بقيت محصورة فيه منذ شهر يونيو، وذلك بعد أن أظهرت بيانات مختلفة حول العالم، تعثر النشاط الاقتصادي. 

أما أسعار العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد سقطت هي الأخرى بنسبة 2.2٪ لتتداول عند 43.45 دولار للبرميل. وأشار جون كيمب، الكاتب المتخصص في أمور النفط في رويترز، إلى أن ما يسمى (قطاع برنت)، الذي يتتبع شحنات النفط المقررة للتسليم خلال الأسابيع الخمسة المقبلة، كان في أدنى مستوياته منذ الأول من يونيو، وهو ما يعكس عادة فائضاً في العرض على المدى القصير. 

وبأخذ المتوسط المتحرك لـ 4 أسابيع، والذي يوازن التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن اضطرابات الطقس، تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA أن إجمالي الطلب على النفط الخام في الولايات المتحدة، وعلى المنتجات المكررة، يبلغ حالياً نحو 3 ملايين برميل يومياً أقل من مستويات الطلب لذات الفترة من العام الماضي، وذلك وفقاً للتقرير الذي أصدره محللو معهد أكسفورد لدراسات الطاقة في وقت سابق من اليوم الخميس. 

وكتب المحللان بسام فتوح وأندرياس إيكونومو في التقرير: "إن النطاق السعري الضيق والتقلب المحدود يعكسان سوقاً ليست مستعدة بعد للانتقال إلى نطاق سعري أعلى." 

وأضافا: "يبدو أن التعافي في الطلب على شكل حرف V قد توقف الآن، حيث استسلمت الأسواق للمخاوف بشأن عودة الارتفاع في عدد حالات كورونا اليومية في أجزاء كثيرة من العالم." 

ويمكننا الحصول على أحد أوضح الأمثلة على ضعف الطلب، من انخفاض الطلب على البنزين في الولايات المتحدة الذي تم الكشف عنه في التقرير الأسبوعي الذي صدر يوم أمس الأربعاء من إدارة معلومات الطاقة. وواصلت عقود البنزين الآجلة انخفاضها مؤخراً، حيث انخفضت بنسبة 1.2٪ في جلسة تداول اليوم، وسجلت أدنى مستوى لها في شهر واحد عند 1.1855 دولار للجالون. 

كما أشار تقرير لـ (إس آند بي جلوبال بلاتس) إلى أن المصافي الصينية المستقلة، التي اشترت النفط من الأسواق العالمية بأحجام ضخمة في شهر يوليو الماضي، قلصت مشترياتها في أغسطس بنسبة 10٪ إلى ما معدله 4.22 مليون برميل يومياً. وفي ذات الوقت، تراجعت مؤشرات مدراء المشتريات لمنطقة اليورو ككل ولدول أوروبية، بعد أن أدت محاولات السماح بموسم سياحي صيفي طبيعي إلى موجة جديدة من الإصابات بفايروس كورونا، خاصة في إسبانيا وفرنسا. 

كما يبدو أن بعض القطاعات على وجه التحديد ستعاني من تعافي بطيء بشكل مؤلم. فلقد قال رئيس لوبي شركات الطيران الأمريكية المعروف باسم (أيه فور أيه) اليوم الخميس إنه لا يتوقع أن تعود حركة السفر الجوي إلى المستويات الطبيعية التي كانت موجودة في 2019، قبل عام 2024. 

وقال المحللون في شركة (أو أي إي إس) أن الطلب قد بدأ يتراجع قبل أن يكون الانتعاش قد أحدث أي تغيير حقيقي في المخزونات العالمية. كما ارتفعت مخزونات النفط الخام في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD إلى مستوى أعلى من متوسط المخزون للدول الأعضاء خلال فترة 2010 – 2014 بـ 530 مليون برميل، أي أكثر من ضعف الزيادة فوق المعدل التي كانت موجودة في ذات الفترة من العام السابق. 

ولكن على الجانب الإيجابي لأسعار النفط، أدى ضعف الأسعار إلى رفع احتمال التزام الدول المصدرة الكبرى باتفاق خفض الإنتاج. حيث نقلت (إس إن بي جلوبال بلاتس) اليوم الخميس أن العراق، الذي كان يخرق اتفاق خفض الإنتاج بكميات كبيرة في الأشهر الأولى مما يسمى باتفاق إنتاج أوبك+، قد خفض صادراته إلى 3.02 مليون برميل فقط يومياً في أغسطس، وهو أدنى مستوى للبلاد منذ فبراير 2015، وأقل مما كان يصدره قبل شهرين بـ 6٪. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image