لماذا يشهد الذهب ارتفاع مفاجئ قرب 1990 دولار؟

يشهد الذهب صعود قوي خلال الساعات الأخيرة من التداول وعلى مدار تعاملات بداية الأسبوع، وذلك بالتزامن مع هبوط الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى، إلى جانب تراجع عائدات السندات الأمريكية، الأمر الذي دعم صعود الطلب على الملاذ الآمن.

ولكن يعتبر السبب الرئيسي للارتفاع الأخير المشهود، هو التقرير الصادر عن شركة بيركشير هاثاواي، التي يملكها الملياردير الأمريكي، وارن بافييت، والذي تضمن اتجاه الشركة للاستثمار في أصول الذهب خلال الربع الثاني من عام 2020، حيث قامت الشركة بشراء حوالي 20.9 مليون سهم في شركة باريك جولد بما يبلغ حوالي 564 مليون دولار مريكي بنهاية شهر يونيو.

هذا الأمر دفع بالمعدن النفيس للصعود بحوالي 2% خلال الساعة الأخيرة قرب المستويات 1990 دولار للأوقية، وذلك بسبب تصاعد مخاوف الأسواق حول أداء الاقتصاد الأمريكي، حيث يتوقع البعض أن اتجاه وارن بافييت للاستثمار في الذهب هو بسبب توقعه بأن يتراجع الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة.

وذلك خاصة وأن المستثمر الملياردير طالما حذر من الاستثمار في الذهب علي مدار العقدين الماضيين. فقد انتقد بافيت الذهب مرارا وتكرارا، مضيفا إلي ان دائما ما كان أداءه أقل من الأسهم على المدى الطويل، حيث قال بافييت في الاجتماع السنوي لشركة بيركشير عام 2018:  "إذا اشتريت الذهب في زمن المسيح وحسبت السعر المركب عليه ، فقد يكون عشر واحد في المائة".

الجدير بالذكر، أنه قد أدت هذه الأخبار إلى ارتفاع سعر سهم باريك بنسبة تصل إلى 10%  في تداولات ما قبل السوق يوم الإثنين. 

إلى جانب ذلك، يترقب الدولار الأمريكي نتائج اجتماع لجنة البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء المقبل، مع مخاوف تتعلق باتجاه اللجنة المستقبلي وانتظار أي تلميحات قد تصدر عن الأعضاء تتضمن إمكانية إجراء تسهيلات نقدية جديدة في المستقبل القريب.

هذا بالتزامن مع ترقب الذهب لمستجدات فيروس كورونا، وانتظار نتائج لمحادثات حزبي الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس الأمريكي. وبالتالي قد تستمر الضغوط البيعية أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة، حتى ظهور بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة قد توفر الدعم اللازم للدولار الأمريكي.