نائب محافظ المركزي الأوروبي: هدف استقرار الأسعار لا يضمن النمو!

أكد لويس دي جيندوس، نائب محافظ البنك المركزي الأوروبي ، أن استقرار الأسعار، على الرغم من أهميته، لا يكفي وحده لتحقيق نمو اقتصادي مستدام داخل منطقة اليورو. جاء ذلك خلال تصريحاته التي أدلى بها لموقع "إيكونوستريم".
وشدد دي جيندوس على أن النمو يتطلب عوامل أعمق من مجرد السيطرة على معدلات التضخم. وأوضح أن البنك المركزي الأوروبي يمكنه فقط أن يؤدي الدور المناط به في إدارة السياسة النقدية، لكنه لا يمتلك كل الأدوات الكفيلة بتحقيق النمو الاقتصادي بمفرده.
وأشار نائب محافظ المركزي الأوروبي إلى أن التحديات الاقتصادية في أوروبا تتطلب تحفيزًا للإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية، فضلًا عن ضرورة وجود سوق عمل فعّال يضمن توظيف الموارد البشرية بكفاءة. وأضاف أن البنك نجح حتى الآن في كبح جماح التضخم، ويعتقد مسؤولو البنك أنهم تمكنوا من بلوغ هدف استقرار الأسعار، مؤكدًا في الوقت ذاته على ثقة البنك باستقرار التضخم عند المستويات الحالية.
تصريحات دي جيندوس تعكس موقف البنك المركزي الأوروبي الذي يسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين متطلبات السياسة النقدية من جهة، والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها دول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. ورغم إقرار البنك المركزي الأوروبي بدوره في ضبط معدلات التضخم، إلا أنه يلفت الأنظار إلى ضرورة تكامل الجهود بين السياسات النقدية والإصلاحات الهيكلية لتعزيز النمو طويل الأجل.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتابع فيه المستثمرون والمراقبون عن كثب تحركات البنك المركزي الأوروبي، وسط توقعات بإمكانية خفض الفائدة مجددا إذا ما تأكدت استدامة تراجع التضخم. ويبدو أن البنك المركزي الأوروبي بات يعوّل على استقرار الأسعار كمرحلة تمهيدية ضرورية، لكنه يُحمّل الحكومات مسؤولية استكمال المسار نحو نمو شامل ومستدام.