كوميرز بنك يقدم تحليلات هامة لقرارات الفيدرالي ولهجة باول وتأثيرها على الدولار

كما كان متوقعًا، أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة دون تغيير أمس، وفي نفس الوقت، كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حريصًا على التأكيد بأن الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض الفائدة.
وفي هذا الصدد، قدم محلل سوق العملات في كوميرز بنك، مايكل فيستر، تحليلاته لقرار الفيدرالي الأمريكي الأخير وملابسات السياسة النقدية وكيف انعكس ذلك على أداء الدولار.
وبالرغم من أن البيان أشار إلى أن المخاطر المتعلقة بكل من البطالة والتضخم قد ازدادت، فقد شدد محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أيضًا في المؤتمر الصحفي على أنهم الآن بحاجة للتركيز على المتغيرين -أي التضخم والبطالة- معًا، على عكس السنوات السابقة.
وقد تفادى الإجابة على أسئلة الصحفيين حول أي من المتغيرين يجب أن يركز عليه الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر، مشيرًا إلى حالة عدم اليقين الكبيرة التي تسود حاليًا.
ومن هذا المنطلق، أصبح الأمر مثيرًا في نقطتين: حيث سأل العديد من الصحفيين عما إذا كان يجب على الاحتياطي الفيدرالي الاستجابة بالفعل للبيانات الضعيفة غير الرسمية، بدلاً من الانتظار للبيانات الرسمية الصادرة عن الاقتصاد.
وأكد باول مرة أخرى أن الاقتصاد الأمريكي الحقيقي في حالة جيدة، وأن المستهلكين ما زالوا ينفقون، وأن نمو الربع الأول يبدو قويًا للغاية باستثناء حالة الخلل الناتجة عن الواردات، كما استبعد جيروم باول خفض الفائدة كإجراء احترازي نظرًا لأن التضخم لا يزال فوق الهدف.
وأوضح أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتفاعل فقط عندما تنعكس مؤشرات المعنويات في البيانات الرسمية، ولم يبدو متأكدًا على الإطلاق أن هذا سيحدث، مشيرًا مرارًا إلى أن الوضع بأكمله قد يتم حله بسرعة، وبعبارة أخرى، لم تكن أي من هذه التصريحات تشير إلى أن خفض الفائدة كان وشيكًا.
وكان من الواضح أنه كان حريصًا على عدم قول شيء قد يفتح له مجالًا لمزيد من الانتقادات بخصوص تعليقات دونالد ترامب على سياسة باول حيث أشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليس له دور في تقديم المشورة بشأن السياسة المالية لكيفية تقليص العجز، تمامًا كما لا تسعى السياسة النقدية للحصول على نصائح من السياسة المالية.
وبشكل عام، كان جيروم باول متشددًا كما كان متوقعًا، لكنه نجح في منح الدولار الأمريكي دفعة والارتفاع بتداولات سوق العملات الرئيسية.
والسؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستتمكن بالفعل من إبرام صفقات مع دول أخرى من شأنها تحسين المعنويات في الولايات المتحدة وتقليل خطر التضخم، فإذا فشلت هذه الصفقات؛ فمن المرجح أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض الفائدة أيضًا - ولكن حتى ذلك الحين، من المفترض أن يظل الدولار الأمريكي مدعومًا بالسياسة النقدية المتشددة.