هل تؤخر الرسوم الجمركية خفض الفائدة؟ عضو الفيدرالي جولسبي يوضح الصورة!

أكّد أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في شيكاغو، أن توقعات التضخم على المدى القصير لا تزال مرتفعة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على استقرار هذه التوقعات على المدى الطويل، واصفًا ذلك بأنه أمر بالغ الأهمية لضمان مسار اقتصادي مستدام. وأوضح أن تطورات الأسعار الآنية لا ينبغي أن تطغى على النظرة الكلية الأبعد زمنًا، والتي لا تزال تحت السيطرة في تقديرات الفيدرالي.
وفيما يتعلق بالسياسات التجارية، أبدى جولسبي اهتمامه بتأثير الرسوم الجمركية على الأداء الاقتصادي، متسائلًا عن مدى تأثيرها الفعلي على الإنتاجية. وأشار إلى أن السلع المستوردة تمثل فقط نحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعزز من فرضية أن التأثير المباشر للرسوم الجمركية قد يكون محدودًا أو متواضعًا نسبيًا، خصوصًا في غياب إجراءات انتقامية أو اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد.
وأضاف جولسبي أن التجربة العملية، لا سيما في قطاع الصلب، تُظهر أن الرسوم الجمركية لم تؤدِ إلى دعم الإنتاج كما كان متوقعًا، بل ساهمت في تسريح عدد من العاملين، وهو ما يثير تساؤلات حول فعالية مثل هذه التدابير في تحفيز النمو الصناعي المحلي. وبيّن أنه لو كانت تلك الرسوم حدثًا لمرة واحدة فقط، دون عواقب هيكلية، لربما كانت هناك مساحة للتفكير في تخفيضات على مستوى السياسات النقدية.
وفي خضم حالة الغموض المحيطة بالتجارة الدولية، دعا جولسبي إلى تجاوز حالة "الانتظار" والترقب المرتبطة بملف الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن اتخاذ قرارات أكثر حسمًا يتطلب وضوحًا أكبر في الرؤية المستقبلية. ومع ذلك، شدد على ضرورة التمهل قبل اتخاذ أي خطوات، موضحًا أن الوقت لا يزال مبكرًا لإجراء تغييرات جوهرية، وأن على الفيدرالي الأمريكي الانتظار لمعرفة ما يجب فعله.
واختتم جولسبي تصريحاته بالإشارة إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يحتفظ بأهمية محورية في طاولة صنع القرار، وأنه من الضروري الحفاظ على توازن دقيق بين مكافحة التضخم ودعم النمو. وأعرب عن ثقته في أن البنك المركزي سيتمكن في نهاية المطاف من خفض أسعار الفائدة، إذا ما استعاد الاقتصاد مساره المستهدف، مؤكدًا أنه لا يزال يتوقع خفض الفائدة خلال فترة تتراوح ما بين 12 إلى 18 شهرًا.
أخبار ذات صلة:
ترامب يهاجم محافظ الفيدرالي باول من جديد: خفّضوا الفائدة فورًا