ماذا ينتظر من بنك كندا وكيف يتأثر سوق العملات؟ السيناريو المتوقع!

ماذا ينتظر من بنك كندا وكيف يتأثر سوق العملات؟ السيناريو المتوقع!
سيناريو متوقع بنك كندا

تترقب أسواق العملات باهتمام شديد صدور قرارات بنك كندا والتي قد يكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الكندي أمام العملات الرئيسية الأخرى وبخاصة زوج الدولار كندي، وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا :

أولا: نظرة على أهم البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا، حيث سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي داخل كندا نموا بنسبة 0.1% بنهاية أكتوبر الماضي، بما يتوافق مع توقعات الأسواق. ولكنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت نموا بنسبة 0.2% خلال سبتمبر الماضي.

وفيما يتعلق ببيانات سوق العمل، كشف بيانات مكتب الإحصاء في كندا عن إيجابية البيانات خلال شهر  ديسمبر الماضي، حيث أظهرت البيانات زيادة كبيرة في عدد الوظائف خلال تلك الفترة، ولقد أضاف الاقتصاد الكندي نحو 104.0 ألف وظيفة وهو أعلى من توقعات الأسواق بإضافة الاقتصاد لوظائف بنحو 5.5 ألف وظيفة، وكانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت إضافة اقتصاد كندا لوظائف قدرها 10.1 ألف وظيفة خلال شهر نوفمبر الماضي. كما، انخفضت البطالة في كندا لمستوى 5.0%، وهي أفضل من توقعات الأسواق بأن تستقر البطالة قرب مستوى 5.1% بنفس الفترة.

وكذلك، استمرت ضغوط التضخم في التراجع، حيث أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي بانخفاض مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.6%، بما يتوافق مع توقعات الأسواق. ولكنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت نموا بنسبة 0.1% فقط بنهاية نوفمبر الماضي.

وعلى الجانب الاَخر، ارتفع التضخم السنوي العام في كندا بكل قوة وسجل نحو 5.0% خلال نفس الفترة، وهو أعلى من التوقعات بأن يسجل التضخم نحو 4.9% فقط, وسجلت القراءة السابقة نموا بنسبة 5.1% أيضا. وبالتالي، فإن استمرار ضعف التضخم الكندي خلال الفترة الماضية، بالإضافة لإيجابية بيانات النمو الاقتصادي من شأنه أن يضع مزيدا من الضغوط على بنك كندا نحو  الاستمرار في إبطاء السياسة النقدية لتهدئة التضخم المرتفع.

ثانيا: أسعار النفط وتأثيرها على قرارات بنك كندا

في الفترة الماضية، استقرت أسعار النفط الخام قرب مستوى 80 دولار، وهذا يدعم تعافي الاقتصاد الكندي وبخاصة وأن القطاع النفطي يلعب دورا مهما وله جزء كبير بالاقتصاد الكندي، ومع استمرار هدوء ارتفاع أسعار النفط، فإن ضغوط التضخم الكندي مستمرة في التراجع تدريجيا، ومن ثم، فإن هدوء الأسعار قد يكون أحد العوامل الرئيسية التي قد يدعم استمرار بنك كندا في إبطاء وتيرة التشديد النقدي باجتماعاته المقبلة.

ثالثا: توقعات أسواق العملات لقرارات بنك كندا في ضوء تصريحات محافظ البنك:

تشير توقعات الأسواق إلى أن بنك كندا قد يقوم برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس فقط في ضوء هدوء ضغوط التضخم، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي للبلاد، وهو ما يدفع البنك للاستمرار في إبطاء وتيرة رفع الفائدة، وتأتي هذه التوقعات في ضوء التصريحات الأخيرة لمحافظ بنك كندا والتي أكد فيها بأنه ينبغي أن يرى البنك مؤشر واضح يشير بأن التضخم سيتجه للانخفاض بحلول الربع الثاني من العام القادم.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات بنك كندا:

تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يرفع الفائدة خلال هذا الاجتماع المرتقب بحوالي 25 نقطة أساس فقط، وهو السيناريو الأرجح، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة، وما قد يتضمنه من نقاط حول التضخم والنمو الاقتصادي وتوقعات رفع الفائدة خلال الفترة المقبلة، وإذا كانت هذه النقاط إيجابية، فقد يكون لذلك تأثير إيجابي بتداولات الدولار الكندي أمام العملات الأخرى وبخاصة زوج الدولار كندي.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في أن يتجه بنك كندا إلى رفع الفائدة بنحو 25 نقطة، ولكنه قد يتحدث عن مخاوفه حيال تضرر الاقتصاد وأنه سيواصل إبطاء وتيرة التشديد النقدي خلال الفترة المقبلة لمعرفة تداعيات السياسة النقدية الماضية الاقتصادية، وهذا السيناريو مرجح حاليا، وقد يكون له تأثير سلبي قوي على تحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image