السيناريو المتوقع: بنك إنجلترا أقرب لتثبيت الفائدة..ورفعها لن يكون مفاجأة

السيناريو المتوقع: بنك إنجلترا أقرب لتثبيت الفائدة..ورفعها لن يكون مفاجأة
بنك إنجلترا

يراقب السوق بترقب كبير لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا غدا الخميس ليعرفوا هل بات الوقت مناسبا لافتتاح ماراثون رفع الفائدة لمحاربة التضخم المرتفع، خاصة مع تصريحات عدد كبير من أعضاء البنك أن الرفع مسألة وقت ليس أكثر وسيتحدد ذلك في ضوء استمرار التضخم فوق الاتجاه والنمو المعتدل.

بيانات متباينة للإقتصاد البريطاني

وتباطأ التضخم البريطاني بشكل غير متوقع في سبتمبر ، حيث ارتفع 3.1٪ على أساس سنوي ، لكن المحللين يتوقعون أن تكون هذه فترة راحة قصيرة للمستهلكين

كان ارتفاع التضخم السنوي إلى 3.2% في أغسطس هى أكبرقفزة فى تاريخ التضخم البريطانى منذ بدء تدشين المؤشر عام 1997 ، وتجاوز بكثير مستهدفات بنك إنجلترا عند 2%.  

وعلى صعيد النمو، ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي 0.4% في أغسطس بعد الانكماش غير المتوقع عند -0.1% في يوليو ،المترافق مع ارتفاع إصابات الموظفين بمتحور دلتا.

وتراجع معدل البطالة فى بريطانيا، كما ارتفعت عدد الوظائف الشاغرة إلى 1.1 مليون وظيفة فى الأشهر من من يونيو إلى أغسطس، كما أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثر على معدلات الهجرة والعمالة فى بعض القطاعات وبالتالى هناك مجال لنمو الأجور فى المستقبل خاصة مع انتهاء برنامج الإجازات المدفوعة.

انقسام بين أعضاء لجنة السياسات النقدية

يسود عدم اليقين التوقعات، وسط ترجيح المحللون انقسام الآراء بين أعضاء لجنة السياسة النقدية فى البنك فالمحافظ اندرو بيلي قد ألمح إلى إمكانية أن يصوت لصالح رفع الفائدة وكذلك مايكل سوندرز، في حين بدا الأعضاء الآخرين أكثر ترددا.

وقالت سيلفانا تينيرو فى وقت سابق إنها بحاجة لرؤية بيانات سوق العمل بعد انتهاء برنامج الإجازة مدفوعة الأجر وأثره على تضخم الأجور قبل قبل التصويت لبدء المسار نحو تطبيع السياسة.

السوق متأهب لرفع الفائدة

أظهرت بيانات السوق اليوم أن متداولي المشتقات يسعرون مع توقعات وجود فرصة بنسبة 64% لرفع الفائدة 15 نقطة أساس هذا الأسبوع بحسب ما أبرزته بيرينبير Berenberg  فى مذكرة بحثية اليوم.

وقال كالوم بيكرينغ، كبير الاقتصاديين فى بيرينبرج، إن فريقه يرى أن رفع الفائدة فى اجتماع ديسمبر مرجح أكثر لكن حال حدوث تحرك الأسبوع الحالي ذلك لن يكون مفاجئا، مشير إلى أن رفع الفائدة 15 نقطة أساس فى ظل تسجيلها معدلات منخفضة تاريخيا من شانه أن يحافظ على السياسة التيسيرية، لكن أثرها سيكون كبير على توقعات سعر الفائدة والتى ارتفعت بصورة كبيرة خلال الشهر الماضي.

وذكر بيكرينغ. أن السوق كان يتوقع ارتفاع فى سعر الفائدة خلال مارس، لكنه ينتظره فى فى نوفمبر، كما باتت التوقعات أن يصل إلى 1.25% بنهاية 2022، قبل أن تشهد الفترة بين  2023 و2025 خفضا فى حدود 40 نقطة أساس.

لكنه أشار إلى فريقه يرى أن الخطوة الأولى ستكون فى 16 ديسمبر وأن الفائدة ستصل إلى 0.75% بنهاية 2022، مع مزيد من الارتفاعات  خلال 2023 لتصل إلى 1.25%.

ماذا ينتظر المحللون من بنك إنجلترا غدا؟

قال جوربريت جيل ، محلل الاقتصاد الكلي للدخل الثابت العالمي في جولدمان ساكس لإدارة الأصول، إن حال الاقتصاد البريطانى كحال الاقتصادات المتقدمة إذ يعانى من مشاكل سلاسل الامداد، وعدم اليقين بشأن معدلات التضخم.

وقال جيل إنه مع اقتراب اجتماع لجنة السياسة النقدية القادم ، ستتجه كل الأنظار إلى البيانات الواردة - بما في ذلك توقعات التضخم ومعنويات الأعمال.

أضاف أنه من غير المرجح أن يسير الطريق إلى التطبيع النقدي بسلاسة ، فى ظل التقلب فى البيانات التى تتخذ لجنة السياسات النقدية قراراتها وفقا لها.

قال ميشيل فيرنير ، رئيس إستراتيجية الدخل الثابت في بنك باركليز ، إن بنك إنجلترا يحتاج رفع توقعاته بشأن التضخم إذ أنها لن تقف عند 4% كما يرون، فى ظل أزمات سلاسل الإمداد، كما أن أسعار الطاقة تمارس ضغوطا.

ومع ذلك ، قال فيرنير إن التضخم لا يزال "من المرجح جدا" أن ينخفض ​​بسرعة ، بمجرد إغلاق فجوة الإنتاج التي يسببها الوباء.

ويراهن بنك باركليز على رفع الفائدة في ديسمبربخلاف زيادة زيادة 50 نقطة أساس أخرى بحلول منتصف عام 2022.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image