السيناريو المتوقع: هل يتخذ بنك إنجلترا خطوة جديدة هذا الاجتماع؟

السيناريو المتوقع: هل يتخذ بنك إنجلترا خطوة جديدة هذا الاجتماع؟
السيناريو المتوقع لقرارات بنك إنجلترا

تنتظر الأسواق اجتماع بنك إنجلترا خلال تداولات الغد الخميس، ويعتبر هذا هو الحدث الأبرز لما له من تأثير مباشر على حركة الجنيه الاسترليني. خاصة في ظل المخاوف الاقتصادية وتوقعات النمو العالمي وقرارات الحكومة الخاصة بفيروس كورونا.

ويترقب المستثمرون قرارات السياسة النقدية والفائدة، تصريحات محافظ بنك إنجلترا، أندرو بايلي، تحديدا بعد قرارات وتصريحات البنك الاحتياطي الفيدرالي. وذلك لمراقبة أي تغيير يطرأ على السياسة النقدية وتوقعات الاقتصاد من بنك إنجلترا.

نظرة على الأوضاع الاقتصادية

يشهد اقتصاد بريطانيا تذبذب خلال الفترة الماضية، ولكن تعتبر بيانات التضخم سلبية، بينما تحسن نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من عام 2021 بالمقارنة مع الانكماش المشهود في الربع الأول. ولكن تظل الأسواق في حالة تذبذب بعد عودة أعداد مصابي متحور دلتا من فيروس كورونا في الارتفاع من جديد، مما عزز مخاوف حدوث ركود جديد.

  • بيانات النمو

سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي نمو بنسبة 4.8% خلال الربع الثاني من العام الجاري، بما يطابق توقعات الأسواق، وبأفضل من القراءة السابقة خلال الربع الأول من العام التي أظهرت انكماش بنسبة 1.6% بعد المراجعة.

  • بيانات التضخم

سجل مؤشر أسعار المستهلكين نمو بنسبة 2.0% فقط على أساس سنوي خلال أغسطس، بأسوء من التوقعات بنمو 2.3%، كما أنه أسوء من القراءة السابقة التي سجلت نمو بنسبة 2.5% خلال يوليو.

  • مبيعات التجزئة

وفقا لبيانات مكتب الإحصاء البريطاني، انخفض مؤشر مبيعات التجزئة الشهري خلال أغسطس الماضي بنسبة 2.5%، على عكس توقعات الأسواق بارتفاع المؤشر بنسبة 0.2% خلال نفس الفترة. وتمثل تلك القراءة انخفاض ملحوظ في مؤشر مبيعات التجزئة مقارنة ببيانات شهر يوليو الماضي التي سجل فيها ارتفاع بنحو 0.2% بعد المراجعة.

توقعات التضخم

أظهر مسح لبنك إنجلترا أن توقعات الجمهور البريطاني لأسعار المستهلك خلال العام المقبل، ارتفعت الشهر الماضي لكنها ظلت عند مستويات مماثلة لأوائل هذا العام وأواخر العام الماضي. ويعتبر مؤشر أسعار المستهلك هو المقياس الرئيسي لمعدل التضخم في البلاد. لذا تتوقع الأسواق أن يأخذ البنك خطوة لبدء تقليص مشتريات الأصول الاجتماع المقبل، فيما تظل مخاوف التباطؤ العالمي تلوح في الأفق.

ويذكر أنه ارتفعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 2.7% في أغسطس من 2.4%في مايو، وفقا للمسح الذي أجرته شركة أبحاث السوق Kantar. فيما ارتفعت توقعات التضخم على المدى الطويل إلى 3.0% في أغسطس من 2.7% في مايو، وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير 2020، قبل فترة وجيزة من دخول بريطانيا في أول إغلاق ضد فيروس كورونا COVID-19.

تطورات العلاقة مع الاتحاد الأوروبي

تظل التوترات قائمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البرسكيت، وكانت الحكومة البريطانية قد طلبت من الاتحاد الأوروبي بأن يعيد التفاوض بشأن البروتوكول المبرم مع المملكة المتحدة حول الترتيبات الجمركية لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في إيرلندا الشمالية، بعد اندلاع أعمال شغب وتعطل الأعمال بها.

وفي هذا الصدد، كشف الوزير البريطاني المكلف بملف البريكست، ديفيد فروست، خلال بيان صحفي بأن بريطانيا قررت تأجيل التدقيق الجمركي الكلي على واردات الاتحاد الأوروبي إلى بداية يناير المقبل، وأن التصريح في مجال السلامة والأمن لن يكون مطلوبا قبل بداية يوليو المقبل. 

وتجدر الإشارة إلى أن نائب رئيس المفوضية الأوروبية للعلاقات بين المؤسسات، ماروش شيفوفيتش، أكد خلال تصريحات سابقة بأن لديه اقتناع بأنه يمكن إيجاد حل جيد في إطار بروتوكول أيرلندا الشمالية مع المملكة المتحدة، مضيفا بأن المفوضية الأوروبية لا تهدف إلى إعادة التفاوض بشأن البروتوكول مجددا.

مستجدات فيروس كورونا

تتزايد مخاوف ارتفاع حالات الإصابات والوفيات بفيروس كورونا داخل بريطانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تزامنا مع إعادة فتح المدارس بالكامل وعودة المزيد من الأشخاص إلى العمل، بالإضافة إلى الطقس البارد بحلول فصل الخريف والشتاء المقبل.

وكان وزير الصحة في بريطانيا، ساجد جاويد، قد كشف خلال تصريحات صحفية سابقة بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون يعتزم الإعلان عن خطط التعامل مع فيروس كورونا خلال الشتاء المقبل هذا الأسبوع، مضيفا بأن الحكومة قد تقرر إلغاء بعض القيود اعتمادا على تطورات اللقاحات. مما يضع بنك إنجلترا أمام مخاوف تصاعد أزمة كورونا من جديد.

توجهات أعضاء السياسة النقدية

في الشهر الماضي، كان مايكل ساندرز، العضو الوحيد في لجنة السياسة النقدية الذي صوت لصالح إنهاء مبكر لمشتريات بنك إنجلترا من السندات الحكومية، على أساس أن استمرار الشراء قد يؤدي إلى تشديد مفاجئ للسياسة النقدية في المستقبل.

ومنذ ذلك الحين، كشف محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي، أن أربعة من أعضاء لجنة السياسة النقدية الثمانية الذين صوتوا الشهر الماضي - وهو من بينهم - اعتقدوا أن بعض الشروط الأولية قد تم الوفاء بها لبدء استكشاف إمكانية رفع أسعار الفائدة.

ماذا ننتظر من قرارات بنك إنجلترا

توقع معظم المحللين بأن يتجه بنك إنجلترا إلى رفع الفائدة خلال مايو المقبل، في ظل البيانات الاقتصادية الإيجابية التي تشهدها بريطانيا خلال الفترة الأخيرة وعلى رأسها بيانات التضخم وسوق العمل.

وأضاف الخبراء لدى جولدمان ساكس بأن بنك إنجلترا سوف يعمل على تشديد السياسة النقدية بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، وسوف يعمل على رفع الفائدة البريطانية إلى مستوى 1% بحلول الربع الأخير من العام المقبل، وهو ما يجعل بريطانيا من أكثر الدول تشددا بالسياسة النقدية.

على جانب أخر، تباين أداء الاقتصاد البريطاني خلال الأشهر الماضية، مما يضع بنك إنجلترا أمام حالة عدم يقين بشأن اتخاذ خطوات جديدة حول السياسة النقدية ويدعم اتجاه البنك للإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير خلال الاجتماع المقبل.

وتشير التوقعات في الأسواق إلى إبقاء البنك على معدل الفائدة عند النسبة 0.10% خلال اجتماع يونيو الجاري، بينما تتجه الأنظار إلى ملخص السياسة النقدية الصادر عن البنك لمعرفة الأوضاع الاقتصادية في البلاد والتوقعات خلال الفترة المقبلة، في ظل المخاوف من ارتفاع معدل التضخم وعودة حالة القلق حول تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا من جديد داخل البلاد.

ومن المقرر أن تعلن لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا عن قرارها يوم الخميس المقبل في تمام الساعة 11:00 صباحا بتوقيت جرينتش.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image