السيناريو المتوقع لقرارات بنك إنجلترا في ظل تطورات البريكست وكورونا

تنتظر الأسواق اجتماع بنك إنجلترا خلال تداولات الغد الخميس، ويعتبر هذا هو الحدث الأبرز لما له من تأثير مباشر على حركة الجنيه الاسترليني. خاصة في ظل الظروف المتعلقة بتوترات البريكست وقرارات الحكومة الخاصة بفيروس كورونا.

ويترقب المستثمرون قرارات السياسة النقدية والفائدة وتصريحات محافظ بنك إنجلترا، أندرو بايلي، تحديدا بعد قرارات وتصريحات البنك الاحتياطي الفيدرالي. وذلك لمراقبة أي تغيير يطرأ على السياسة النقدية وتوقعات الاقتصاد من بنك إنجلترا.

نظرة على الأوضاع الاقتصادية

يشهد اقتصاد بريطانيا تذبذب خلال الفترة الماضية، ولكن تعتبر بيانات التضخم إيجابية. بالمقارنة مع بيانات النمو التي تظهر تراجع ملحوظ في أداء الاقتصاد البريطاني خلال الربع الأول من عام 2021. ويظهر هذا بسبب التأثير السلبي لمستجدات فيروس كورونا.

• بيانات النمو

سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي انكماشا بنسبة 1.5% خلال الربع الأول من العام الجاري، بينما كانت توقعات الأسواق تشير إلى انكماش المؤشر بصورة أكبر بنحو 1.6%، لكن تلك القراءة تعد أسوأ من القراءة الأخيرة للمؤشر خلال الربع الأخير من عام 2020 التي سجل فيها ارتفاع بنسبة 1.0%

• بيانات التضخم

سجل مؤشر أسعار المستهلكين نمو بنسبة 2.1% على أساس سنوي بأفضل من التوقعات بنمو 1.8%، كما أنه أفضل من القراءة السابقة التي سجلت نمو بنسبة 1.5% خلال أبريل.

• بيانات سوق العمل

تحسن أداء سوق العمل في بريطانيا خلال شهر أبريل بأفضل من توقعات الأسواق. حيث ارتفع متوسط الدخل ربع السنوي بنسبة 5.6% بالمقارنة مع توقعات الأسواق بنمو نسبته 4.9% فقط. وبأفضل من القراءة السابقة التي أظهرت نمو المؤشر بحوالي 4.0% ثم إلى 4.3% بعد المراجعة خلال مارس.

• مبيعات التجزئة

وفقا لبيانات مكتب الإحصاء البريطاني، انخفض مؤشر مبيعات التجزئة الشهري خلال مايو الماضي بنسبة 1.4%، على عكس توقعات الأسواق بارتفاع المؤشر بنسبة 1.5% خلال نفس الفترة. وتمثل تلك القراءة انخفاض ملحوظ في مؤشر مبيعات التجزئة مقارنة ببيانات شهر أبريل الماضي التي سجل فيها ارتفاع بنحو 9.2%.

توترات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي

يدور الخلاف حاليا حول جهود رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون للتراجع عن اتفاقية ملزمة قانونيا. بعد أن قضت المملكة المتحدة سنوات في التفاوض لتأمين انسحابها المنظم من الاتحاد الأوروبي. حيث أنه في محاولة لتجنب التفتيش الجمركي في جزيرة أيرلندا، وافق على وضع حدود تجارية في البحر الأيرلندي.

ومؤخرا حذر الاتحاد الأوروبي من أنه قد يفرض تعريفات جمركية ضد المملكة المتحدة البريطانية مع تصاعد الخلاف المرير عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة مع أيرلندا الشمالية. مما يضغط على حركة الجنيه الاسترليني.

مستجدات فيروس كورونا

أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن تأخير لمدة أربعة أسابيع للمرحلة التالية من إعادة فتح إغلاق إنجلترا، وسط موجة من نوع دلتا من فيروس كورونا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند.

وفي هذا الصدد، كشفت بيانات وزارة الصحة البريطانية عن ارتفاع وتيرة إصابات فيروس كورونا اليومية داخل البلاد إلى أعلى وتيرة منذ فبراير الماضي. مما يضع بنك إنجلترا أمام تحدي تغيير السياسة النقدية ومعدلات الفائدة خلال الاجتماع المقبل في ظل التطورات السلبية الراهنة.

ماذا ننتظر من قرارات بنك إنجلترا

تباين أداء الاقتصاد البريطاني منذ اجتماع شهر مايو المنصرم، مما يضع بنك إنجلترا أمام حالة عدم يقين بشأن اتخاذ خطوات جديدة حول السياسة النقدية ويدعم اتجاه البنك للإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير خلال الاجتماع المقبل.

ومن المقرر أن تعلن لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا عن قرارها يوم الخميس المقبل في تمام الساعة 11:00 صباحا بتوقيت جرينتش.

وتشير التوقعات في الأسواق إلى إبقاء البنك على معدل الفائدة عند النسبة 0.10% خلال اجتماع يونيو الجاري، بينما تتجه الأنظار إلى ملخص السياسة النقدية الصادر عن البنك لمعرفة الأوضاع الاقتصادية في البلاد والتوقعات خلال الفترة المقبلة، في ظل المخاوف من ارتفاع معدل التضخم وعودة حالة القلق حول تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا من جديد داخل البلاد.