السيناريو المتوقع: كيف سيتأثر الدولار بقرارات الفيدرالي الأمريكي؟

السيناريو المتوقع: كيف سيتأثر الدولار بقرارات الفيدرالي الأمريكي؟
الدولار الأمريكي

تترقب أسواق العملات، انعقاد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال شهر ديسمبر في ضوء تأثيرها الذي قد يمتد إلى العام المقبل، ويكون له الكثير من فرص التداول على أزواج الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار ارتفاع وتيرة إصابات فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة، وتباين البيانات الاقتصادية مؤخرا، بالإضافة إلى استمرار التطورات بشأن حزمة التحفيز الأمريكية، وهو ما يؤثر بقوة على تداول الدولار في الأسواق، وفيما يلي نظرة على أهم المؤثرات على قرار الفيدرالي الأمريكي خلال الشهر الجاري:

الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة

منذ الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال نوفمبر الماضي، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة والتي شهدت تباينا ملحوظا، وذلك على النحو التالي:

كان أهم تلك البيانات هي المؤشرات الصادرة في بداية ديسمبر الماضي، والتي أظهرت تباين البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة هي مؤشرات سوق العمل الأمريكي، حيث سجل معدل البطالة انخفاضا إلى 6.7% بأفضل من التوقعات التي أشارت إلى استقراره عند 6.8% ، بالمقابل ارتفع مؤشر التغير في التوظيف بنحو 245 ألف وظيفة فقط بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إضافة الاقتصاد الأمريكي حوالي 480 ألف وظيفة خلال نوفمبر الماضي.

في الوقت نفسه، جاءت بيانات مؤشر مبيعات التجزئة أقل من التوقعات، حيث سجل مؤشر مبيعات التجزئة نموا بنسبة 0.2%، بينما كانت التوقعات تشير إلى نموه بنسبة 0.6%. وأيضا سجل المؤشر بقيمته الأساسية نموا بنسبة 0.3% فقط، والتوقعات كانت تشير إلى نموه بنسبة 0.5%. كذلك تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 96.1 نقطة. بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيله 97.7 نقطة. وكانت بيانات مؤشر ISM التصنيعي أسوء من المتوقع وسجلت نحو 57.5 نقطة، بينما كانت التوقعات تشير إلى تسجيله نحو  57.9 نقطة.

وعلى العكس من ذلك، جاءت بيانات التضخم أفضل من المتوقع، حيث سجل مؤشر التضخم على أساس سنوي نموا بنسبة 1.2% بينما كانت التوقعات تشير إلى نموه بنسبة 1.1% فقط خلال نوفمبر الماضي. وأيضا، سجل مؤشر الأجور نمو بنسبة 0.3% خلال نوفمبر بأعلى من التوقعات التي أشارت إلى نموه بنسبة 0.1% فقط.  وأيضا، سجل الاقتصاد الأمريكي نموا بنسبة 33.1% خلال الربع الثالث، بما تطابق مع القراءة السابقة وتوقعات الأسواق.

تصريحات صناع القرار في الفيدرالي الأمريكي

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات من جانب صانعي القرار داخل الولايات المتحدة وعلى رأسهم جيروم باول والذي أكد خلال شهادته داخل الكونجرس الأمريكي على أن الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى تحفيز إضافي بهدف التعافي من تداعيات تفشي فيروس كورونا. وأضاف محافظ الفيدرالي الأمريكي على أن السياسة النقدية التيسيرية وانخفاض الفائدة سوف يستمر لفترة طويلة، وتحديدا حتى يتأكد الفيدرالي الأمريكي بأن أزمة فيروس كورونا قد انتهت تماما.

وفي الوقت ذاته، أكد عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جون ويليامز، على أن الاقتصاد الأمريكي كان يتعافى بوتيرة سريعة حتى وقت قريب، ولكن البيانات الاقتصادية الأخيرة تظهر تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب الموجة الثانية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى نقص المساعدات المالية، بعد انتهاء البعض منها، بالإضافة إلى أن وضع الاقتصاد الأمريكي خلال 2021 يعتمد على تطورات انتشار لقاح كورونا واستخدامه.

وأيضا، في نهاية نوفمبر الماضي، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأنه سيتم تمديد برامج تسهيلات السيولة للأوراق التجارية وأسواق المال والتجار الأساسيين وبرنامج حماية شيكات الرواتب حتى 31 مارس 2021. بهدف الاستمرار في دعم الاقتصاد الأمريكي في التعافي من تداعيات تفشي فيروس كورونا.

إصابات كورونا وتطورات حزمة التحفيز الأمريكية

رغم ارتفاع أعداد مصابي فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية وسجلت مستويات قياسية كبيرة بوتيرة الإصابات والوفيات، أعلن وزير الصحة الأمريكي في مستهل الأسبوع الحالي عن بدء توزيع اللقاح التجريبي الذي طورته شركتا فايزر الأمريكية و بيونتيك الألمانية ضد فيروس كورونا المستجد بعدما حصل على اعتماد هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وأنه سيوجد فريق مختص سيقوم بمراقبة وإيصال اللقاح إلى المواطنين.

بينما فيما يتعلق بحزمة التحفيز الأمريكية، لا تزال الأسواق تترقب تطورات حزمة التحفيز الأمريكية، مع احتمالية التوصل لها خلال الفترة القليلة المقبلة، ومن المنتظر أن يكون لها تأثير سلبي مؤقت على الدولار الأمريكي.

ماذا ينتظر من اجتماع الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على تداول الدولار USD؟

على الأرجح لن يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى خفض الفائدة خلال هذا الاجتماع، ولكن في ضوء تباين معظم البيانات الاقتصادية الأمريكية واتجاه معظمها إلى السلبية، فقد يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى تعزيز التيسير النقدي وزيادة وتيرة مشتريات السندات، واحتمالية ضخ برامج تحفيزية جديدة بداية من العام المقبل، بهدف دعم الاقتصاد الأمريكي في التعافي من تداعيات تفشي فيروس كورونا، وهذا السيناريو من شأنه أن يؤثر سلبيا على تداول الدولار أمام العملات الأخرى.

وعلى الجانب الاَخر، قد يفاجأ الفيدرالي الأمريكي الأسواق ويبقى على السياسة النقدية الحالية دون تغيير خلال هذا الاجتماع، وينتظر صدور المزيد من البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، وبخاصة مع التطورات الإيجابية حول لقاح كورونا والتي من شأنها أن تعزز أداء الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، هذا السيناريو من شأنه أن ينعكس إيجابيا على تداولات الدولار الأمريكي في سوق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image