السيناريو المتوقع .. ما القرارات المنتظرة خلال اجتماع بنك كندا؟

السيناريو المتوقع .. ما القرارات المنتظرة خلال اجتماع بنك كندا؟
محافظ بنك كندا

تترقب الأسواق انعقاد اجتماع لجنة السياسة النقدية في بنك كندا غداً الأربعاء، وسط توقعات بأن يبقى البنك على الفائدة دون تغيير عند مستويات 0.25% في ظل استمرار تضرر الاقتصاد الكندي من تداعيات تفشي فيروس كورونا، وبالتالي سيراقب المستثمرين بقوة بيان الفائدة الصادر عن البنك، لما قد يتضمن من نقاط حول الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتأثيره القوي على تحركات الدولار الكندي، وفيما يلي أهم الملابسات المحيطة باتخاذ قرار الفائدة في كندا.

نظرة على الأوضاع الاقتصادية في كندا

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي توضح استمرار تعافي الاقتصاد الكندي من تداعيات تفشي فيروس كورونا، كوفيد 19، والتي أثرت سلبيا على الاقتصاد الوطني خلال الفترة الماضية، ومن أبرز هذه البيانات صدور مؤشر الناتج المحلي الإجمالي والذي سجل نموا بنسبة 6.5% خلال الشهر الماضي، بينما كان من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 5.2% خلال هذه الفترة.

وأيضا، سجل مؤشر مبيعات التجزئة الأساسي نموا بنسبة 15.7%، بينما كان من المتوقع أن ينمو المؤشر بنسبة 14.5% خلال الشهر الماضي. وأيضا، استمر مؤشر مبيعات التجزئة في النمو بنسبة 23.7% خلال يوليو الماضي، وذلك بعدما سجل نموا بنسبة 21.2% خلال يونيو الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تعافي قطاع التجزئة داخل البلاد.

وعلى الجانب الاَخر، كانت بيانات سوق العمل تميل نحو السلبية بشكل كبير خلال الشهر الماضي، وذلك بعدما سجلت نموا قويا خلال يونيو الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 245.8 ألف وظيفه فقط، وانخفضت البطالة إلى 10.2% خلال يوليو الماضي، بينما كان من المتوقع أن يضيف الاقتصاد نحو 262.5 ألف وظيفة، وأن تتراجع البطالة إلى 10.1% فقط، وهو ما يشير إلى استمرار تضرر الأوضاع في سوق العمل من وباء كورونا.

هذه البيانات قد تدعم وجهة نظر بنك كندا في الإبقاء على الفائدة دون تغيير خلال الفترة المقبلة، واستمرار ترقب صدور المزيد من البيانات الاقتصادية قبل إجراء أي تعديلات إضافية على السياسة النقدية للبنك.

تصريحات جديدة من محافظ بنك كندا

أثناء تواجده في منتدى جاكسون هول صرح محافظ بنك كندا، تيف ماكلم، بأن العديد من البنوك المركزية وصلت إلى الحد الأدنى فيما يتعلق بمعدلات الفائدة، وأن البنوك المركزية العالمية تنفذ سياسات نقدية غير مسبوقة، وتتضخ حوافز مالية قوية لدعم الاقتصادات الوطنية، ورغم ذلك، فإنه لا تزال بعض القطاعات تواجه صعوبات كبيرة، وأن التعافي الاقتصاد سيستغرق المزيد من الوقت.

هذه التصريحات من قبل محافظ بنك كندا تعطي صورة أوضح حول قرارات البنك المقبلة لأنها تتحدث بوضوح عن احتمالية عدم الإقدام على تعديل السياسة النقدية الحالية مع اقتراب الفائدة من الحد الأدنى لها، وتنفيذ سياسات نقدية غير مسبوقة، كما أن الاقتصاد لا يزال يحاول التعافي من الأضرار التي لحقت به، وبالتالي فإن موقف بنك كندا قد يكون هو الترقب في انتظار إشارات واضحة وقوية حول التعافي الاقتصادي خلال الفترة المقبلة قبل اتخاذ قرارات جديدة.

ما المنتظر من قرارات بنك كندا غدا؟

من المقرر أن تصدر قرارات بنك كندا التي تشمل قرار الفائدة وبيان الفائدة غداً الأربعاء في الساعة 2:00 مساءً بتوقيت جرينتش أي في الساعة 4:00 مساءً بتوقيت القاهرة و 5:00 بتوقيت الرياض. 

ويوجد سيناريوهين أساسيين لقرارات البنك كندا غدا، الأول هو الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، وأن يتضمن بيان الفائدة توضيح للأوضاع الاقتصادية في البلاد خلال الفترة الماضية، والإشارة تحديدا إلى استمرار تعافي الاقتصاد من تداعيات فيروس كورونا وأنه لن يتم اتخاذ أي قرارات جديدة قبل حدوث تغييرات اقتصادية جوهرية، وهذا السيناريو من شأنه أن يدعم الدولار الكندي أمام العملات الأخرى.

بينما السيناريو الثاني، أن يتجه بنك كندا إلى تعديل السياسة النقدية بتعزيز التسهيلات النقدية سواء بخفض الفائدة بشكل أكبر، أو ضخ أموال جديدة في الأسواق، لمساعدة الاقتصاد على التعافي بشكل أكبر من تداعيات فيروس كورونا، وهذا السيناريو مستبعد إلى حد كبير، ولكن في حالة حدوثه قد نشاهد تأثير سلبي له على تداولات الدولار الكندي أمام العملات الرئيسية وبخاصة زوج الدولار كندي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image