السيناريو المتوقع: الاحتياطي النيوزلندي وقرارات مرتقبة تؤثر على سوق العملات

السيناريو المتوقع: الاحتياطي النيوزلندي وقرارات مرتقبة تؤثر على سوق العملات
البنك الاحتياطي النيوزلندي

من المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي النيوزلندي خلال الساعات الأولى من صباح الغد الأربعاء اجتماعها لشهر أغسطس، لتعلن عن معدل الفائدة وبيان السياسة النقدية، وسيتبع ذلك المؤتمر الصحفي لمحافظ الاحتياطي النيوزلندي، أدرين أور. وتشير توقعات الأسواق إلى اتجاه البنك للإبقاء على الفائدة دون تغيير عند مستويات 0.25%، وبخاصة مع استمرار المخاوف الاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى تجدد المخاوف حول فيروس كورونا مجدداً.

فيروس كورونا يضرب نيوزلندا مجددا

أبلغت نيوزيلندا عن أول إصابة لأربع حالات جديدة لفيروس كورونا المستجد بعد نحو 102 يوم بدون تسجيل أي إصابات على الإطلاق . وأعلنت أنها ستفرض قيودًا جديدة علي البلاد. الجدير بالذكر أن جميع الإصابات الأربع الجديدة تنتمي إلى نفس العائلة ، لكن السلطات تشعر بالقلق لأنها غير مدركة لمصدر المجموعة الجديدة.

وأعلنت الحكومة بأنها ستفرض قيود جديدة على أوكلاند ، أكبر مدينة في البلاد ، والتي ستدخل المستوى الثالث من القيود الاحترازية، بما في ذلك إغلاق النوادي الليلية ومنع التجمعات. وقد تنتقل بقية البلاد إلى المستوى الثاني ، مما يعني إتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي.

نظرة عامة على الأوضاع الاقتصادية في نيوزلندا

يبدو أن الأوضاع الاقتصادية لم تتغير بصورة كبيرة منذ الاجتماع الأخير للاحتياطي النيوزلندي والتي شهدت تباينا ملحوظاً خلال الفترة الماضية، حيث أظهرت القراءة تراجع بيانات مؤشر التغير في التوظيف في نيوزلندا خلال الربع الثاني من العام الحالي بوتيرة أقل من المتوقع، حيث سجل المؤشر انخفاضًا بنحو 0.4%، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى تراجع المؤشر بنسبة 2.0%. وكانت القراءة السابقة للمؤشر خلال الربع الأول قد سجلت ارتفاعًا بحوالي 0.7%. كما سجل معدل البطالة في نيوزلندا خلال نفس الفترة ارتفاعًا بأقل من المتوقع، حيث صعد المؤشر بنحو 4.0%، مقابل توقعات بتسجيل ارتفاع بنسبة 5.6%، كما أن تلك القراءة أفضل من القراءة السابقة للمؤشر خلال الربع الأول حيث سجل ارتفاع بنحو 4.2%.

وعلى الجانب الاَخر، كشفت بيانات النمو التي صدرت عن مكتب الإحصاء النيوزلندي في وقت سابق، عن انكماش مؤشر الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 1.6% خلال الربع الأول من عام 2020 الجاري، وذلك أسوء من المتوقع وهو تراجع النمو بحوالي 1% فقط، وأسوء من القراءة السابقة التي أظهرت نمو المؤشر بنحو 0.5% خلال الربع الأخير من عام 2019.

وأيضا، أظهرت التقارير الواردة عن معهد ANZ في وقت سابق بأنه تم إجراء استطلاع رأى حول ثقة الأعمال في نيوزلندا وقد أظهرت القراءة الأولية محاولة تعافي الثقة من النقطة السالبة 41.8 إلى النقطة السالبة 33.0 خلال شهر يونيو الجاري، يأتي هذا مدعوما من قبل التصريحات الصادرة عن السلطات الصحية في نيوزلندا عن رفع إجراءات الإغلاق مع عدم تسجيل أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، وتعافي جميع المصابين في البلاد.

ماذا نترقب من قرارات الغد؟

على الأرجح يتجه الاحتياطي النيوزلندي إلى الإبقاء على الفائدة دون تغيير في ضوء البيانات الاقتصادية في نيوزلندا خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف حول انتشار أو ارتفاع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا داخل البلاد وفرض قيود الإغلاق مجددا. ونتيجة لذلك، فإن من شأن هذا القرار ألا يكون له تأثير قوي على الدولار النيوزلندي.

ولكن الأسواق، ستراقب الأسواق، تصريحات محافظ الاحتياطي النيوزلندي، أدرين أور، والتي قد يتحدث فيها عن استعداد البنك لاتخاذ المزيد من أدوات السياسة النقدية والبرامج التحفيزية لدعم الاقتصاد في الفترة المقبلة، لإعادة دعم النمو الاقتصاد ، وإذا ما حدث ذلك، فيتأثر الدولار النيوزلندي بقوة كبيرة، وبخاصة إذا ما تحدث عن تعزيز مشتريات السندات، أو احتمالية اللجوء إلى الفائدة السلبية، ولكن هذا السيناريو مستبعد إلى حد كبير.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image