أساسيات مهمة قبل الاستثمار أو تداول الأسهم

كما ذكرنا من قبل أن الاستثمار أحد أهم أدوات التخطيط المالي وإدارة المدخرات، والأسواق المالية وخاصة سوق الأسهم من المجالات الأكثر شيوعا للاستمثار أو التداول لكل من يمتلك رأس مال إضافي، وحتى وإن لم يقم بدخوله بالفعل فمن المؤكد بأنه شغل بال الكثيرين بالتفكير والتخطيط، لما ينطوي عليه من مخاطر الناتجة عن تقلبات أسعاره والتي هي بدورها مصدر العائد المرتفع منه

دراسة سوق الأسهم وفهم أساسياته هي الخطوة الأولى نحو تحقيق أهدافك من الاستثمار فيه، وهذا ما نناقشه في هذا المقال

 

القاعدة الأولى والأهم على الإطلاق هي ألا تستثمر أموالك في مجال أعمال لا تفهمه، فلا تنساق خلف الإعلانات والدعايات التي يروجها الوسطاء، ولا تنفعل بقصص كبار المستثمرين ورجال المال والأعمال والأرباح الضخمة التي يتم الإعلان عنها من التداول أو الاستثمار في سوق الأسهم، فالأمر ليس سهلا وليس مجرد شراء سهم بسعر قليل والاحتفاظ به لفترة ثم بيعه بسعر أعلى لجني أرباح ضخمة، فالأمر يتطلب دراسة وافية، وإلمام وإدارة المخاطر للوصول إلى أهدافك، وهو ما سنحاول تلخيصه في مجموعة من الأساسيات 

 

حدد استراتيجية الاستثمار المناسبة

قبل المضي قدما والدخول السوق و شراء الأسهم، من المهم دراسة نوعيات استراتيجيات الاستثمار المختلفة واختيار الاستراتيجية التي تناسب أسلوبك ونفسيتك ورأس مالك وعادة ما يتم تقسيم استراتيجيات الاستثمار إلى ثلاثة أنواع رئيسية يستخدمها معظم المستثمرين الناجحين:

الاستثمار في القيمة Value Investing:

حيث يتم انتقاء الأسهم التي يبدو أنها تتداول بأقل من قيمتها الحقيقية أو الدفترية أو التي يعتقد المحلل بأن تسعير السوق يعطيها أقل من حجمها الحقيقي وعادة ما يحدث هذا مع الأسهم أو الشركات التي تبالغ في التأثر ورد الفعل تجاه الأخبار خاصة السيئة مما يؤدي إلى تحركات أسعار لا تتوافق مع المقاييس المالية للشركة، وهنا يأتي دور التحليل المالي الذي يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي في عملة الاستثمار التي تكون نوعا طويلة المدى لشركات ذات جودة عالية 

الاستثمار في النمو Growth Investing:

هو نوع الاستثمار في أسهم الشركات التي تظهر نموا يفوق نظيراتها في السوق من حيث الإيرادات والأرباح، حيث أن النمو المستمر في أعمال الشركات يخلق بدوره فرص أعلى للاستثمار وبالتالي تحقيق عوائد أعلى، وقد جذب هذا النوع من الاستثمار العديد من المستثمرين للشركات الناشئة وحقق عوائد كبيرة مع النجاح التي حققته مشاريع تلك الشركات مقارنة بشركات أخرى في نفس قطاع الصناعة أو في السوق ككل، مع الوضع في الاعتبار أنه عادة ما تكون التعامل مع الشركات الناشئة أو الجديدة عالي المخاطرة مقارنة بأسهم الشركات الأخرى التي تمت تجربتها ومتابعة تداولاتها وأدائها.

استثمار الدخل Income Investing:

وهو نوع الاستثمار الذي يدر على صاحبه دخلا شبه ثابت بشكل دوري، مثل سندات الشركات والتي عادة ما توفر عوائد أعلى من السندات الحكومية لانها نوعا أعلى مخاطرة، أو البحث عن أسهم الشركات ذات الجودة الأعلى التي تحقق أرباح كبيرة وتوزيعات مستمرة للأرباح لحاملي أسهمها، وهذا النوع من الاستثمار عادة ما يوفر إدارة أفضل للمخاطر، لو تمت دراسته وأخبار أدواته بالشكل الصحيح

 

التحقق من أساسيات "مقاييس" التحليل المالي

يعتمد التحليل الأساسي أو المالي في السوق الأسهم بشكل رئيسي على البيانات المالية للشركات حيث يتم حساب نسب أو مقاييس مهمة لتحديد القيمة الجوهرية أو الحقيقية للورقة المالية الصادرة عنها بحيث يمكن مقارنتها بالقيمة السوقية

من أهم هذه النسب :

1. نسبة السعر إلى الأرباح P/E Ratio - تقارن هذه النسبة بين سعر السهم وأرباح الشركة لكل سهم EPS أو earnings per share والتي بدورها EPS يتم احتسابها على أنه ربح الشركة مقسومًا على الأسهم القائمة لأسهمها العادية. وتعتبر مؤشر على ربحية الشركة

على سبيل المثال، لنفرض أن شركة مدرجة في سوق الأسهم الأمريكية تحقق صافي ربح ٥ مليون دولار، وعدد أسهمها العادية 3.5 مليون سهم

إذن تكون EPS ربحية السهم = 5 /3.5 = 1.5 دولار للسهم

لنفرض أيضا أن شركة أخرى تحقق صافي ربح 7 مليون دولار، وعدد أسهمها العادية 4.2 مليون سهم، وتقوم بتوزيع 2.2 مليون دولار على الأسهم الممتازة 

إذن تكون EPS ربحية السهم = (7 - 2.2) / 4.2 = 1.14 دولار للسهم

2. نسبة الدين إلى حقوق الملكية Debt to Equity أو D/E

وتساعد هذه النسبة في تحديد مقدار الديون أو مطلوبات الشركة على حقوق المساهمين، وهي مقياس مهم في تمويل الشركات حيث أنها مقياس لدرجة تمويل الشركة لعملياتها بالديون بدلاً من مواردها الخاصة حيث أن المستويات المرتفعة للديون سيئة لأنها تشير إلى ضعف وضع الشركة المالي وبالتالي قد تؤدي إلى الإفلاس.

 

3. نسبة السعر إلى القيمة الدفترية أو P/B Ratio

تقارن هذه النسبة بين سعر السهم وصافي قيمة الأصول المملوكة للشركة ، ثم مقسومة على عدد الأسهم القائمة، حيث أن القيمة الدفترية هي مقياس محاسبي يعتمد على مبدأ التكلفة وتعكس الإصدارات السابقة للحقوق مع وضع الأرباح والخسائر في الاعتبار، أي انه إذا قامت الشركة بتصفية جميع أصولها وسددت جميع ديونها ، فإن القيمة المتبقية ستكون القيمة الدفترية للشركة

 

لا تختار مجال أعمال / صناعة لا تفهمها

واحدة من أكثر الأخطاء شيوعًا بيم المستثمرين في سوق الأسهم من خلال اختيار الأسهم التي لا يفهمون كيفية عمل الشركة، ذلك التداول والاستثمار الأعمى المبني على توصية أو ضجة إعلامية دون إدراك كامل كيف تسير الأمور. اختر الشركات التي لديها نماذج أعمال قوية وسهلة الفهم تنتج خدمات ومنتجات يومية ربما قد تكون اختبرتها او سمعت عنها يوميا

اسأل نفسك أولا ماذا تصنع الشركة ؟ وما نوع الخدمة التي تقدمها؟ هل هذه الخدمة أو السلعة المقدمة مجدية، عليها طلب الفترة الحالية أو القادمة؟ وما هي الفرص والتهديدات التي من الممكن أن تواجهها الفترة المقبلة ؟ وهل هي رائدة في مجالها أم لديها منافسين متفوقين عليها؟ .. إن لم تجد ردودا لهذه الأسئلة فأنت لا تقوم باستثمار أو تداول، فقط تقامر اعتمادا على الحظ.

وتذكر أنه من السهل الحصول على هذه المعلومات قبل البدء في الاستثمار، فقط باستخدام محركات البحث، اعرف وتعلم أولا قبل أن تحرق أموالك في استثمار خاسر وحتى لن تعرف لماذا خسرت

 

ابحث عن توزيعات الأرباح Dividends

لو غير مهتم بالمضاربات فابحث عن الأرباح. توزيعات الأرباح مثل الفوائد او العوائد عن السندات أو شهادات الإيداع، توفر نوع من الدخل شبه الثابت بشكل دوري، تصدرها معظم الشركات على فترات منتظمة حيث يتم دفع أو توزيع الأرباح بغض النظر عن السعر الحالي للسهم 

اختر الشركات الكبيرة العاملة في قطاعات قوية وذات تأثير اقتصادي واضح مثل قطاعات الطاقة أو القطاع المالي والمصرفي او المواد الأساسية أو الأدوية والرعاية الصحية، حيث ترسل توزيعات الأرباح المستمرة رسالة واضحة وقوية حول الآفاق المستقبلية والأداء القوي للشركة. إضافة إلى أن رغبة الشركة وقدرتها على دفع أرباح ثابتة بمرور الوقت توفر أدلة قوية حول قوة أساسياتها المالية.

 

التحليل الفني لمخططات أسعار الأسهم

يعتمد التحليل الفني أو قراءة المخطط على أنواع مختلفة من الرسوم البيانية للأسهم تستخدم من قبل كل من المحللين الأساسيين والفنيين، قرائتها وإن كانت تبدو سهلة، إلا أنها تحتاج إلى مهارة وفهم ودراسة قد تستغرق وقتا لاكتسابها، ولفهم التقنيات المختلفة التي من خلالها يمكن ان تحدد اتجاهات الحركة المتوقعة سواء للمضاربات على المدى القصير أو التداولات على المدى المتوسط أو حتى الاستثمار على المدى الطويل

حركة الأسعار تحسم كل شيء، وهو المبدأ الرئيسي الذي يعتمد عليه المحلل الفني، لكن الدمج دائما بين الأساسيات المالية وبين التحليل الفني ينتج عنه دخول مراكز أقوى ونتائج أعلى من مجرد الاعتماد على التحليل الفني فقط، لكن تذكر قبل اتخاذ قرار بالتداول أو الاستثمار أن تتعامل معه كأداة فعالة لا تعطيها أكبر من حجمها ولا تهملها لتضمن الاستمرار في السوق وتحقيق النتائج المرجوة من تداولك أو استثمارك

 

يمكنك من خلال مقالات أساسيات التحليل الفني و أدوات التحليل الفني التعرف عليها وفهم كيفية تطبيقها واستخدامها في تحليل تحركات الأسعار وقراءة الرسوم البيانية

 

اقرأ أيضا
 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

 تقارن هذه النسبة بين سعر السهم وأرباح الشركة لكل سهم EPS أو earnings per share والتي بدورها EPS يتم احتسابها على أنه ربح الشركة مقسومًا على الأسهم القائمة لأسهمها العادية. وتعتبر مؤشر على ربحية الشركة

لو غير مهتم بالمضاربات فابحث عن الأرباح. توزيعات الأرباح مثل الفوائد او العوائد عن السندات أو شهادات الإيداع، توفر نوع من الدخل شبه الثابت بشكل دوري، تصدرها معظم الشركات على فترات منتظمة حيث يتم دفع أو توزيع الأرباح بغض النظر عن السعر الحالي للسهم 

حيث يتم انتقاء الأسهم التي يبدو أنها تتداول بأقل من قيمتها الحقيقية أو الدفترية أو التي يعتقد المحلل بأن تسعير السوق يعطيها أقل من حجمها الحقيقي وعادة ما يحدث هذا مع الأسهم أو الشركات التي تبالغ في التأثر ورد الفعل تجاه الأخبار خاصة السيئة مما يؤدي إلى تحركات أسعار لا تتوافق مع المقاييس المالية للشركة

الندوات و الدورات القادمة