profile photo

تراجعت الأسهم الأمريكية والأوروبية جنباً إلى جنب مع الأسهم الآسيوية اليوم الخميس حيث قام المستثمرون بتحليل عدد كبير من البيانات الاقتصادية في الصين التي أظهرت أن مسار الانتعاش الاقتصادي من الوباء لا يزال صعباً.

فقد عاد الاقتصاد الصيني إلى النمو في الربع الثاني، وأخطأت مبيعات التجزئة في يونيو التقديرات لأنها استمرت في الانكماش مما يسلط الضوء على كيف لا تزال الثقة هشة.

وانخفضت الأسهم في الصين بنحو 2٪ كما انخفضت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وهونج كونج وأستراليا.

تراجعت عقود "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "داو جونز" ومؤشر "ناسداك 100" بعد بداية جلسة إيجابية يوم الأربعاء حول علامات التقدم في تطوير لقاح لفيروس كورونا.

  • ( الصورة : بعد أداء أسابيع إيجابية تداول أسبوعي سلبي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك 100)

 

  • الثقة الإقتصادية مازالت هشة!

نود التذكير بالطريق الطويل المنتظر للتعافي العالمي الكامل يحد من التفاؤل في الأسواق المالية، وسيظل مدفوعاً بالتقدم للإيجابية في تطوير اللقاحات كما حدث في وقت سابق من هذا الأسبوع.

في حين أن الصين تشهد انتعاشاً محلياً متواضعاً إلا أنها لا تزال عرضة بشكل كبير للانتكاسات في الطلب الخارجي حيث لا تزال عمليات الإغلاق تعيق النشاط في جميع أنحاء العالم.

ووصلت تكاليف الاقتراض العالمية للشركات المصنفة في فئة الاستثمار إلى مستوى قياسي منخفض حيث أن جهود التحفيز التي يقوم بها البنوك المركزية تفوق المخاوف بشأن فيروس كورونا.

تراجعت عائدات السندات إلى 1.73٪ بعد أن بلغت ذروتها عند أعلى مستوى لها في ثماني سنوات 3.69 ٪ خلال أسوأ الاضطرابات من وباء كورونا في مارس، وهذا وفقاً لمؤشر بلومبرج باركليز منذ عقدين تقريباً.

كما ان العوائد على أوراق الدولار والتي تشكل ثلثي المؤشر هي الأدنى منذ عام 1973 على الأقل، وذلك بعد تحركات الدعم من البنك الاحتياطي الفيدرالي.

  • ( الصورة : تراجع عائدات السندات العالمية إلى مستوى قياسي منخفض مع جهود التحفيز التي تبذلها البنوك المركزية)

على صعيد آخر، انخفض اليورو مقابل سلة من العملات بالجلسات الصباحية قبل قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن السياسة في وقت لاحق اليوم الخميس.

كما انه بعد ذلك ستعقد الرئيسة "كريستين لاجارد" مؤتمر صحفي، ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على برنامجه الطارئ لشراء السندات دون تغيير.

لكن من المحتمل أن تواجه "كريستين لاجارد" أسئلة حول ما إذا كان المستوى الحالي للدعم سيكون كافياً مع استمرار أزمة وباء فيروس كورونا.

 

  • محضر إجتماع البنك المركزي الأوروبي

سيجتمع مسؤولون البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس مدركين أنه على الرغم من أنهم قد فعلوا ما يكفي لمحاربة أزمة وباء فيروس كورونا في الوقت الحالي إلا أنهم يواجهون صيفاً حار وغير مستقر.

فمن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الإدارة على برنامج الطوارئ لشراء السندات دون تغيير عند (1.35 تريليون يورو)، ومكملاً بذلك البقاء على أسعار فائدة سلبية وقروض سخية طويلة الأجل للبنوك.

مع ذلك ، سيواجه الرئيس كريستين لاغارد أسئلة عما إذا كانت التعهدات النقدية والمالية الحالية ستثبت أنها كافية لإعادة الاقتصاد إلى الصحة.

حيث لا تزال التوقعات قاتمة على الرغم من علامات التعافي الأخيرة، ويتوقع الاقتصاديون بالفعل أن عمليات شراء السندات سعززها المركزي الأوربي بقيمة (500 مليار يورو) أخرى في وقت لاحق من هذا العام.

يتمثل أحد التحديات الخاصة لصانعي السياسة هذا الأسبوع في أنهم سيجرون تقييماتهم دون معرفة ما إذا كان صندوق استرداد الاتحاد الأوروبي سيتم الموافقة عليه أو تخفيفه، ويبدأ القادة محادثات يوم الجمعة بينما يعارض البعض الخطة بشكلها الحالي.

  • ( الصورة : معدل سعر الفائدة الحالي للبنك المركزي الأوروبي وتوقع بتثبيتها عند مستوى 0.00%)

 

  • التحفيز الطارئ مع أزمة وباء كورونا!

كانت عمليات شراء الأصول المرنة والواسعة النطاق أداة الأزمات الرئيسية للبنك المركزي الأوروبي.

يتوقع الكثير من الاقتصاديون أن يتجاوز برنامج شراء السندات في جميع البرامج 2 تريليون يورو هذا العام والعام المقبل.

أحد مجالات الجدل هو إلى أي مدى يجب أن يذهب البنك المركزي الأوروبي في صالح الديون من الاقتصادات الأضعف.

ولقد شوهت المؤسسة المشتريات اتجاه إيطاليا لكنها ستحتاج في النهاية إلى إعادة التوازن إلى محفظتها لجعلها تعكس الحجم النسبي لكل دولة عضو بالإتحاد.

  • ( الصورة : إيطاليا تحصل على أكبر دعم مالي مقارنة بالدول الأخري)

 

  • إجراءات طوارئ قوية وفعالة

تصرف البنك المركزي الأوروبي بشكل حاسم لتجنب تشديد الأوضاع المالية في ذروة الأزمة بعد أزمة جائحة وباء فيروس كورونا.

أدى التوسع الكبير في عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل المستهدفة (TLTRO) ومشتريات الأصول إلى توسيع الميزانية العمومية للبنك المركزي الأوروبي بأكثر من (1.5 تريليون يورو) منذ نهاية العام الماضي.

نجح هذا الدعم الطارئ في إعادة ظروف السوق للإستقرار بعض الشئ حيثانخفضت عائدات السندات الإيطالية كما عادت أسعار سوق المال إلى حالتها السابقة، وكان الإقراض للشركات مدعوماً بضمانات حكومية أيضاً.

لا يزال غلاف برنامج شراء الطوارئ الوبائية (PEPP) الذي تبلغ قيمته (1.35 تريليون يورو) به الكثير من القوة النارية.

هذا مع عدم استخدام ما يقرب من تريليون دولار، والذي يمكن للبنك المركزي الأوروبي الاستمرار في الشراء بوتيرة متوسطة منذ إطلاقه حتى مارس 2021.

  • ( الصورة : حجم برنامج المساعدات من البنك المركزي الأوروبي وتوقع بأن يصل إلى 2 تريليون بنهاية 2021)

 

  • هل حان الوقت لقياس الانتعاش؟

لا تزال البيانات حول عمق الصدمة ووتيرة الانتعاش متناثرة مع استمرار وباء فيروس كورونا، ولكن أجهزة التتبع عالية النشاط للنشاط الاقتصادي ترسل إشارة إيجابية.

حيث المستهلكين والشركات استجابوا بسرعة لرفع تدابير الاحتواء، وحتى الآن يبدو أن انتشار الفيروس تحت السيطرة بعض الشئ كما رأينا إعادة فتح بعض الإقتصادات بالدول الأوروبية.

يبدو أن مسار الاقتصاد الذي توخاه مجلس الإدارة بالمركزي الأوروبي في يونيو، وهو قاع عميق في الربع الثاني يليه انتعاش سريع في الربع الثالث بدأ في الظهور.

قد يدفع هذا ببعض التفاؤل الحذر بين صانعي السياسة بالمركزي الأوروبي، ونتوقع أن تستمر الرئيسة "كريستين لاجارد" في وصف المخاطر على أنها تميل إلى الجانب السلبي مما يعكس إمكانية تفشي المرض مرة أخرى والتأخير في توافر اللقاح.

  • ( الصورة : توقعات وكالة بلومبرج والبنك المركزي الأوروبي لعودة الإنتعاش الإقتصادي خلال العامين القادمين)

هنا نريد ان نوضح انه لا تزال الآفاق المتوسطة المدى للاقتصاد الأوروبي غير مؤكدة إلى حد كبير.

كما ان البيانات التي تصف حجم الصدمة والانتعاش اللاحق لا تزال متفرقة، ولكن الإشارات كانت إيجابية بشكل عام.

نتوقع أن يوجه البنك المركزي الأوروبي ملاحظة تفاؤل حذر ويعلن أن التعافي في المدى القريب يتماشى بشكل عام مع توقعاتهم.

أيضاً ستعتمد القرارات المتعلقة بالسياسة من الآن بشكل أساسي على قدرة الاقتصاد على التعافي مرة أخرى، وإمكانات التضخم على مدى العامين المقبلين.

ونتوقع أن ينتظر مجلس الإدارة حتى يتم وضع توقعات جديدة تتضمن بعض البيانات الأفضل عن النصف الثاني.

مما يضع هذا العبئ على الاجتماع القادم إما في سبتمبر أو على الأرجح في ديسمبر قبل اتخاذ إجراءات سياسية أخرى.

 

  • لمتابعة مقالاتي من خلال صفختي على تويتر : Abdelhamid_TnT@

الندوات و الدورات القادمة

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

أفضل المؤشرات الفنية فى التداول

  • الاثنين 29 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تداول العملات باستخدام الدايفرجنس وأنواعه مع استراتيجية قوية

  • الاربعاء 15 مايو 10:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

م. وليد أبو الدهب
م. وليد أبو الدهب

المتاجرة في سوق العملات

  • الاثنين 03 يونيو 06:00 م
  • 3 يوم
large image