تقرير الوظائف الأمريكي يضعف الدولار الأمريكي ، ولكن بشكل مؤقت

يأتي تقرير الوظائف الغير زراعية الأمريكي كما كانت تتوقعه الأسواق مما أضعف الدولار الأمريكي، وذلك لأن بصورة عامة بيانات قطاع التوظيف الأمريكي بشكل عام تتعادل ما بين خبر إيجابي وآخر سلبي!

فقد أظهرت التقرير بأن الإقتصاد الأمريكي نجح في إضافة 235 ألف وظيفة لشهر فبراير عكس ما كان متوقع حيث توقعت الأسواق بأن التقرير سيظهر 196 ألف وظيفة، بينما كانت القراءة السابقه عند 238 ألف وظيفة. وبالتالي يظهر قطاع التوظيف الأمريكي إستمرارية في إضافة وظائف بشكل شهري تتساوي مع المتوسط لهذا التقرير. وأيضاً إنخفضت معدلات البطالة من 4.8% إلى 4.7% كما كان متوقع ويعتبر هذا الجانب الإيجابي.

من جهة أخرى أظهرت معدلات نمو الأجور تباطئ عما كان متوقع، فقد كانت الأسواق تتوقع أن تنمو معدلات الأجور بنسبة0.3% بينما نمت ب 0.2% كما كانت القراءة السابقة. ومعدلات نمو الأجور من المؤشرات المهمة بالنسبة للفدرالي الأمريكي لأنه يعطي إشارة عن مؤشرات التضخم بشكل عام، وكما نعلم بأن التضخم هو العامل الرئيسي الذي يدفع الفدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة.

وبالتالي هل يعني إنخفاض معدلات نمو الأجور بتأجيل الفدرالي لرفع أسعار الفائدة؟

لا يعني إنخفاض الدولار الأمريكي بعد ظهور البيانات بأن الأسواق تعتقد بأن الفدرالي سوف يأجل من الرفع الثالث لأسعار الفائدة، فالبيانات مازالت بشكل عام إيجابية وتوضح إستدامة في تحسن سوق العمل، ولكن الأسواق في الجسات السابقة كانت تقوم فقط بتسعير هذه التوقعات الإيجابية ولذلك كان الدولار الأمريكي يحقق مكاسب أمام العملات الرئيسية الأخرى والذهب. والآن من الواضح أن الأسواق تستغل الفرصة في إرتفاع السيولة في جني أرباحها.

فكما نرى على الرسم البياني التالي، هبوط الدولار الأمريكي ماهو إلا تصحيح بسيط وقد نرى محاولة للأسواق لكسر آخر قمة عند 102، بل محاولة تجاوزها في الجلسات القادمة قبل إجتماع الفدرالي الأمريكي. وما يؤكد وجهة نظرنا إستمرار إرتفاع عاوئد عامين للسندات الأمريكيه، والتي تعتبر العوائد الأكثر حساسية لتوقعات رفع الفائدة، أي أنها تعكس إستمرار توقع رفع أسعار الفائدة من قبل الأسواق.

وبالتالي لا نتوقع أن الأسواق تخفض توقعاتها بخصوص عدم رفع الفدرالي لأسعار الفائدة في اجتماعهم الأسبوع المقبل، لأن لم نرى أي إختلاف محوري في البيانات الصادرة.