
آراء المحللين / تحليلات الفوركس
هل يواصل اليورو صعوده؟ تحليل فني وأسبوع اقتصادي حاسم يحددان الاتجاه
الثلاثاء 27 مايو 06:48صميشال صليبي.
كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro.
يُواجه زوج اليورو/الدولار أسبوعًا حاسمًا قد يُحدّد ملامح حركته خلال الفترة المقبلة، حيث تتقاطع فيه عوامل اقتصادية رئيسية من كلا جانبي الأطلسي، وسط ترقب واسع من المستثمرين لمسار السياسة النقدية لكل من الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي. وفي ظل زخم فني داعم للاتجاه الصاعد، تتزايد التساؤلات حول قدرة اليورو على مواصلة المكاسب أم أن الأسواق بصدد حركة تصحيحية وشيكة.
أولًا: بيانات أميركية تحت المجهر
تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة، والذي يُعد المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. نتائج هذا المؤشر ستؤثر بشكل مباشر على توقعات خفض الفائدة خلال النصف الثاني من العام، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن توقيت بدء دورة التيسير النقدي. كما يُتابع المستثمرون عن كثب تصريحات مسؤولي الفيدرالي، والتي قد تحمل إشارات جديدة حول مستقبل السياسة النقدية، ما يُضفي مزيدًا من التذبذب على أداء الدولار.
ثانيًا: مفاجآت التضخم الأوروبي المنتظرة
في منطقة اليورو، تتجه الأنظار نحو القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلك (CPI Flash) لشهر مايو، والتي ستلعب دورًا محوريًا في تحديد ما إذا كان المركزي الأوروبي سيُباشر خفض الفائدة في اجتماعه المقبل. كما سيتم إصدار بيانات ثقة المستهلك وقطاع الأعمال، وهي من المؤشرات الاستباقية الهامة التي تُمثل مقياسًا لاتجاهات النشاط الاقتصادي في المنطقة.
ثالثًا: معنويات السوق... العامل الخفي
بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية والفنية، يلعب المزاج العام في الأسواق دورًا محوريًا في توجيه تحركات زوج اليورو/الدولار هذا الأسبوع. تقلبات عوائد السندات الأميركية والأوروبية، وردود الفعل على تصريحات المسؤولين، تُسهم بشكل كبير في توجيه تدفقات رؤوس الأموال، وبالتالي في تحديد اتجاه العملة الموحدة مقابل الدولار. تبقى التوقعات رهينة التوازن بين آمال خفض الفائدة الأوروبية ومخاوف التضخم في الولايات المتحدة، ما قد يفتح الباب أمام تحركات قوية في كلا الاتجاهين.
التحليل الفني: الزخم الصاعد مستمر ولكن بحذر
يُواصل زوج اليورو/الدولار مساره الصاعد على الرسم البياني اليومي، مدعومًا بالثبات أعلى المتوسطات المتحركة الأسية لـ20 و50 و100 يوم، وهو ما يُعزز البنية الفنية الإيجابية للسعر. ويُعد المتوسط الأسي لـ20 يومًا، والذي يتمركز حاليًا عند 1.128، دعماً ديناميكياً قريباً قد يلعب دورًا محوريًا في صد أي محاولات للتصحيح السعري على المدى القصير. في حين يُمثّل المتوسطان المتحركان لـ50 و100 يوم، المتواجدان عند 1.115 و1.098 على التوالي، مستويات دعم أعمق يمكن أن تُعزز الزخم الصعودي في حال تراجع السعر نحوها.
يتحرك الزوج داخل قناة صاعدة، أعلى الحد الأوسط لخطوط بولنجر، وقد اقترب مؤخرًا من الحد العلوي للقناة عند 1.1428، مما يعكس استمرار الضغوط الشرائية، ولكنه في الوقت ذاته يشير إلى احتمالية تشبع شرائي قد يدفع إلى جني أرباح مؤقت أو تراجع محدود. من الناحية التقنية، يقترب مؤشر MACD من تقاطع إيجابي فوق خط الصفر، مما يُعزز من الزخم الصعودي. بينما يُظهر مؤشر ستوكاستك RSI قراءات مرتفعة تتجاوز 87، ما يُشير إلى وصول الزوج إلى مناطق تشبع شرائي، ويستوجب الحذر من احتمالات التراجع المؤقت قبل استئناف الاتجاه العام الصاعد.
أما فيما يخص المستويات الفنية، فيُعد مستوى 1.1280 أولى مناطق الدعم المهمة، إذ يتقاطع فيه المتوسط الأسي لـ20 يومًا مع الحد الأوسط لبولنجر، مشكلًا نقطة ارتكاز ديناميكية. ويأتي بعده مستوى 1.1150 كدعم فني ثانوي، حيث يتواجد المتوسط الأسي لـ50 يومًا ويُعد قاعًا تفاعليًا سابقًا. بينما يُعتبر مستوى 1.0980 دعمًا استراتيجيًا هامًا لكونه يمثل المتوسط الأسي لـ100 يوم.
وعلى صعيد المقاومة، يتمركز المستوى الأول عند 1.1428 وهو الحد العلوي لخطوط بولنجر وقمة محلية تم تسجيلها مؤخرًا. ويليه مستوى 1.1368، وهي مقاومة فرعية اختُبرت في وقت سابق. أما المقاومة الأهم فتقع عند 1.1500، وهو مستوى نفسي وفني بارز من المتوقع أن يستقطب اهتمام المشترين في حال اختراقه.
التوصيات والتوقعات
في ضوء المعطيات الفنية الحالية، طالما أن السعر فوق مستوى 1.1280، تبقى النظرة إيجابية لليورو/دولار، مع احتمالات استهداف مستوى 1.1428 ثم 1.1500 في حال تحقق اختراق واضح وقوي أعلى القمم الأخيرة. وتُعد التراجعات نحو مناطق 1.128 أو 1.115 فرصًا مناسبة لبناء مراكز شراء جديدة، مع وضع أوامر وقف الخسارة أسفل المستوى المحوري 1.1113. لكن في المقابل، لا بد من الحذر من إشارات التشبع الشرائي الظاهرة على مؤشرات الزخم، والتي قد تؤدي إلى تراجع مؤقت أو تحرك عرضي قبل استئناف الاتجاه العام الصاعد.
أما من الزاوية الأساسية، فإن استمرار التباين في السياسات النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي يظل عاملاً حاسمًا في توجيه دفة الزوج خلال المرحلة المقبلة. ففي حين يواصل الفيدرالي تبني موقف حذر دون تقديم التزامات صريحة بشأن توقيت خفض الفائدة، تزداد التوقعات بأن المركزي الأوروبي سيبدأ دورة التيسير النقدي اعتبارًا من يونيو.
هذا الاختلاف في الزخم السياسي قد يُضعف من جاذبية اليورو في حال جاءت وتيرة الخفض الأوروبي أسرع من نظيرتها الأميركية. وبالتالي، فإن أي مفاجآت تضخمية من جانب الولايات المتحدة أو نبرة أكثر تشددًا من مسؤولي الفيدرالي قد تعيد هيكلة توقعات السوق وتُعزز من قوة الدولار، ما يُمهّد لاحتمال حدوث تراجعات تصحيحية قبل عودة الاتجاه الصاعد. في المجمل، تبقى النظرة مائلة إلى الإيجابية، لكن ضمن إطار من الحذر المشروط بحركة البيانات الاقتصادية وتصريحات صناع القرار خلال الأيام القليلة المقبلة.
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة

الطريقة الرقمية وتطبيقاتها على الأزواج المختلفة
- الاربعاء 30 يوليو 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. محمد صلاح
مجانا عبر الانترنت

