
آراء المحللين / تحليلات الفوركس
أوبك+ تدرس رفع الإنتاج للمرة الثالثة على التوالي وسط تراجع أسعار النفط
الخميس 22 مايو 08:40ص
- أوبك+ تدرس رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو بسبب ضعف الأسعار.
- أسعار النفط تتراجع دون 64 دولار للبرميل، متأثرة بمخاوف تخمة المعروض وضعف التوقعات.
- السعودية تضغط على الأعضاء غير الملتزمين بزيادة الإنتاج لكبح التجاوزات.
وكالة الطاقة الدولية تحذر من تباطؤ في الطلب خلال النصف الثاني من العام، وجولدمان ساكس يتوقع توقف الزيادات بعد يوليو.
- أوبك+ تواصل مسارها نحو زيادة العرض رغم تراجع الأسعار
تبحث أوبك+ حاليًا إمكانية تنفيذ زيادة ثالثة متتالية في إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال شهر يوليو، وذلك في إطار التحضير لاجتماعها المقبل في الأول من يونيو. وتأتي هذه الخطوة بعد زيادتين مماثلتين تم الاتفاق عليهما مسبقًا لشهري مايو ويونيو، مما يعكس تحولًا واضحًا في نهج المنظمة بعيدًا عن دورها التقليدي في دعم الأسعار عبر تخفيضات طوعية.
منذ إعلان الزيادات السابقة، سجلت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا. ورغم مزاعم أوبك+ بأن الزيادات تهدف لتلبية الطلب المتصاعد، فإن الأسواق فشلت في امتصاص الإمدادات الإضافية.
لكن مصادر داخل المنظمة تشير إلى دوافع أوسع، من بينها فرض الانضباط على الدول الأعضاء التي تتجاوز حصصها الإنتاجية، واستعادة حصة سوقية مفقودة، إضافة إلى تخفيف الضغوط السياسية من الولايات المتحدة، حيث صعّد الرئيس دونالد ترامب من مطالباته بخفض أسعار الطاقة وتعزيز النفوذ التجاري الأمريكي.
السعودية تصعّد ضد الأعضاء غير الملتزمين
يمثل هذا التوجه تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق، إذ كانت أوبك+ تعتمد طوال السنوات الماضية على سياسة التخفيضات الطوعية لدعم الأسعار. أما الآن، تقود السعودية نهجًا جديدًا أكثر تشددًا يعتمد على استخدام سياسة الإنتاج كوسيلة لمعاقبة الأعضاء غير المنضبطين، لا سيما كازاخستان والعراق، اللتين واصلتا تجاوز الحصص بشكل متكرر.
خلال الاجتماع السابق، وجهت السعودية تحذيرًا مباشرًا بأن زيادات إضافية ستتم في حال استمرار التجاوزات. ومنذ ذلك الحين، واصلت كازاخستان التصدير بمستويات شبه قياسية، دون مؤشرات على التزام فعلي.
وقال أحد المندوبين في أوبك+ إن زيادة 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو أصبحت "السيناريو الأساسي" ضمن المناقشات الجارية، وهو ما يعني رفع إجمالي الإمدادات المضافة خلال ثلاثة أشهر إلى أكثر من 1.2 مليون برميل يوميًا — وهي خطوة ساهمت بالفعل في دفع الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ 2021.
السوق يدخل في حالة تشبع... والتوقعات تتحول إلى السلبية
تشير المؤشرات إلى حالة تشبع في السوق. فقد خفضت وكالة الطاقة الدولية (IEA) مؤخرًا توقعاتها للطلب، محذرة من تباطؤ حاد في استهلاك النفط العالمي خلال النصف الثاني من 2025. ويُعزى ذلك إلى ضعف النشاط الصناعي وتزايد الغموض الاقتصادي، لا سيما في أوروبا والصين.
في هذا السياق، تتوقع مؤسسة جولدمان ساكس أن تتوقف أوبك+ عن أي زيادات إضافية بعد يوليو، حتى في حال إقرار الزيادة المقبلة. وقد نشهد تحولًا في النبرة خلال اجتماع أوبك الافتراضي في 28 مايو، حيث سيتم مراجعة خطوط الإنتاج الأساسية للأعوام 2025 و2026.
ومن المقرر أن تجتمع الدول الثماني الأساسية في أوبك+ عبر الفيديو في الأول من يونيو لحسم خطة الإنتاج الخاصة بشهر يوليو. وسيراقب المتداولون بدقة أي مؤشرات على المسار المستقبلي للسياسة النفطية، لا سيما مع اقتراب الأسعار من حاجز نفسي مهم وهو 60 دولارًا للبرميل.
توازن هش بين الاستراتيجية الجيوسياسية ومخاطر السوق
ورغم أن المجموعة تواصل الدفاع عن قراراتها باعتبارها مدفوعة بالطلب، فإن الواقع يشير إلى أن السوق بات يتأرجح بين أهداف استراتيجية وجيوسياسية، وأزمات داخلية تتعلق بالتماسك التنظيمي، وخطر الدخول في موجة جديدة من التقلبات الناجمة عن تخمة العرض.
مع استمرار هذه التوترات، يصبح موقف أوبك+ حساسًا أكثر من أي وقت مضى، ويتطلب مناورة دقيقة بين الحفاظ على الحصة السوقية ومنع انهيار الأسعار في بيئة اقتصادية تتجه نحو الركود.
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة

الطريقة الرقمية وتطبيقاتها على الأزواج المختلفة
- الاربعاء 30 يوليو 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. محمد صلاح
مجانا عبر الانترنت

