الأسواق العالمية تحت الضغط مع تصاعد المخاطر وتباطؤ التضخم في الولايات المتحدة

• تراجع الأسواق العالمية وسط تصاعد التوترات التجارية، مع اقتراب فرض رسوم جمركية أمريكية على المكسيك وكندا في 4 مارس.
• تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، حيث انخفض مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) إلى 2.6%، متماشياً مع التوقعات.
• الفيدرالي الأمريكي يدعو إلى التريث، محذراً من المبالغة في رد الفعل تجاه تقرير تضخم واحد.

شهدت الأسواق المالية العالمية موجة بيع مكثفة في آخر أيام التداول لشهر فبراير، حيث سيطر النفور من المخاطرة على معنويات المستثمرين في ظل تصاعد التوترات التجارية. وقادت الأسهم الأمريكية التراجع، تبعتها الأسواق الأوروبية والآسيوية، وسط تصاعد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية للرسوم الجمركية الجديدة.

وجاء هذا التدهور الحاد في الثقة بعد تأكيد الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا اعتباراً من 4 مارس. لكن الأثر الأكبر كان من الرسوم الانتقامية المقررة في 2 أبريل، والتي استحوذت على اهتمام الأسواق، خاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمديد الرسوم لتشمل واردات الاتحاد الأوروبي. وأثار هذا التطور مخاوف من اندلاع حرب تجارية أوسع نطاقاً، مما زاد من القلق بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.

تراجع التضخم في الولايات المتحدة يبقي الفيدرالي متأهباً

أظهرت أحدث بيانات التضخم في الولايات المتحدة إشارات مختلطة، حيث ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 0.3% على أساس شهري في يناير، وهو نفس معدل الزيادة في ديسمبر. بينما ارتفع المؤشر الأساسي (Core PCE) إلى 0.3% من 0.2% في الشهر السابق.

وعلى أساس سنوي، تباطأ التضخم العام إلى 2.5% من 2.6%، مسجلاً أول انخفاض له منذ أربعة أشهر، في حين تراجع المؤشر الأساسي إلى 2.6% من 2.8%، متماشياً مع توقعات السوق. ورغم هذه الإشارات على التراجع التدريجي للتضخم، إلا أنه لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%، مما يعزز موقفه الحذر بشأن أي تعديلات مستقبلية على أسعار الفائدة.

نائب محافظ بنك اليابان: ارتفاع العوائد يعكس توقعات الأسواق

في اليابان، تناول نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوشيدا ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية (JGB) خلال حديثه في البرلمان، مشيراً إلى أن هذه الزيادة "تعكس نظرة السوق تجاه التوقعات الاقتصادية والتضخم، بالإضافة إلى التطورات الخارجية".

وأكد أوشيدا أن موقف البنك المركزي الياباني بشأن أسعار الفائدة قصيرة الأجل وعمليات السندات الحكومية لم يتغير، مشدداً على أن حيازات البنك الضخمة من السندات لا تزال توفر تأثيراً قوياً للتيسير النقدي في الاقتصاد. وعند سؤاله عن إمكانية حدوث مزيد من رفع الفائدة أو تقليص مشتريات السندات، أكد أوشيدا أن تحركات العوائد "تعود إلى قوى السوق في نهاية المطاف".

الفيدرالي الأمريكي: تقرير تضخم واحد لا يغير المسار

من جانبه، أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، أن تقرير تضخم واحد لا ينبغي أن يكون سبباً في تغيير السياسة النقدية في أي اتجاه.

ورغم اعترافه بأن بيانات التضخم لشهر يناير جاءت أقوى من المتوقع، حيث سجلت أسرع وتيرة ارتفاع في 18 شهراً، إلا أنه دعا إلى التحلي بالصبر. وقال هاركر: "يجب ألا ندفع إلى اتخاذ إجراء بناءً على بيانات شهر واحد فقط"، مشيراً إلى أن السياسة النقدية الحالية للفيدرالي تظل مقيدة بما يكفي للحد من التضخم دون الإضرار بالاستقرار الاقتصادي.

ورغم استمرار المخاوف بشأن التضخم، أعرب هاركر عن تفاؤله بشأن التوقعات الاقتصادية الأوسع، مؤكداً: "أرى أننا بحاجة إلى السماح للسياسة النقدية بمواصلة عملها". وتوحي تعليقاته بأن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة ما لم يظهر التضخم اتجاهاً أكثر وضوحاً نحو الانخفاض.