السندات والدولار في عهد ترامب

اعتقد البعض أن فوز ترامب بالانتخابات سوف يكون نهاية ارتفاع الدولار بل وتراجع عام لبعض الأسواق المالية وبالفعل هذا ما حدث ولكنه لبضعة دقائق فقط.. ولكن من كان له نظره أعمق في سياسات ترامب والبيانت الاقتصادية كان متمسك بشراء الدولار وكان يعرف أن تأثير هذا الخبر سيكون لحظة فقط وذلك للأسباب التالية:

أولًا سياسة ترامب المالية تهدف إلى خفض الضرائب وزيادة الانفاق أي سياسة مالية توسعية وهي تتسبب في تقديم المزيد من الدعم للنمو الاقتصادي ولكن من ناحية أخرى زيادة عجز الموازنة، وما الذي يحدث عند زيادة عجز الموازنة؟ تقبل الحكومة على الاقتراض في هيئة إصدار سندات ولهذا شهدنا ارتفاع العائد على السندات الأمريكية الآجلة لعشرة أعوام والآجلة لعامين بالقرب من أعلى مستوياتها هذا العام ونهاية العام الماضي، وعند ارتفاع العائد على السندات يرتفع الدولار الأمريكي.

رسم بياني يوضح علاقة عائدات السندات الأمريكية الآجلة لعشرة أعوام ومؤشر الدولار

ويقبل المستثمرين أيضًا على شراء السندات عندما يكون هناك حالة من العزوف عن المخاطرة والبحث عن الملاذات الآمنة ومع اتجاه الفيدرالي إلى رفع معدلات الفائدة فمن المتوقع أن يؤثر ذلك سلبًا على الأسهم، ويعد العائد على السندات الحكومية بمثابة مؤشر لتوقعات ومسار معدلات الفائدة.

ثانيًا زيادة الانفاق الحكومي يدعم النمو الاقتصادي خلال العام المقبل ولهذا من المتوقع أن يعمل ذلك في صالح استمرار الفيدرالي في رفع الفائدة وعليه ارتفاع الدولار.

ثالثًا، يتأثر سوق العملات بفوارق عائدات السندات بين الدول ولهذا كلما زاد الفارق تدفقت رؤوس الأموال إلى العائدات على الأعلى ويزداد الطلب على العملة ذات العائد الأعلى وتنخفض أمامها ذات العائد المنخفض.

من الناحية الفنية، ارتد مؤشر الدولار من خط الاتجاه الصاعد المرسوم من شهر مايو الماضي ومستوى تصحيح فيبونانتشي 61.8% وهو ما أكد على النظرة الشرائية للدولار.

كانت هذه متابعة لمؤشر الدولار بعد أن وصل إلى الهدف الموضح في نهاية أغسطس ووصوله إلى المستوى 100 ولكن هناك مخاطر لتراجع الدولار خلال الربع الأول من العام، تعرفوا عليها من خلال هذا المقال.