
رواد الأعمال .. أين أنتم من الزراعة؟
الخميس 11 أغسطس 2016 04:47صبالرغم من أهمية القطاع الزراعي على كافة المستويات ، اقتصاديا ، وصحيا ، وأمنيا ، وبيئيا ، وإجتماعيا إلا أنه مهمل من التطور الذي يستحقه ، ومتروك تقريبا للعمالة الوافدة ، حتى مزارع النخيل التي كانت عصية عليهم لفترة طويلة من الزمن أصبحت الأن تحت سيطرتهم تقريبا ، فهاهم يتجمعون بالعشرات لإستئجار المزرعة والعمل بها والإستحواذ على كامل إنتاجها .
يا رواد الأعمال القطاع الزراعي وكل المجتمع بحاجة لكم ، وأخص خريجي الكليات الزراعية في المملكة الذين نسمع بهم كأرقام في إحصائيات الخريجين ولا نرى لهم وجودا على أرض الواقع إلا ما ندر ، أين أنتم نحن بحاجتكم فعلا ؟
نحن بحاجتكم لنقل مزارعنا من الإنتاج التقليدي الذي استنزف المياه الجوفية في سنوات قليلة جدا ، وحول كثير من المناطق الزراعية لصحاري لا تمسك ماء ولا تُنبت كلأ . وبحاجتكم لتحويل مزارعنا من الإنتاج التقليدي الضار بالإنسان والأرض والبيئة والاقتصاد ، عالي التكلفة قليل الإنتاج ، إلى المزارع العضوية ذات الجودة العالية التي تحفظ صحة الإنسان وديمومة إنتاجية الأرض .
الأزمات التي نعانيها في كل موسم بسبب حلقة السيطرة من العمالة الوافدة على المنتجات الزراعية من المرزعة وحتى أصغر محل لبيع المنتجات الزراعية ، تؤكد أننا نعاني من إشكالية في الأمن الغذائي الزراعي ، ويمثل ذلك خطرا حقيقيا . فمن يعتمد في أهم مصادر غذاءه على الغير يظل أسيرا لذلك الغير محكوما بمصالحهم وثقافتهم ، وما تعنت الدول التي نتفاوض معها في إرسال عمالتها للعمل عندنا إلا لعلمهم أننا لم نعد نستطيع الإستغناء عنهم ، والأمل في شبابنا بأن يكون بأيدهم غذاءنا .
يقام هذه الأيام مهرجانان الأول للعسل في منطقة الباحة ، والثاني للتمور في القصيم ، وسيعقبهما مهرجانات أخرى للزيتون في الجوف والتمور في الأحساء والحريد في جيزان وغيرها من المهرجانات المرتبطة بقطاع الزراعة . وما يلفت النظر في تلك المهرجانات أنها قائمة على الشباب السعودي ، حتى ليخيل للزائر لها أن الشباب السعودي هو المشغل للقطاع الزراعي في المملكة ، والحقيقة أن السعوديين العاملين في القطاع الزراعي لا يشكلون سوى 15.84٪ من إجمالي العاملين في القطــاع .
مع ذلك فإن جهود الشباب السعودي في هذا القطاع تبشر بخير خصوصا القائمين على المزارع العضوية المنتشرة في بعض مناطق المملكة ، وأكثرها كثافة في الرياض والقصيم ونوعا ما الشرقية والجوف ومكة المكرمة والمدينة المنورة . ولهؤلاء المزارعين جمعية تسعى لتعزيز الإنتاج العضوي في المملكة بشقيه النباتي والحيواني ، وجهودهم المشكورة بحاجة للدعم ليس المادي والمعرفي من قبل الدولة والجامعات فقط بل من قبل المزارعين أنفسهم في التعاون مع الجمعية للتحول العضوي .
أعتقد أن المشاكل التي تقف أما الجمعية لنشر الإنتاج العضوي في المملكة تتمثل في أمرين ، الأول سيطرة العمالة الوافدة على معظم المزارع في المملكة ، وهم لا يرغبون في التحول للإنتاج العضوي ، لكلفته العالية خصوصا في البداية ، ولتعطل الإنتاج وبطئه في بدايات التحول . السبب الثاني عدم اهتمام كثير من المستهلكين بالمنتج العضوي غالي الثمن وتفضيل شراء المنتجات غير العضوية رخيصة الثمن ، لكن هذا الأمر بدأ يتلاشى في السنوات الأخيرة مع تزايد وعي الناس بإهمية المنتجات العضوية لصحة الإنسان .
مجال الإنتاج الزراعي وتحديدا الإنتاج العضوي مجال خصب والإستثمار فيه مربح ، والعمل على تطويره بأفكار جديدة نابعة من بيئة الوطن وأحتياجاته يستحق أن يبادر الشباب من خريجي الكليات الزراعية إلى الدخول في ذلك المجال الحيوي بمشاريع ذات أفكار إبداعية ، وأن يحرروا غذاءنا من يدي العمالة التي لا يهم معظمها سوى جمع المال مهما كانت نتائج ما يفعله سيئة على الناس والبيئة . بدءا من الإفراط في استخدام المواد الكيميائية لضمان أكبر إنتاج ممكن وبإسرع وقت ، ما أدى إلى إنتشار المواد المسرطنة في المنتجات الزراعية . والإسراف في استنزاف المياه بزراعة تقليدية جففت الآبار الجوفية في معظم مناطق المملكة وحولت تلك الآبار إلى حفر للموت تصطاد مرتادي المزارع المهجورة .
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة

مجانا عبر الانترنت

أقوى استراتيجية تداول لصاحبها المليونير الصغير
- الثلاثاء 17 أكتوبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. محمد صلاح
مجانا عبر الانترنت

استراتيجية Intermarket divergence
- الخميس 19 أكتوبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. ملاك الحسيني
مجانا عبر الانترنت