profile photo

يحتاج كل متداول ومستثمر إلى طريقة معينة يسير بها داخل أروقة أسواق المال، لتكون هذه الطريقة قاربا آمنا يحمله داخل أسواق لا تعرف طبيعتها الهدوء والركود إلا في أوقات قصيرة، بينما تتسم طبيعتها الأكثر أغلبية بأمواج متقلبة لا تعرف الاستقرار، فهي تعيش التذبذب وتعده سمة من سماتها التي لا تنفك عنها. وهناك طريقتان هما الأشهر استخداما في أسواق المال، وكل واحدة منهما تدرس وتستخدم منذ أكثر من 100 عام على الأقل في الدول التي أنشأت هذه الأسواق، ولكل طريقة جمهورها ومن يدافع عنها بشراسة.

الطريقة الأولى هي المتاجرة والاستثمار باستخدام التحليل المالي، الذي يعتمد في المقام الأول على القوائم المالية، وما تصدره الشركات من إعلانات وأرباح وخسائر، وكل ما يتعلق بهذا الجانب، وفي ضوء ذلك يختار المستثمر شركته بعناية بعد فرز القوائم المالية، وقوة الشركة ومتانتها، وقناعته بالأرباح الموزعة أو النمو المتوقع... إلخ.

الطريقة الثانية هي المتاجرة والاستثمار باستخدام التحليل الفني، الذي يعتمد على الرسوم البيانية، وحركة الأسعار، وأحجام التداول، والنماذج الفنية، وكل ما هو داخل الرسم البياني - التشارت - فقط، ولا يلقي بالا للأخبار والإعلانات وغيرها، وبناء عليه يحدد توجه الأسعار مستقبلا صعودا وهبوطا.

مع الأسف، أن الخلاف يدور بين أصحاب الطريقتين ولا يزال مستمرا، حيث يرى كل منهما أن اختياره لطريقة منهما يستلزم منه مخالفة الطريقة الأخرى والتقليل من شأنها، بل محاولة تحجيم أهميتها وتأكيد عدم نفعها.

لذلك دعونا نتجاوز الخلاف بين أصحاب كل طريقة - التحليل المالي أم الفني - ونركز على أي طريقة منهما يحتاج إليها المتداول، فهو في المقام الأول المعني بالأمر، وهو من سيختار نوع القارب الذي سيبحر به داخل أمواج السوق.

فالمستثمر الذي يهتم بالتوزيعات النقدية وما تصرفه الشركات من أرباح أو نمو متوقع لها مستقبلا بحاجة إلى تعلم الطريقة الأولى - التحليل المالي -، أما إذا كان يهتم بتحقيق أرباح من الفروق السعرية بين الشراء والبيع، فالطريقة الثانية هي كل ما يحتاج إليه - التحليل الفني -، ومن يقرأ عن كل طريقة بإنصاف وعقلانية يرى أن كلتا الطريقتين مكملتان لبعضهما لتحقيق نسبة استفادة أكبر من تحركات أسواق المال، فمن الممكن الجمع بين الطريقتين، حيث إن التحليل المالي يساعدك على اختيار الشركات المناسبة والقوية ماليا، بينما يساعدك التحليل الفني على اختيار السعر المناسب للدخول أو الخروج منها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ليتضح دور كل طريقة، فالأزمة الروسية التي فجرت أسعار الطاقة لمستويات تاريخية يرى المحلل المالي أنها ستنعكس على الأسعار بارتفاعات غير مسبوقة، بينما المحلل الفني يرى ذلك من خلال الرسم البياني للأسعار، ويمكنه من تحديد الأهداف ارتفاعا وهبوطا بعيدا عن الأسباب من خلال حركة السعر. فكل نوع له طريقته في قراءة الأسعار، وتحديد توجهها مستقبلا.

ومن المناسب للمستثمر قبل الدخول في أسواق المال التعرف على كل طريقة ودراستها، وبالتالي تحديد ما يناسبه ويحقق متطلباته وأهدافه منها، ومتى استطاع الجمع بينهما فسيحقق نتائج أفضل - بإذن الله -، والجدير بالذكر أن هناك عدة جهات مختصة، بل مؤلفات كثيرة تشرح كل طريقة.

والتركيز بالاستفادة من كل الطرق للكسب في أسواق المال هو الأولى والأكثر أهمية للمتداول، وليس أي نوع هو الأفضل، فالإجابة تختلف حسب احتياج كل مستثمر عن غيره.

نقلا عن صحيفة الاقتصادية

الندوات و الدورات القادمة

أ. وائل مكارم
أ. وائل مكارم

أساسيات واستراتيجيات تداول الذهب XAUUSD

  • الاثنين 15 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

استراتيجية القناص ونظام مضاعفة رأس المال

  • الخميس 18 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تعلم التحليل الأساسي وتأثيره على العملات

  • الاثنين 22 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image