الفيدرالي الأمريكي على موعد مع اجتماع جديد هو الأهم في غضون عامين!

تترقب الأسواق غدا الأربعاء في تمام الساعة 6 مساء بتوقيت جرينتش صدور قررات الفيدرالي الأمريكي حول السياسة النقدية. ومن المقرر أن يعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، للتعليق على بيان الفائدة وقرارات البنك، ومن المتوقع أن يكون لقرارات الغد وتصريحات باول تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي وبعض السلع وأيضا سوق الأسهم الأمريكية.

وخلال الفترة الماضية، صدرت العديد من تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي والتي تعطي توضيحا استرشاديا حيال هذه القرارات المنتظرة وبخاصة ما يتعلق باحتمالية خفض شراء السندات الأمريكية والإعلان عن تاريخ محدد لهذا الإجراء والوتيرة الشهرية التي سيتم بها خفض شراء السندات من الوتيرة الحالية والتي تقدر بحوالي 120 مليار دولار شهريا.

وعلى سبيل المثال، كانت تصريحات محافظ البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي، جيروم باول، والتي أكد فيها على أن البنك ماضي فى خطة خفض شراء الأصول تدريجيا لتنتهى فى منتصف 2022، مشيرا إلى أن التضخم أعلى من المستهدف بكثير، وأن ذلك ليس موقفا يحتمل النهج الصبور للفيدرالي الأمريكي، وبالتالي سيكون هناك توجه لرفع الفائدة حال كان هناك مخاطر جدية ترفع توقعات التضخم خلال الفترة المقبلة، هذه التصريحات من قبل رئيس الفيدرالي الأمريكي هي الأبرز والأوضح بهذا الشأن وبخاصة ما يتعلق بإعلان موعد خفض شراء السندات.

ويمكن القول بأنه من المرجح بقوة إعلان الفيدرالي الأمريكي موعد بدء خفض وتيرة شراء السندات وتحديد الوتيرة التي سيتم بها خفض شراء السندات حتى نهايتها بمنتصف العام المقبل، وهذا بدوره سينعكس إيجابيا على تحركات الدولار ويدفع مؤشر الدولار نحو مستويات جديدة وقد نشاهد مؤشر الدولار أعلى مستويات 95 نقطة مجددا، بسبب تفاؤل المستثمرين حيال اقتراب موعد رفع الفائدة الأمريكية وتشديد السياسة النقدية.

وعلى عكس الدولار الأمريكي، فإن أسعار الذهب والأسهم الأمريكي يكونان في موقف مغاير بسبب العلاقة بين الطرفين، لأن من شأن قوة الدولار الأمريكي هروب المستثمرين من الذهب والأسهم والهرولة إلى شراء الدولار، وبالتالي قد نشاهد انهيارا لأسعار الذهب بعد صدور القرارات، وربما يمتد هذا التأثير أيضا، لسوق الأسهم الأمريكية ولكنه سيكون بدرجة أقل من التأثير على أسعار الذهب.

وأخيرا، فإن التأكيد على أهمية قرار الفيدرالي الأمريكي غدا ليس محل شك أو نقاش، بل يكاد القول بأنه الاجتماع الأهم للفيدرالي الأمريكي منذ عامين وتحديدا منذ أزمة فيروس كورونا، لأن هذا الاجتماع سيكون فاصلا ما بين نهاية عصر التيسير النقدي وبداية عصر التشديد النقدي قريبا، وهو ما سنشاهده غدا الأربعاء!....