ماذا بعد رفض نائب الرئيس الأمريكي تفعيل المادة 25 من الدستور؟

وافق مجلس النواب الأمريكي على عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه من خلال دعوة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على تفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي والتي تنص على عدم قدرة الرئيس الأمريكي على استكمال مهام منصبه.

ولقد جاء تصويت مجلس النواب الأمريكي بالإيجاب على تفعيل المادة بإجمالي 223 صوت من أعضاء المجلس، وذلك بعد اتهام الكونجرس لترامب بأنه حرض المتظاهرين الأمريكيين على اقتحام مبنى الكابيتول خلال أحداث العنف المؤسفة التي شهدتها واشنطن يوم 6 يناير الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، سارع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في إرسال خطاب لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي يرفض فيها القيام بمثل هذه الإجراءات، مشيرا إلى أنه لا يتفق معها ولا يراها في مصلحة البلاد، مضيفا بأنه لا يعتقد بأن مثل هذا الإجراء يصب في مصلحة أمتنا أو يتفق مع دستورنا.

وهذا يثير تساؤلات حول مصير الرئيس الأمريكي المتوقع خلال الفترة المتبقية من الحكم؟

وتشير التحليلات إلى أنه بعد رفض نائب الرئيس الأمريكي تفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي، فإنه من المتوقع أن يتجه مجلس النواب الأمريكي مجددا إلى التصويت على مشروع قانون للبدء في إجراءات اتهام ترامب رسميا والتصويت على عزله من منصبه، وذلك مثلما حدث في ديسمبر 2019، وفي حال حدوث ذلك سيصبح ترامب هو الرئيس الأول في تاريخ أمريكا الذي يخضع لإجراءات العزل مرتين.

وتجدر الإشارة إلى أنه في ديسمبر 2019، وافق مجلس النواب الأمريكي على مواد إقالة ترامب من منصبه بعد اتهامه بإساءة استخدام السلطة وعرقلة أداء الكونجرس الأمريكي، ثم بعد ذلك تمت محاكمة الرئيس ترامب والتصويت على عزله في جلسة لمجلس الشيوخ الأمريكية ولكنها انتهت بعدم الموافقة على العزل بسبب الأغلبية الجمهورية داخل مجلس الشيوخ الأمريكي في ذلك الحين.

والجدير بالذكر أن 3 رؤساء أمريكيين واجهوا شبح العزل من مناصبهم قبل الرئيس ترامب، وهم الرئيس بيل كلينتون في عام 1998 بعد اتهامه بالحنث باليمين وتعطيل العدالة فيما يخص علاقته بالمتدربة مونيكا لوينسكي، إلا إن التصويت كان في صالحة فلم يتم عزله.  ثم إجراءات عزل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في عام 1974 فيما يعرف عالميا بفضيحة ووترجيت، والتي لم تكتمل نتيجة استباق الرئيس للتصويت والاستقاله من منصبه.

وأخيرا، كان الرئيس الأمريكي أندرو جونسون هو الذي تمت معها إجراءات العزل للمرة الثالثة، حيث نجا من إجراءات العزل بصعوبة كبيرة حين صوت أعضاء مجلس الشيوخ لصالح عزله، ولكن بأغلبية أقل من أغلبية ثلثي الأعضاء، حيث وافق نحو 66 عضوا على عزله، بينما رفض حوالي 34 عضوا لإجراءات العزل، وكانوا في حاجة إلى صوت واحد فقط ليتم عزله من منصبه، وهذا لم يحدث في ذلك الحين.