تسعير استثنائي منخفض التكلفة تحصل عليه (المراعي) أحدى أهم دعائم الأمن الغذائي بالخليج

قبل أن يتم اصدار الشركة (الذي تم اغلاقه الاربعاء الماضي) والذي وصلت قيمته الى 500 مليون دولار، كان الجميع ينظرون لاصدار شركة المراعي أنه سيكون بمثابة "اختبار قياس" مدى شهية المستثمرين نحو أدوات الدين الصادرة من الشركات السعودية. 

 في البداية لا أتذكر أنني شاهدت شركة خليجية ..وصلت فيه "أحجام طلبات الاكتتاب" بالصكوك اكثر من 10 مرات المبلغ المطلوب جمعه (الطلبات لامست 5.3 مليار دولار).

-- فالمراعي تعتبر من "أفضل الشركات اداره" وخير من يمثل المملكة على الساحة العالمية ( نظرا لتوسعاتها الاقليمية).

  لو ننظر لتصنيف الشركة الائتماني، سنجد أنها حاصلة على "أدنى درجة" من "درجات التصنيف الاستثماري" وهو (BBB-).

 طبعا الملاحظ أن "الطلب المضاعف" على السندات الاسلامية قد "ساهم" في التأثير الايجابي على "حجم الطلبات".

 وذلك بخلاف المميزات التي حملها الاصدار مثل درجة التصنيف النادرة  وكون الشركة تشكل أحد أعمدة "الأمن الغذائي" بالمنطقة

 وكذلك لكون القطاع الذي تعمل به الشركة (وهو منتجات الألبان) يعتبر جديدعلى أسواق الدين الاسلامية.

 وهناك العديد من المستثمرين الذين يرغبون بتقليل انكشافهم على الشركات العقاريةوالمالية والتوجه نحو القطاعات الدفاعية.

  التسعير

 للأمانة  كان هناك صعوبة في تحديد النطاق التسعيري نظرا لعدم وجود شركات خليجية بنفس درجة التصنيف الائتماني أو حتى في نفس القطاع.

 كانت التوقعات الأولية تكاد تجمع أن الهامش الائتماني سيكون  ما بين 250 الى 230 نقطة أساس فوق مؤشر القياس.

 ولكن ما جاء بعد ذلك كان مفاجأ لجميع المراقبين  وذلك بعد أن جاء التسعير النهائي بانخفاض 50 نقطة أساس عن ما كان يتوقعه المستثمرون

 حيث ابتدأ السعر الاسترشادي من 225 نقطة أساس وانتهى الى 180 نقطة أساس فوق "متوسط عقود المبادلة".

أي أن الشركة قلصت السعر الاسترشادي بمقدار 45 نقطة أساس.

  وهذا مثال رائع (قلما أراه من الشركات الخليجية) على جرءة التسعير واستغلال ظروف السوق من قبل المسؤولين بالشركة.

 العائد على الصكوك الدولارية الخمسية يبلغ 4.31% مقارنة مع عائد الصكوك "السبعية" المقومة بالريال والذي يصل "وفقا للمستويات الحالية" الى 4.21%.