profile photo

هذا الاجتماع سيكون واحدًا من أكثر الاجتماعات تأثيرًا في الأسواق المالية، ليس فقط لأنه اجتماع ربع سنوي يتضمن قرارات وتوقعات اقتصادية، ولكن لأنه يأتي في فترة حساسة تمر بها الأسواق وسط ترقب عالمي لمصير السياسة النقدية الأمريكية العالم كله يراقب كيف سيتعامل الفيدرالي مع الضغوط التضخمية، بيانات التوظيف والتباطؤ الاقتصادي المحتمل القرار هذه المرة قد لا يكون متعلقًا فقط بسعر الفائدة، بل بما سيقوله الفيدرالي عن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وهنا تكمن أهمية الحدث وتأثيره العميق على الدولار، الذهب، الأسهم، وحتى العملات الرقمية.

في التاسع عشر من مارس تتجه أنظار الأسواق العالمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فالمتداولون والمستثمرون ينتظرون بفارغ الصبر القرارات والتوقعات التي ستصدر عن الفيدرالي  والتي ستحدد ملامح المرحلة القادمة في السياسة النقدية الأمريكية.

اجتماع الفيدرالي الربع سنوي ليس مجرد اجتماع عادي لتحديد سعر الفائدة  بل هو محطة أساسية يتم خلالها مراجعة وتحديث التوقعات الاقتصادية، بما يشمل معدلات التضخم، البطالة، والنمو الاقتصادي كما يتضمن هذا الاجتماع إصدار البيان الرسمي للفيدرالي، الذي يوضح توجهاته ورؤيته للأسواق، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول، حيث يجيب على أسئلة الصحفيين ويوضح نوايا البنك المركزي للفترة المقبلة.

قرار الفائدة: الثبات أم المفاجأة

التوقعات الحالية تشير إلى أن الفيدرالي سوف يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا ولكن ما يهمنا هنا ليس فقط القرار نفسه  بل لغة البيان المرافق له وما سيقوله الفيدرالي عن المستقبل إذا جاء البيان بلهجة متشددة تُشير إلى بقاء السياسة النقدية المتشددة لفترة أطول فقد يكون هذا داعمًا للدولار الأمريكي وسلبيًا للأصول الأخرى مثل الذهب.

أما إذا أظهر الفيدرالي مرونة أكبر نحو خفض الفائدة في المستقبل، فسيكون هذا إشارة سلبية للدولار وإيجابية للذهب والأسهم. وهنا يكمن العامل الحاسم الذي سيحدد رد فعل الأسواق فور صدور البيان.

البيان الرسمي: التركيز على قطاع التوظيف

من المتوقع أن يحتوي بيان الفيدرالي على عبارة لافتة:

"هنالك تراجع في قطاع التوظيف، ولكن لا يزال قوياً."

إذا جاءت هذه العبارة ضمن البيان، فهذا يعني أن الفيدرالي يرى أن سوق العمل لا يزال متماسكًا، وهو ما قد يكون إيجابيًا للدولار. أما إذا أشار البيان إلى احتمال استمرار التراجع في قطاع التوظيف، فقد يُفهم ذلك على أنه إشارة سلبية تُبرر تخفيف السياسة النقدية مستقبلاً، مما سيضغط على الدولار الأمريكي.

وفي حال فاجأ الفيدرالي الأسواق بقرار خفض الفائدة، فإن السبب الرئيسي سيكون استمرار ضعف بيانات التوظيف، وهو ما سيشكل ضغطًا هائلًا على الدولار، ويدفع بالمستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.

التوقعات الاقتصادية: إشارات نحو الركود التضخمي

من المتوقع ان تُشير التوقعات إلى أن الفيدرالي قد يُخفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي مع رفع توقعاته لمعدل البطالة والتضخم. هذه المعادلة تضع الأسواق في موقف معقد إذ أن الجمع بين تباطؤ النمو وارتفاع التضخم قد يثير المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود تضخمي وهو سيناريو سلبي جدًا للاقتصاد ولكنه في الوقت نفسه داعم لأسعار الذهب.

سيناريوهات التوقعات الاقتصادية لخفض الفائدة وتأثيرها على الأسواق

ما سيحدد الاتجاه المستقبلي للأسواق هو عدد مرات خفض الفائدة المتوقع خلال هذا العام و السيناريوهات المحتملة هي:

1- خفض فائدة واحد : سيكون تأثيره إيجابيًا على الدولار، لكنه قد لا يكون كافيًا لدفع الذهب للهبوط بقوة.

2- خفض الفائدة مرتين: وهو السيناريو المتوقع، وسيكون محايدًا نسبيًا للأسواق إذ ستنتظر الأسواق توضيحات أكثر من الفيدرالي بشأن سوق العمل في المؤتمر الصحفي.

3- خفض الفائدة ثلاث مرات: سيكون هذا سلبيًا جدًا للدولار، وسيؤدي إلى ارتفاعات قوية في أسعار الذهب، بينما ستستفيد أسواق الأسهم من التيسير النقدي.

المؤتمر الصحفي: تأثير سياسات ترامب على قرارات الفيدرالي

في المؤتمر الصحفي المرتقب سيكون التركيز منصبًا على مدى تأثر الفيدرالي بسياسات دونالد ترامب وما إذا كان الفيدرالي سيتخذ قراراته بناءً على أي ضغوط سياسية كما أن تصريحات جيروم باول حول التوقعات الاقتصادية وخاصة حول بيانات سوق العمل  ستكون العامل الحاسم في تحديد اتجاه الأسواق.

إذا أكد باول أن السياسة النقدية المستقبلية ستعتمد على البيانات الاقتصادية  فهذا يعني أن كل تقرير اقتصادي مهم قادم سيكون له تأثير مباشر على توقعات الفائدة  أما إذا ألمح إلى وجود نية واضحة لتخفيض الفائدة فقد نشهد تحركات قوية في السوق مباشرة بعد انتهاء المؤتمر.

هذا الاجتماع ليس مجرد قرار للفائدة، بل هو خريطة طريق للأسواق المالية خلال الأشهر القادمة. المستثمرون والمتداولون سيترقبون كل كلمة تصدر عن الفيدرالي، وكل مؤشر قد يُلمح إلى مستقبل السياسة النقدية.

إذا كنت مستثمرًا في الذهب، فترقب إشارات الضعف في الدولار، وإذا كنت مهتمًا بالدولار الأمريكي، فراقب نبرة الفيدرالي وبيانات التوظيف. أما إذا كنت من متداولي الأسهم، فراقب مدى ميل الفيدرالي نحو التيسير النقدي لأنه سيكون المحرك الرئيسي للسوق في الفترة القادمة.

الندوات و الدورات القادمة

أ. وائل مكارم
أ. وائل مكارم

خريطة التداول الاستراتيجية

  • الخميس 08 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تعلم التحليل الأساسي وأهمية متابعة الأخبار

  • الاثنين 12 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

م. وليد أبو الدهب
م. وليد أبو الدهب

ورشة عمل الفوليوم بروفايل والفيبوناتشي

  • الاربعاء 14 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image