ماذا ستفعل أوبك+ للتصدي لمخاطر متحور أوميكرون

ارتفعت أسعار النفظ  اليوم بعد تراجعات حادة سيطرة على التداولات يوم الجمعة  وذلك بفعل تكهنات بأن تجتمع أوبك+ وتتوقف عن زيادة إنتاج النفط في ظل انتشار متحورأوميكرون من فيروس كورونا، لكن الأجواء لا تزال حذرة في ظل عدم معرفة شيء يذكر عن المتحور الجديد.

وقفزت الأسعار أكثر من أربعة في المئة معوضة بعض الخسائربعد أن  هوت أسعار عقود النفط الأمريكي الخفيف على مدى شهر نوفمبر أكثر من 14%، وهبظت عقود برنت أكثر من 9 في المئة  ويراقب العالم الآن انتشار سلالة أوميكرون المتحوّرة من فيروس كورونا

 بمقارنة بدايات متحوّر أوميكون بمتحوّر دلتا الذي ضرب سابقاً في الهند وانتشر عالميّاً، نلاحظ بأن شهر مايو الماضي 2020 كان ذروة الانتشار لمتحوّر دلتا، فيما لاحظنا انتشاراً عالمياً واسعاً خلال الربع الثاني وبداية الثالث من هذه السنة. هبطت أسعار النفط بشكل ملموس خلال الفترة بين يوليو 2021 وأغسطس، لكن عندما ارتأى المتداولون في أسواق الطاقة بأن الإغلاقات التي تسبب فيها متحوّر دلتا ليست بالسوء المتوقع زمنياً ومكانياً، عاودت أسعار النفط ارتفاعا لتصل أسعار النفط الأمريكي الخفيف هذه السنة مستويات حول 85 دولار قبل أن تعاود انزلاقها من جديد.

بدأ انخفاض أسعار النفط وسط تعديل توقعات نمو الطلب العالمي على الخام لهذه السنة بالسلب، ثم تبع ذلك مطالبة الولايات المتحدّة كبرى الدول المستهلكة استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية، لكن الأسبوع الماضي، هبطت أسعار النفط بشكل حاد، وتحديداً يوم الجمعة عندما وصفت منظّمة الصحّة العالمية بأن متحوّر أوميكرون "مثير للقلق".

بتطبيق ما حصل خلال انتشار متحوّر دلتا حتى أصبح السلالة السائدة في عدّة دول في العالم، نستطيع أن نشتق بأن التوقعات المستقبلية بالنسبة لأسعار الخامات النفطية سيرتبط بمدى استجابة الدول لانتشار السلالة الجديدة أوميكرون، وهل ستحصل إغلاقات واسعة وكبيرة جغرافياً أو زمنياً.

فعلياً، فرضت عدّة دول إجراءات لاحتواء انتشار المتحوّر، مثل ألمانيا واليابان والنمسا وغيرها، وتم وضع قيود على السفر من دول جنوب أفريقيا لعدّة دول، وهذا ما يضر بأسعار الخام حالياً، ومن المحتمل فعلياً أن نشهد معاودة الضغط الهابط على المدى القصير، خصوصاً مع ترافق ذلك مع توقعات أن تعاود الولايات المتحدّة المطالبة بخفض أسعار الخام في حال عاودت الارتفاع من جديد.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي "ألكساندر نوفاك" بأن روسيا لا ترى أن هنالك ضرورة لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن أسواق الطاقة، فيما تم إرجاء اجتماعات فنيّة هذا الأسبوع ليصبح يوم الأربعاء بدل يوم الإثنين، في محاولة لتقييم تأثير سلالة كورونا المتحوّرة على الطلب ومدى الانتشار.

بشكل عام، التأثير المحتمل سيكون على المدى القصير، ومن المحتمل لأوبك وحلفاءها أن لا يقوموا بأي تعديل في الخطط السابقة لرفع الإنتاج، إلا في حال ثبوت أن هنالك حاجة لذلك بسبب اغلاقات واسعة. لكن هناك بعض التكهنات بتجميد رفع الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا

 وبحسب قسم الدراسات في مجموعة  إيكويتي التأثير المحتمل هو على المدى القصير، لكن على المدى الأبعد، وفي حال عدم حصول إغلاقات واسعة جغرافياً وزمنياً، من المحتمل للأسعار أن تعاود ارتفاعها، خصوصاً مع توقعات أن يفوق الطلب العالمي كمتوسط يومي عام 2022 ما كان عليه الطلب قبل جائحة كورنا عام 2019.

لا يجب أن ننسى أيضاً بان المؤثر الرئيسي في أسعار الخام هو أزمة الطاقة المرتبطة بالغاز والفحم، فهنالك العديد من المؤثرات التي قد تغيّر مستقبل أسعار النفط، وكلها يجب متابعتها خلال الفترة المقبلة لتحديد التوجهات المستقبلية للأسعار.

من المقرر أن تستأنف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في فيينا يوم الاثنين، إذ أثار ما حققته إيران من تقدم نووي الشكوك حول إمكانية تحقيق انفراجة لإعادة طهران والولايات المتحدة إلى الامتثال الكامل للاتفاق.