profile photo

تجري على الساحة العالمية حاليا حربا شرسة حيال النفط الخام تقود هذه الحرب الولايات المتحدة وكبار مستهلكي النفط الخام بالعالم، ضد منتجي أو مصدري النفط داخل تحالف أوبك+ في محاولة من جانب الطرفين لتحقيق أهدافهم والانتصار بهذه الحرب الشرسة والتي قد تنتهي بكسر عظام أحد الطرفين.

فالولايات المتحدة ترى بأن ارتفاع أسعار النفط الخام حاليا يضر المستهلك الأمريكي بقوة وهو ما يؤثر على النمو الاقتصادي الأمريكي بشكل سلبي، وتقود تحالفا بقيادتها ومعها الدول الكبرى المستهلكة للنفط الخام مثل الهند واليابان وبريطانيا وغيرهم من الدول، نحو الضغط على الدول المنتجة للنفط لزيادة مستويات الإنتاج بما يعمل على تهدئة الأسعار حاليا.

واليوم وفي ضوء هذه الحرب الشرسة، أعلن البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي قرر الإفراج عن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية بما يقدر بحوالي 50 مليون برميل في غضون 3 شهور، للمساهمة في تهدئة أسعار النفط الخام وبخاصة وأن أسعار النفط مرتفعة وتؤثر على النمو الاقتصادي، وأن هذه الخطوة من قبل الرئيس الأمريكي باقتراض وبيع احتياطي النفط الخام الاستراتيجي للبلاد، تجري بالتنسيق مع تحركات للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي من جانب الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا خلال الفترة المقبلة.

وعلى الجانب الاَخر، فإن الدول المصدرة أو المنتجة للنفط الخام بمنظمة أوبك، وبعض الدول من خارج المنظمة مثل روسيا، والمجتمعين في تحالف أوبك+ لا يزال يصرون على ضخ النفط بشكل تدريجي إلى الأسواق في ظل ضعف التعافي الاقتصادي العالمي من تداعيات فيروس كورونا المستجد حتى لا يحدث انهيار بالأسعار مثلما حدث بداية أزمة كورونا المستجد حين انهارت الأسعار بسبب الحرب بين منتجي النفط الخام حينذاك، وبالتالي، فللحفاظ على استقرار الأسواق فإن منتجي النفط سيلتزمون بمستويات الإنتاج المتفق عليها تدريجيا حتى لا يحدث وفرة بمعروض النفط بالأسواق وتنهار مستويات الأسعار الحالية للنفط الخام.

وبين هاتين الرؤيتين المتضادتين، فإن الأسواق تشهد حالة من الحرب الضروس والتي قد تنتهي بتكسير العظام بين أحد الطرفين، فإذا نجحت الولايات المتحدة في تحقيق هدفها فقد نشاهد هبوطا قويا وملحوظا لأسعار النفط الخام خلال الفترة المقبلة، بينما على الجانب الاَخر، فإذا استمر تحالف أوبك+ في الالتزام بما هو مقرر من قبل، والالتزام بضخ النفط تدريجيا للأسواق، فقد نرى استمرار لصعود أسعار النفط وبخاصة مع استمرار التعافي الاقتصادي العالمي من تداعيات فيروس كورونا، وبالتالي، نتيجة هذه الحرب الشرسة من الصعب توقعها بالوقت الراهن، غير أنه في كلا الحالات، وبين هاتين الرؤيتين المتضادتين، فإنه يجب التوصل إلى رؤية متوازنة حتى لا يحدث سيناريو انهيار أسعار النفط، أو السيناريو الاَخر بارتفاع أسعار النفط الخام بقوة، حتى لا يحدث ضررا كبيرا سواء للمنتجين أو المستهلكين، ولكن هذا السيناريو يظل بعيدا مع الحرب التي تشهدها أسواق النفط حاليا!.

الندوات و الدورات القادمة

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

أفضل المؤشرات الفنية فى التداول

  • الاثنين 29 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تداول العملات باستخدام الدايفرجنس وأنواعه مع استراتيجية قوية

  • الاربعاء 15 مايو 10:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

م. وليد أبو الدهب
م. وليد أبو الدهب

المتاجرة في سوق العملات

  • الاثنين 03 يونيو 06:00 م
  • 3 يوم
large image