كيف سيتحرك الدولار الأمريكي بالفترة المقبلة؟

بعدما كان قد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي أعلى مستوى 94 نقطة خلال الفترة الأخيرة الماضية، بدأ المؤشر في الانخفاض دون هذه المستويات المرتفعة بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية والتي تجاوزت توقعات الأسواق، وهو ما أضعف جاذبية حيازة الدولار الأمريكي كعملة استثمارية تزامنا مع الفائدة الأمريكية المنخفضة، وفيما يلي أهم المؤثرات على الدولار خلال الفترة المقبلة:

قرارات الفيدرالي الأمريكي هي المحرك الأبرز للأسواق

تترقب أسواق العملات صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي في مستهل الشهر المقبل والتي سيكون لها تأثير قوي بتحركات الدولار ، وبخاصة وأنها قد تتضمن الإعلان عن موعد بدء خفض شراء السندات الأمريكية، والتي قد تنتهي بمنتصف العام المقبل، وقد يكون لذلك تأثير إيجابي على الدولار لأنها قد تعزز التفاؤل بالأسواق حيال عودة السياسة النقدية التشديدية بأسرع من المتوقع في ظل التعافي الاقتصادي الأمريكي القوي من تداعيات الفيروس التاجي الخطير.

بيانات التضخم وسوق العمل وتأثيرها على الدولار

بالإضافة إلى قرارات الفيدرالي الأمريكي، فإن الأسواق دائما ما تتابع باهتمام كبير بيانات سوق العمل والتضخم الأمريكية، فلم يعد الاقتصاد الأمريكي يضيف وظائف بشكل قوي خلال الشهرين الماضين، بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل التضخم ارتفع بقوة وبأعلى من المتوقع في الفترة الماضية، وبالتالي فم تباطؤ معدلات التوظيف، وارتفاع التضخم، فإن الدولار الأمريكي كان الأكثر تضررا بالفترة القليلة الماضية، ومن ثم، فسوف تراقب الأسواق باهتمام شديد صدور مثل هذه البيانات بالفترة المقبلة للاستدلال على تحركات الدولار مستقبلا.

تطورات فيروس كورونا والمتحورات الجديدة

لا تزال تطورات فيروس كورونا واكتشاف متحورات جديدة تؤثر بقوة على سوق العملات وتحركات الدولار الأمريكي وبخاصة بعدما ارتفعت وتيرة الإصابات ببعض الدول الكبرى مؤخرا وبخاصة بريطانيا وروسيا في ظل المتحور الفرعي الجديد من متحور دلتا، وهو ما قد يضعف شهية المخاطرة بالأسواق، وقد ينعكس ذلك على أداء الدولار سلبيا أو إيجابيا على حسب تطورات هذا المتحور الجديد ومدى انتشاره عالميا وداخل الولايات المتحدة، وبخاصة وأن متحور دلتا ساهم في إبطاء تعافي الاقتصادي الأمريكي مؤخرا، وقد يكون لهذا المتحور الفرعي الجديد تأثير سلبي أيضا.

ماذا ينتظر من مؤشر الدولار الأمريكي قريبا؟

تصب أغلب التوقعات في أن الدولار الأمريكي سيتجه إلى الارتفاع بدعم من قرارات الفيدرالي المرتقبة حيال خفض شراء وتيرة السندات وبخاصة مع تصريحات أعضاء الفيدرالي التي تؤكد هذا الاحتمال، وهو سيناريو مرجح بنحو كبير وقد يعزز صعود مؤشر الدولار الأمريكي أعلى مستوى 94 نقطة مجددا، وربما أعلى من ذلك ونحو مستوى 95 نقطة، ولكن رغم ذلك، فإن المخاوف حيال تباطؤ التوظيف، والتضخم المرتفع وتطورات فيروس كورونا، قد يكون لها تأثير سلبي ملحوظ على تحركات الدولار الأمريكي بين الحين والاَخر، أو تحديدا بالتزامن مع صدور هذه البيانات الاقتصادية.