أزمة الطاقة الأوروبية، الأسباب والعوامل والحلول المقترحة!

تتعرض أسواق الغاز في أوروبا حاليا لضغوطات كبيرة في ظل تراجع المخزونات وارتفاع الطلب، بما أدى لقفزة في أسعار الغاز بشكل واضح خلال الاَونة الأخيرة، حيث استطاعت أسعار الغاز الطبيعي تسجيل مستويات تاريخية غير مسبوقة لتتجاوز مستوى 1937 دولارا لكل ألف متر مكعب، وهو ما أثار المخاوف الأوروبية حيال اندلاع أزمة طاقة كبيرة بأوروبا.

وبشكل كبير، فإن ارتفاع أسعار النفط الخام مؤخرا في ظل قيود المعروض من قبل تحالف أوبك+ على صادرات النفط للحفاظ على توازن الأسواق، قد يكون هو المتسبب الأكبر في ارتفاع الغاز الطبيعي وتسجيلها مستويات قياسية تاريخية في ظل تعزز الطلب على الغاز الطبيعي.

بينما قد يكون السبب الثاني في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي هو اقتراب فصل الشتاء وبرودة الطقس في أوروبا، وهو ما يعزز الطلب وبقوة على الطاقة وبخاصة الغاز الطبيعي لاستخدامه في التدفئه على نحو واسع، وكما ذكرنا، وفي ضوء ارتفاع أسعار النفط الخام مؤخرا يدعم الطلب على الغاز الطبيعي.

والسبب الثالث في صعود أسعار الغاز الطبيعي يتمثل في المخاوف حيال إمدادات الغاز الطبيعي بأوروبا يتمثل في انخفاض توليد الكهرباء من طاقة الرياح في أوروبا، وأيضا من الطاقة المائية في البرازيل والصين، فضلا عن ارتفاع أسعار الفحم والكربون إلى مستويات هي الأعلى على الإطلاق، وتزامنا مع عدم كفاية الإمدادات لتلبية الطلب على الغاز في أوروبا، فإن الأسعار ارتفعت بشكل كبير.

ويمكن القول بأن هذه الأزمة صعبة للغاية وتوجد سيناريوهات مختلفة لحل هذه الأزمة، غير أن زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا قد يكون جزءًا من الحل، حيث قد تتجه الشركات الأمريكية مع ارتفاع الأسعار إلى تسريع وتيرة المشروعات الجديدة، لكنه لن يكون حلا سريعا لتزويد أوروبا بالمزيد من الغاز الطبيعي وإنما حلا طويل الأمد.

الحل الثاني، قد يتمثل في قيام المستوردين بأوروبا بتوقيع عقود الشراء طويلة الأجل؛ لضمان أمن التوريد حتى لو بأسعار أعلى كما فعل المشترون الصينيون، بعد أن أدى فائض إمدادات الغاز الطبيعي وطفرة الغاز المسال إلى عقود شراء قصيرة في العقد الماضي.