profile photo

ارتفع الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات الرئيسية، ليصل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام 6 عملات رئيسية، لأعلى مستوى له منذ شهر نوفمبر الماضي 2020، أي منذ حوالي 10 أشهر مضت، ولامس المؤشر خلال شهر سبتمبر مستويات قريبة جداً من 94 نقطة.

وجاء الارتفاع في الدولار وسط توقعات أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة العام المقبل 2022، بل وأن بعض الأعضاء في الفيدرالي مثل "جيمس بولارد" يتوقّع رفع الفائدة مرتين عام 2022، وعدّة أعضاء آخرين أشاروا لاحتمال رفع الفائدة مع بقاء التضخّم مرتفع.

تتناسب في أغلب الأحيان عوائد السندات طرداً مع الفوائد في البنوك المركزية، كما يختلف سعر الكوبون (الفائدة) للسندات التي يتم إصدارها بأسعار الفائدة في البنوك المركزية. وبالنسبة لعوائد السندات، هنالك ما يسمّى بالعائد الكلّي، وهي عبارة عن نسبة مئوية يتم احتسابها من خلال المعادلة :

TR= ((It + (P0-PB))/PB

حيث

·        TR = نسبة العائد الكلي

·        It = الفائدة المدفوعة خلال فترة الاحتفاظ بالسند (مجموع عوائد الكوبون)

·        P0 = السعر السوقي للسند

·        Pb = سعر شراء السند

 

من هنا نلاحظ بأن العائد يتغيّر مع تغيّر السعر السوقي للسند، والأسعار السوقية تتغيّر بحسب الطلب والعرض. لكن أيضاً، تتغيّر أسعار السندات بتأثير من التوقعات المستقبلية لسعر الكوبون، فمن سيقوم بشراء أحد السندات بعائد منخفض عندما يتوقّع أن يتم إصدار غيره بعد فترة زمنية بعائد سعر كوبون أعلى؟! بالتالي، تنخفض الأسعار السوقية لتعويض الارتفاع المرتقب بسعر الكوبون.

مثلاً، إذا كان أحد السندات امد استحقاق عام واحد سعره 1000 دولار، وسعر الكوبون هو 5%، وهنالك توقّعات أن ترتفع أسعار الكوبون في السندات التي سيتم إصدارها لاحقاً، ويريد حامل السند أن يقوم ببيعه، فستجبره هذه التوقعات على خفض السعر الذي سيبيع فيه السند، فبدل بيعه بـ 1000 دولار، سيقوم ببيعه بـ 950 دولار على سبيل المثال، وفي هذه الحالة، سيكون العائد على السند للمشتري كما يلي:

الربح المحقق من الكوبون من خلال السند : 1000 * 0.05 = 50

الربح المتحقق من السند إذا تم بيعه بـ950 دولار سيكون:

أولاً: العائد من الكوبون : 50/950 = 5.26% تقريباً

ثانياً: العائد من فرق السعر السوقي = 50/950 = 5.26%

النتيجة: 5.26% + 5.26% = 10.5% تقريباً

 

لاحظ بأن سعر الكوبون ثابت، والقيمة الاسمية للسند (1000 دولار) ثابتة، لكن تم بيع السند "بخصم" في السوق، ليجد شخص يقوم بقبول العائد الاسمي على الكوبون (5%)، وهنا سيحقق من يشتري السند عائد أعلى من سعر الكوبون نفسه!

الآن، كيف يؤثّر ذلك على العملات؟

 

آخذين بعين الاعتبار بأن الدول ذات التصنيف الائتماني المرتفع ستكون فيها التأثيرات أكبر، فالدول ذات التصنيف الائتماني المتدنّي قد يكون العائد المطلوب أعلى بكثير من الدول التي فيها التصنيف الائتماني أكثر ارتفاعاً، بالتالي، قد لا نجد تأثير كبير لتغيّر توقعات الفوائد المستقبلية في البنوك المركزية على التدفقات النقدية.

لكن، لنأخذ الآن الولايات المتحدّة واليابان على سبيل المثال، سنجد بأن التصنيف الائتماني لكل منها مرتفع ومن الدرجة الاستثمارية بحسب التصنيفات الائتمانية من موديز وستاندرد آند بورز وغيرها. لذلك، عندما يكون هنالك توقعات برفع الفائدة في الولايات المتحدّة خلال 2022، لكن في نفس الوقت، توقعات بتثبيت بنك اليابان المركزي الفائدة، فهنا سيفهم المستثمر بأن السندات المستقبلية ستكون ذات سعر كوبون أعلى من الحالية، وهذا يجبر مالك السندات الحالي بمحاولة بيع السند في السوق بخصم على السعر(القيمة) الاسمية للسند.

بالتالي، ترتفع العوائد السوقية للسندات الأمريكية فيما تبقى عوائد السندات اليابانية ثابتة أو قليلة التغيّر.

هنالك ما يسمّى منحنى فرق العائد، أو الفجوة (Spread) بين سندات الدول، على سبيل المثال، يبلغ اليوم (29-09-2021) العائد على سندات الحكومة استحقاق عشر سنوات في اليابان 0.07%، بينما يبلغ العائد على سندات استحقاق 10 سنوات لحكومة الولايات المتحدّة 1.51% (بحسب موقع Bloomberg).

بالتالي، الفرق بين عوائد السندات هو 1.44% لصالح الولايات المتحدّة الأمريكية. ولو قارنّا هذه القيمة بما كانت عليه بداية الشهر الجاري سبتمبر، سنجد بأن العوائد السوقية لنفس السند الأمريكي كانت 1.31% تقريباً، فيما السند الياباني كان العائد السوقي له حوالي 0.03%. بالتالي، فرق العائد بين السندات الأمريكية واليابانية كان مطلع شهر سبتمبر الجاري حوالي 1.28%.

إذن، ارتفع فرق العائد بين سندات استحقاق عشر سنوات بين الولايات المتحدّة الأمريكية واليابان من 1.28% إلى 1.31%، وهذا يعني زيادة جدوى السندات الأمريكية للمستثمرين مقارنة في السندات اليابانية.

وارتفعت عوائد السندات الأمريكية بشكل ملموس، ليرتفع الفارق بينها وبين العديد من السندات للدول العظمى لصالح السندات الأمريكية، بل نجد بأن عوائد سندات استحقاق عامين في الولايات المتحدّة ارتفعت بنسبة تزيد عن 40% هذا الشهر سبتمبر.

ارتفاع العوائد للسندات الأمريكية وزيادة الفجوة بينها وبين سندات عدّة دول عظمى أخرى، تسبب في تدفقات نقدية خارجة من تلك الدول للتوجّه إلى الولايات المتحدّة الأمريكية.

النتيجة:

توقعات رفع الفائدة في الولايات المتحدّة قبل العديد من الدول الأخرى مثل اليابان وأوروبا وكذلك سويسرا، تسبب في تدفقات نقدية خارجة من تلك الدول، لتتجّه إلى الولايات المتحدّة، وشهدنا طلباً كبيراً على الدولار مما دفعه للصعود مقابل سلّة من العملات الرئيسية.

وبالفعل، انخفضت أزواج العملات الرئيسية مقابل الدولار الأمريكي، حيث هبط اليورو مقابل الدولار خلال الشهر الجاري حوالي 1.3%، وهبط الجنيه مقابل العملة الخضراء بنسبة 2% تقريباً، كما هبط الين الياباني أمام الدولار بنسبة أكثر من 1.35%.

ومن الممكن استغلال التداول في أزواج العملات من خلال مقارنة توقعات البنوك المركزية ومراقبة تحرّك منحنيات عوائد السندات بين الدول من خلال شركة Equiti.

 

 

الندوات و الدورات القادمة

أ. وائل مكارم
أ. وائل مكارم

تقنيات واستراتيجيات فنية لتداول الأسواق المالية

  • الاربعاء 15 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تداول العملات باستخدام الدايفرجنس وأنواعه مع استراتيجية قوية

  • الاثنين 20 مايو 10:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

م. وليد أبو الدهب
م. وليد أبو الدهب

أساسيات التحليل باستخدام التحليل الموجي - موجات إليوت 1

  • الاربعاء 22 مايو 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image