هل موسم نتائج أعمال الشركات سيدعم الأسهم الأمريكية لتسجيل مستويات قياسية جديدة؟

عززت الأسهم الأمريكية من مكاسبها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم أمس بقيادة شركات التكنولوجيا العملاقة. وكانت شركة تسلا من بين الشركات التي قدمت أكبر دَفعة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومن المتوقع أن تُقدم المكاسب في الشركات الأخرى - والتي من المقرر أن تُعلن عن أرباحها في وقت لاحق هذا الأسبوع مثل (أبل، أمازون، ألفابيت، فيسبوك) حيث من المتوقع أن أكبر 4 شركات أمريكية من حيث القيمة السوقية – المزيد من الاندفاع للمؤشر الأوسع نطاقًا.

ومن المفترض أن تقوم كل من أبل ومايكروسوفت وألفابت بالإعلان عن آخر بياناتها المالية بعد جرس الإغلاق وشهدت آبل في الربع المنتهي شهر مارس الماضي أرباًحا بأكثر من الضعف على الإيرادات ، التي ارتفعت بأكثر من النصف. وبالنسبة لربع يونيو، يتوقع المحللون مبيعات بقيمة 3.73 .مليار دولار ، والتي ستكون أقل من 58.89 مليار دولار في مارس لكنها أعلى من نتائج العام الماضي

في الوقت نفسه، من المتوقع أن تزيد مبيعات مايكروسوفت للربع الرابع المنتهي في يونيو بنسبة 16 ٪عن العام السابق لتصل إلى 13.44 مليار ، وشهدت الشركة نمًوا قوًيا في كل من قسم الحوسبة السحابية واالألعاب ، وهو ما يمثل أعلى ربع لها على الإطلاق .حيث بقي الناس في منازلهم وعملوا عن ُبعد

ومن المفترض أن تعلن شركة أمازون دوت كوم عن نتائج الربع الثاني يوم الخميس المقبل، ويتوقع المحللون ارتفاع مبيعات الشركة إلى 34.115 مليار دوالر، لتحقق بذلك أرباحًا أكثر من 100 مليار دولار في المبيعات للربع الثالث على التوالي. وأثناء الوباء، كان الطلب قوًيا على أعمال .التوصيل والحوسبة السحابية والإعلان في أمازون. وفي شهر أبريل الماضي، أعلنت الشركة أرباًحا فصلية قياسية

ومن المقرر أن تُعلن أكثر من ثلث الشركات في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا الأسبوع

وفي الوقت الذي كانت فيه البداية إيجابية لموسم الأرباح مما ساعد في دفع الأسهم إلى أفضل سلسلة مكاسب في خمسة أيام منذ مارس، عاد التقلب إلى الأسواق مع بداية الأسبوع الحالي، حيث لا يزال بعض المستثمرين قلقين بشأن وتيرة النمو الاقتصادي والتضخم.

ويتزايد القلق أيضًا من أن متحور دلتا من فيروس كورونا سيُعرقل الانتعاش. لامس العائد الحقيقي على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاضًا قياسيًا قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، والذي من المرجح أن يناقش فيه المسؤولون آفاق التحفيز.

حققت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الثلاثة ارتفاعات إغلاق قياسية للجلسة الثانية على التوالي. حيث كان المستثمرون متفائلين وهم يتجهون إلى سلسلة من المكاسب من شركات التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل هذا الأسبوع كما ذكرنا، في حين أن الحذر قبل اجتماع السياسة النقدية أبقى السوق في حالة من الترقب.

وصعدت أسهم شركات الطاقة أكثر من غيرها على الرغم من ضعف أسعار الخام. تبدأ شركة Shell أرباح الربع الثاني لشركات النفط الكبرى يوم الخميس، ومن المتوقع أن يُظهر موسم الأرباح أرباحًا أعلى، وتراجعًا للديون، وعائدات أفضل في هذا القطاع.

حتى الآن، فاقت أرباح الربع الثاني من عام 2021 توقعات المحللين بسهولة، مما أدى لزيادة النمو الهائل المتوقع بالفعل للربع الثاني. ومع إعلان المزيد من الشركات الصناعية والأكثر دورية، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ليس فقط مقدار التعافي، ولكن سيكون هناك أيضًا أي تأثير من بعض المشكلات وهذا يعني التضخم أي الارتفاع الحاد في الأسعار.

يبدأ اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمدة يومين اليوم وغدًا، وستكون كل الأنظار متجهة إلى ما إذا كان الفيدرالي سيُعرب عن أي مخاوف جديدة بشأن ارتفاع التضخم. في يونيو، أشار الفيدرالي إلى أنه قد يبدأ في رفع أسعار الفائدة مرتين في عام 2023 وهو ما كان أقرب مما كان متوقعًا في السابق.

حاليًا يتداول مؤشر داو جونز الصناعي فوق مستويات الـ 35,000 نقطة، ومؤشر S&P 500 فوق مستويات الـ 4,200 نقطة، بينما مؤشر ناسداك 100 أعلى من 14,800 نقطة. وساعد التفاؤل المستمر بشأن أرباح الشركات في الربع الثاني على تعويض المخاوف الأخيرة بشأن تأثير متحور دلتا على الأسواق.

من ناحية أخرى، تراجعت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بعد أن أعلنت الصين الأسبوع الماضي عن قواعد جديدة في سلسلة من الإجراءات الصارمة على قطاع التكنولوجيا، وتراجع سهم علي بابا للتجارة الالكترونية ومحرك البحث بايدو وهما من أكبر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بـ 7% و6% على التوالي.

وكانت الخسائر الأخيرة في الأسهم الصينية أكثر حدة من تلك المسجلة خلال ذروة الحرب التجارية الصينية الأمريكية في عام 2018، ويعود ذلك أساسًا إلى استهداف بكين لشركات التكنولوجيا الكبيرة