إلى أين تتوجّه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة؟ وما هي أسباب الانخفاض اليوم؟

تراجعت أسعار الذهب اليوم إلى مستويات 1860 دولار الأونصة، فهناك أسباب عديدة لتراجعات الذهب بعد أ ن وصلت إلى مستويات 1965 دولار منها:

إعلان شركة فايزر عن نجاح تجارب المرحلة الثالثة على 43 ألف شخص بنسبة 90%. بالتالي بعد هذا الخبر الذي ينتظره العالم بالكامل، كان من الطبيعي والمنطقي ان يتراجع الذهب وتصعد الأسهم وبالفعل هذا ما حدث.  

وأيضا ارتفاع الدولار اليوم ساهم في تراجعات أسعار الذهب بدعم من تصريحات أعضاء لجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الفدرالي، وتطورات لقاح كوفيد 19، ومستجدات الانتخابات الأمريكية. وكان من بين تصريحات أعضاء الفيدرالي ما قاله روبرت كابلان عن ثقته بتعافي الاقتصاد الأمريكي بقوة خلال العام المقبل، وأن التوصل على لقاح فعال سيساعد في الإسراع في عودة النشاط الاقتصادي للعمل من جديد، وهناك تأكيدات من قبل أعضاء الفدرالي الأمريكي على استعداد البنك لاتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لدعم الاقتصاد. 

ولكن ما يحد من ارتفاع الدولار ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورنا بما يصل نحو مليون شخص خلال شهر نوفمبر وسط مخاوف من أن يكون اللقاح مخيبا للآمال ولا يكون سببا في القضاء على فيروس كورونا، وتترقب الأسواق أيضا آخر المستجدات حول الانتخابات الامريكية في ظل تمسك دونالد ترامب بكرسي الرئاسة الأمريكية . 

برأيي  حالة التراجعات لأسعار الذهب مؤقتة فقط على المدى القصير لأننا نتحدث عن نجاح تجارب اللقاح فقط وليس إعلان انتهاء كابوس كورونا وعودة الحياة لطبيعتها. بالتالي الأزمة الاساسية المسببة لارتفاع الذهب لم تنتهي بعد. 

 فنحن مازلنا نرى اغلب الدول الاوربية تعلن عن فرض حظر التجوال في البلاد مثل فرنسا والمانيا وانجلترا وايطاليا وعدة دول اخرى مع تسجيل أكبر حصيلة إصابات يومية في الولايات المتحدة الامريكية، فإن أي لقاح يحتاج فترة طويلة لانتشاره. 

فغياب المحفّزات اللحظية لارتفاع أسعار الذهب أمر قد يبقي على حالة من التذبذب. لكن حتى الآن، ما زلت أعتقد بأن الاتجاهات الإجمالية الصاعدة لأسعار الذهب مستمرّة، واليوم شهدنا إثباتاً آخر من البنوك المركزية حول العالم بأن تستمر البنوك في خطط تحفيزية هائلة وغير مسبوقة من خلال مستويات فائدة متدنية جداً وبرامج نقدية غير اعتيادية مثل برامج شراء الأصل.  

الذي يؤخر ارتفاع أسعار الذهب فقط هو تأخير حزمة التحفيز الأمريكية، وأعتقد بأن أسعار الذهب في طريقها بالفعل لتعويض كل الخسائر التي تحققت يوم الإثنين الماضي لكن على عدّة مراحل.  

لا يجب استبعاد حصول تذبذب، لكن فنياً أي تداول فوق الـ1850 سيبقي على احتمال الارتفاع على المدى المتوسط، لكن يجب أن نشهد استقرار الأسعار فوق حاجز الـ1900 دولار للأونصة من جديد لإثبات الارتفاعات بشكل أفضل.