البيت الأبيض يستضيف قمة العملات الرقمية غداً

• سيستضيف البيت الأبيض أول قمة للعملات الرقمية على الإطلاق، بقيادة الرئيس ترامب.

• سيركز الحدث على الوضوح التنظيمي، واحتياطي العملات الرقمية، والإصلاحات الضريبية.

• قد تكشف القمة عن تفاصيل حول احتياطي العملات الرقمية الاستراتيجي الأمريكي.
 

يستعد البيت الأبيض لاستضافة أول قمة من نوعها حول العملات الرقمية يوم الجمعة، في خطوة قد تمثل تحولًا مهمًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الأصول الرقمية، حيث يقود الرئيس دونالد ترامب المناقشات. ومن المتوقع أن يرسم الحدث، الذي سيُديره المستثمر الرأسمالي ديفيد ساكس، ملامح إطار تنظيمي جديد قد يعيد تشكيل لوائح العملات الرقمية في البلاد.

مع إبداء ترامب موقفًا أكثر انفتاحًا تجاه الأصول الرقمية مقارنة بسلفه، يراقب قادة الصناعة والمستثمرون القمة عن كثب بحثًا عن تغييرات محتملة. وستشمل الموضوعات الرئيسية الوضوح التنظيمي، وإنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية، وإصلاحات سياسة الضرائب.

السعي نحو وضوح تنظيمي

لطالما واجه قطاع العملات الرقمية في الولايات المتحدة حالة من عدم اليقين التنظيمي، تفاقمت بسبب إجراءات الإنفاذ التي اتخذتها لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) خلال إدارة بايدن. فقد ساهمت الدعاوى القضائية ضد شركات كبرى مثل "كوينباس" و"كراكن" و"يونيسواب" في خلق بيئة يرى البعض أنها أعاقت الابتكار ودَفَعت الشركات إلى العمل خارج الولايات المتحدة.

من المحتمل أن يستخدم ترامب القمة لاقتراح إطار تنظيمي أكثر وضوحًا يهدف إلى تعزيز نمو صناعة العملات الرقمية داخل البلاد. ومن المتوقع أن تشمل المجالات الأساسية للتركيز متطلبات الامتثال لمنصات التداول، والإشراف على منصات التمويل اللامركزي (DeFi)، ولوائح العملات المستقرة.

يُعتبر ساكس مؤيدًا قويًا للعملات المستقرة كأداة لتعزيز هيمنة الدولار الأمريكي، ومن المرجح أن يدافع عن سياسات تدعم الأصول الرقمية المستقرة القائمة في الولايات المتحدة مثل USDC وUSDT. وقد تؤدي نهج تنظيمي أكثر ودية إلى إضفاء الشرعية على هذه الأصول وتشجيع المزيد من الابتكار.

تشير التحركات الأخيرة إلى تحول في استراتيجية الإنفاذ، حيث تم إسقاط العديد من الدعاوى القضائية التي رفعتها هيئة الأوراق المالية والبورصات ضد شركات العملات الرقمية الكبرى. كما دعا البيت الأبيض قادة بارزين في القطاع، من بينهم مايكل سايلور من "مايكروستراتيجي"، وديفيد بيلي من "بيتكوين ماغازين"، ومات هوانغ من "بارادايم"، وجي بي ريتشاردسون، الرئيس التنفيذي لشركة "إكسودوس"، للمشاركة في صياغة السياسة المستقبلية.

خطط الاحتياطي الاستراتيجي للعملات الرقمية

ستسلط القمة الضوء أيضًا على اقتراح ترامب بإنشاء احتياطي استراتيجي أمريكي للعملات الرقمية، والذي سيشمل البيتكوين (BTC)، والإيثيريوم (ETH)، والريبل (XRP)، وسولانا (SOL)، وكاردانو (ADA). وقد أدى هذا الإعلان بالفعل إلى ارتفاع في أسعار هذه الأصول، رغم أن العديد من التفاصيل لا تزال غير واضحة.

من بين الأسئلة الرئيسية التي سيتم تناولها كيفية تمويل هذا الاحتياطي—سواء كان ذلك عبر الأصول المصادرة، أو تخصيصات جديدة من وزارة الخزانة، أو أدوات مالية أخرى. كما سيتم مناقشة الحجم المحتمل لهذا الاحتياطي والمعايير المعتمدة لإضافة مزيد من العملات الرقمية إليه.

أكد وزير التجارة هوارد لوتنيك أن ترامب سيكشف مزيدًا من التفاصيل حول استراتيجية الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين خلال القمة. وقال لوتنيك "يرى الرئيس أن وجود احتياطي استراتيجي من البيتكوين أمر ضروري. السؤال الأهم الآن هو كيفية التعامل مع العملات الرقمية الأخرى، وسيتم الكشف عن هذا الإطار يوم الجمعة".

يمكن أن يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو إضفاء الشرعية على العملات الرقمية، ما قد يجعل الأصول الرقمية جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية المالية الأمريكية ويحفز المزيد من تبني المؤسسات لها.

إصلاحات ضريبية على العملات الرقمية قيد الدراسة

تُعتبر السياسة الضريبية قضية رئيسية أخرى متوقع أن تكون محورًا للنقاش، حيث لمح ترامب إلى احتمال تقديم حوافز لمستثمري العملات الرقمية. ومن بين المقترحات الطموحة التي يجري النظر فيها إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على معاملات الأصول الرقمية، وهو تحرك قد يكون له تأثير كبير على مشاركة المستثمرين في السوق.

ورغم أن إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية بالكامل يواجه تحديات سياسية، فإن حلاً وسطًا—مثل تمديد فترة الاحتفاظ المطلوبة لتخفيض معدلات الضرائب—قد يشجع الاستثمار طويل الأجل مع معالجة المخاوف المتعلقة بالمضاربة.

تأتي القمة في وقت تشهد فيه أسواق العملات الرقمية تقلبات حادة. إذ هبط سعر البيتكوين إلى 82,000 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل أن يرتفع مجددًا إلى حوالي 90,000 دولار وسط تكهنات بشأن تخفيف القوانين التنظيمية والمعاملة التفضيلية للأصول المشمولة في الاحتياطي المقترح.

يحذر محللو السوق من أن القمة قد تؤدي إلى تقلبات سعرية كبيرة، لا سيما إذا لم ترقَ الإعلانات السياسية إلى مستوى توقعات المستثمرين. ويتوقع البعض سيناريو "اشترِ الإشاعة، وبِع الأخبار"، حيث تتلاشى الحماسة المضاربية بمجرد الكشف عن التفاصيل.

ورغم حالة عدم اليقين، يرى الخبراء أن القمة تمثل خطوة حاسمة في تشكيل تنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة وتحديد دور الأصول الرقمية في النظام المالي. وستكون أنظار المستثمرين وصناع القرار موجهة إلى الحدث بحثًا عن أي إشارات على تحول نحو بيئة تنظيمية أكثر دعمًا للعملات الرقمية.