profile photo

دق ناقوس الخطر في سوق النفط بعد أن فوجئ العالم بانهيار سعر النفط لما دون الصفر في سابقة هي الأولى في التاريخ منذ أن استخرج الإنسان أول قطرة من الذهب الأسود، فمع اشتعال حرب أسعار النفط بين كل من المملكة العربية السعودية وروسيا في شهر مارس الماضي والتي تزامنت مع تراجع حاد في مستويات الطلب على النفط الخام بسبب إجراءات الإغلاق التي فرضتها العديد من الدول للحد من تفشي فيروس كورونا وعلى رأسها أكبر الدول المستهلكة للنفط، الصين، أصبح السوق في حالة إغراق بكميات من النفط لاحاجة لها!

وفيما يلي نستعرض أهم التطورات المؤثرة وبشكل كبير على اتجاهات أسعار النفط خلال الفترة الحالية والمقبلة وهي..

  • أزمة كورونا
  • النمو الاقتصادي
  • أوبك+
  • انتخابات الرئاسة الأمريكية

أولا: تطورات الوضع بالنسبة لأزمة كورونا

بعد أن نجحت العديد من الدول في تهدئة وتيرة تفشي فيروس كورونا والسيطرة على الارتفاع في أعداد الإصابات اليومية، عادت تلك الدول وبخاصة دول القارة الأروربية والولايات المتحدة الأمريكية لتسجيل ارتفاع في الإصابات اليومية بفيروس كورونا فيما يعرف بالموجة الثانية من كورونا، وقد دفع ذلك إلى عودة تبني إجراءات الإغلاق من جديد ليتبدد وهم السيطرة على فيروس كورونا  ولتتراجع شهية المخاطرة في الأسواق من جديد ويستمرضعف مستويات الطلب على النفط.

وبعد سباق محتدم بين شركات صناعة الأدوية للوصول إلى لقاح يمكنه التصدي لفيروس كورونا وبعد إخفاق العديد من المحاولات، أعلنت عدد من الشركات توصلها إلى لقاح كورونا بنسب فعالية متفاوتة، فقد أعلنت شركة  فايزر في يوم 18 من نوفمبر الجاري أن النتائج النهائية لتجارب المرحلة الثالثة من لقاح كورونا قد أظهرت فعالية اللقاح بنسبة 95% في الوقاية من العدوى بالفيروس ولم يتم ملاحظة أي مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة حتى الآن.

كذلك فقد أعلنت شركة استرازينيكا أن المرحلة الأخيرة من تجارب لقاح كورونا أظهرت أن اللقاح الخاص بها فعال بنسبة قد تصل إلى 90%، وقد ساهمت تلك الأنباء الإيجابية في شيوع حالة من التفاؤل حول إمكانية استعادة سوق النفط عافيته في وقت قريب.

ثانيا: توقعات النمو الاقتصادي

عادة ما تؤثر توقعات النمو الاقتصادي في أسعار النفط وخاصة تلك التوقعات التي تصدر عن معدلات النمو المتوقعة للدول الصناعية الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وقد أصدر صندوق النقد الدولي في أكتوبر الماضي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بالنسبة لعام 2020 بأن يتراجع بنسبة 4.4%، كما توقع صندوق النقد الدولي أن يحقق الناتج الإجمالي المحلي نموا في 2021 بنحو 5.2%، كذلك فقد توقع صندوق النقد نمو الاقتصاد الصيني في 2020 بنسبة 1.9% مقابل توقع بأن يسجل نموا بنحو 8.2% في العام المقبل، وبالنسبة إلى الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط؛ فقد توقع صندوق النقد الدولي أن تسجل تلك الدول انكماشا بنحو 6.6% خلال العام الجاري وبالتالي فإن ذلك يشير إلى استمرار ضعف أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، إلا أنه ومن الجدير بالذكر أن تلك التوقعات قد صدرت قبل إعلان شركات صناعة الأدوية عن نتائج تجاربها الأخيرة.

ثالثا: قرارات أوبك+

اتفاقية أوبك+ هي اتفاقية تضم دول منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، بالإضافة إلى روسيا؛ حيث استدعى التراجع الحاد لأسعار النفط  تعاون دولي واسع من أجل الاتفاق على تخفيض الإنتاج  وبالتالي الدفع بأسعار النفط نحو مستويات أعلى، وبحسب اتفاقية أوبك+ فإن الدول المشاركة ستقوم بتطبيق خطة استراتيجية لخفض إنتاجها من النفط خلال الفترة المقبلة.

وقد حددت خطة خفض الإنتاج في إطار هذه الاتفاقية على ثلاثة مراحل؛ فقد بدأت المرحلة الأولى بخفض الإنتاج اليومي من النفط بنحو 9.7 مليون برميل وذلك في الفترة مابين شهري مايو ويوليو من عام 2020، ثم تأتي المرحلة الثانية والتي في إطارها يتم خفض الإنتاج اليومي من النفط بنحو 7.7 مليون برميل يوميا وذلك في الفترة مابين أغسطس الماضي وديسمبر القادم، وتأتي المرحلة الثالثة بخفض الإنتاج اليومي بنحو 6 مليون برميل في الفترة مابين يناير وأبريل من عام 2021 ، وقد أظهرت أسعار النفط تعافيا قويا في أعقاب الإعلان عن تلك الخطة وخلال الشهر الأول من تطبيقها؛ ثم بدأت فعالية تلك الخطة في التراجع، ولعل عدم التزام بعض الدول بتلك الخطة بشكل كفء قد أدى بدوره لضعف تأثير الاتفاق على أسعار النفط.

وقد عقدت أوبك+ اجتماعا في 17 من نوفمبر الجاري من أجل مناقشة أوضاع سوق النفط الحالية واتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت أوبك+ ستمدد العمل بخض الإنتاج وفقا للمرحلة الثانية من الاتفاقية لمزيد من التعافي في أسعار النفط أم أنها ستلتزم بالمخطط الزمني الذي اتفقت عليه الدول، وقد انتهى ذلك الاجتماع بدون التوصل إلى قرار بهذا الشأن ليتم إرجاء القرار للاجتماع المقبل والمقرر انعقاده في يومي 30 نوفمبر الجاري والأول من ديسمبر، إلا أن بعض التقارير تفيد بأن أوبك+ وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وروسيا تفضل تأجيل زيادة إنتاج النفط والتي كان من المقرر أن يتم استئنافها في يناير المقبل بحيث يرتفع الإنتاج اليومي بنحو 2 مليون برميل يوميا.

 

رابعا: انتخابات الرئاسة الأمريكية وحزمة التحفيز

كان العالم في حالة ترقب لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي أسفرت عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة البيت الأبيض، وقد دفعت تلك النتائج إلى توقعات بأن يكون ذلك في صالح أسعار النفط خلال الفترة المقبلة إذ أن جو بايدن من المرجح أن يتفتتح فترته الرئاسية بطرح حزمة تحفيز مالية قوية لإعادة إنعاش الاقتصاد المنهك من تفشي فيروس كورونا وهو الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى ارتفاع مستويات الطلب على النفط الخام في السوق الأمريكي.

أسعار النفط إلى أين؟

بشكل كبير سيكون العامل الحاسم في حركة أسعار النفط خلال الفترة المقبلة هو مدى نجاح الدول في تجاوز أزمة كورونا واسعادة النشاط الاقتصادي لعافيته وقد تأكد ذلك بالارتفاع الأخير الذي حققته أسعار النفط بدعم من الأنباء الإيجابية حول لقاح كورونا حيث ارتفع خام برنت إلى مستويات أعلى 48 دولار للبرميل وهي المستويات التي لم نشهدها منذ مارس الماضي.

وقد أصدرت عددا من المؤسسات الدولية توقعاتها لاتجاه أسعار النفط في ختام العام الجاري وخلال 2021، فقد توقع بنك باركليز أن يصل سعر الخام الأمريكي وخام برنت عند مستويات 39 دولار و48 دولارعلى الترتيب، كذلك فقد أفصح البنك المركزي الروسي عن توقعاته لسعر النفط الخام الروسي؛ حيث توقع أن يصل الخام الروسي عند مستويات 41 دولار للبرميل خلال العام الجاري وليرتفع إلى مستويات 45 دولار للبرميل خلال العام المقبل وعام 2022 وليصل إلى  دولار للبرميل في 2023.

الندوات و الدورات القادمة

أ. وائل مكارم
أ. وائل مكارم

أساسيات واستراتيجيات تداول الذهب XAUUSD

  • الاثنين 15 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

استراتيجية القناص ونظام مضاعفة رأس المال

  • الخميس 18 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد صلاح
أ. محمد صلاح

تعلم التحليل الأساسي وتأثيره على العملات

  • الاثنين 22 ابريل 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image